مروان عبد الغني جارودي
مليت جيابي مصاري كتير كتير وقلت لازم كرمال رمضان ما رد فقير اليوم...
مشيت بشوارع بيروت البربير، كورنيش المزرعة، مار إلياس، وانا عم ادفع لكل شحاد عالطريق...
كملت عالروشة المنارة عيون المريسة وانا عم ادفع شمال ويمين وبقول جبر خاطر ما بيجوز رد محتاج...
ورجعت كملت على شارع الحمرا...
يا ستر الله شو شفت ...
بين الشحاد والشحاد في شحاد وعيلته شي بروس وشي بلا روس وشي كبير وشي صغير وشي مقمط بالسرير ...
كانت ح تفر الدمعة من عيني وبلشت الدفع شمال ويمين وما رد طالب حسيت حالي NGO شرعي او كاريتاس بشري او صندوق الزكاة ...
وضليت هيك لبعد الأفطار وانا عم رشرش مصاري ...
والغريب انو ما في ولا وحدة عم تشحد الا ومعها ابنها على ايدها حتى اني شفت واحدة عمرا شي ١٠ سنين قلت لها مين هيدا بايدك قالت ابني...
ورجعت شفت واحدة عجوز… عبواب التسعين سنة ومعها طفل بالملفة عمره شي ست اشهر سألتها مين هيدا يا تيتا قالت مع شوية بكي وSad Face هيدا ابني مريض وما معي رضعو او جيب دوا...
وللحقيقة ما بدي اكذب عليكم...
كملت توزيع مصاري... يلا لحقت وعملتها... ولما خلصت بدي ارجع عالبيت طلع ما باقي معي ولا فرنك....
جربت اخد من حدا من الشحادين أجرة الطريق مش قادر امشي انهديت تعبان... ولا واحد قبل يعطيني لا بطول ولا بعرض... ترجيت وبكيت قدامهم وقلت لهم يا جماعة سلفة وبرجعها... بس نافلة ما حدا شفق عليّ....
اسودت الدني بوجهي وحزنت ومن تعبي قعدت عالارض والدمعة بعيني...
واذ.... بيمرق واحد ماشي عالطريق بيرمي لي عشرة الاف ليرة اندهشت وزعلت اكتر وصرت أبكي على هالاخرة والبهدلة...
واذ بعد شوي بتمرق صبية وصاحبتها وبس شافتني قالت لها يا حرام شوفي هالزلمة شو مرتب وعم يشحد يا لطيف وين صرنا بتفتح الجزدان وبتعطيني مئة الف ليرة ...
هالحكي من رمضان الماضي...
وبعدني لهلق عم داوم كل يوم واستقلت من الشركة والحمد لله ماشي الحال تمام التمام الرزق بحر وصار نص الشحادين صحابي ...
وهل نيالك يا فاعل الخير الله يطول عمركن ويخلي ولادكم والله كريم ...