مروان عبد الغني جارودي
معظم الإجتهادات تقول أن الله فرض الصيام لكي يشعر الأغنياء بجوع الفقراء ...
بدون أي فتوى شخصية ولا إدعاء في العلم....
أعتقد أنه لو كان ذلك صحيحا لما كان الصيام فرضا على الفقراء الجائعين أيضا ... فلا ضرورة لهم لكي يشعروا مع أقرانهم الفقراء فهم يعانون مثلهم ...
وقد أوضح لنا الله في كتابه العزيز الحكمة من الصيام حين قال...
بسم الله الرحمن الرحيم
( وأن تصوموا خير لكم )
أين الخير لنا ...
الخير ، هو في السيطرة على الشهوات ... وفي تأديب النفس ومنعها من الذلل ... وكظم الغيظ والغضب ... وصوم اللسان عن اللفظ المفطر ... وصوم العين عن النظر الحرام ... وصوم اليد عن المال الحرام ... والإحساس مع الفقير بجوعه ... والعودة إلى الله بالطاعات والخشوع في الصلاة والعبادات ... وفعل الخيرات ورفع الضيم عن المظلوم ... والاحسان إلى المحتاج وكثرة الصدقات وقراءة ألقرآن والتفكر فيه وتفهمه ...
كل ذلك وأكثر يعود بالخير العميم على الصائم ...
لذلك رمضان هو طاعة تامة وخضوع تام لأوامر الله بدون سؤال أو شديد تفكير ...
فرض الله الصيام علينا في شهر الخير من واسع رحمته ليكون فرصة لنا للتوبة ولإصلاح الذات وتطهير النفس على أن نستمر بتوبتنا وكأن رمضان باقٍ كل العمر ...
اللهم بلغنا رمضان وأنت راضٍ عنا وأعنا على قيامه وصيامه... وبارك لنا فيه ... وتقبل منا أعمالنا ... وأنزل رحمتك وفرجك على إخوان لنا في فلسطين والسودان ... وأزل الغمة وبدّلها بفرح ويسر بعد عسر ...وأمن وأمان ...
اللهم انك انت الرحمن الرحيم ... الغني العظيم ... القادر الجبار القهار ... إرحم أهلنا وإخواننا وإرحمنا بفضلك ورحمتك وغفرانك وليس بعملنا ... ربنا إننا توكلنا عليك فتولنا بما يرضيك ويسعدنا وإجعل صيامنا وقيامنا ودعاءنا وتذللنا على بابك ركوعا وسجودا نائبين تائبين راجين واسع رحمتك حجة لك لترضى، فإن رضيت فِزنا ونجونا ...
ربنا إفتح لنا أبواب الفرج والرزق والرضى وبدّل حالنا الى أحسن حال ... وبارك لنا وعلينا في أهلنا وأزواجنا وأولادنا وأحبابنا وارزقنا العفو والعافية وحسن الختام ... إنك أنت السميع الحبيب المجيب ...
وكل عام وأنتم بخير ...