السينما تتنفس براحة كاملة على إمتداد العالم منذ عام تقريباً معلنة الإنتصار الكبير على جائحة كورونا وتداعياتها بعد خوف كبير على هذا الفن من الإنهيار أمام أخطار الفيروس اللعين، وها نحن هذا العام نشهد عودة الـ«غولدن غلوب»، وجوائز النقاد وصولاً إلى الأوسكار الذي أعلن ترشيحاته لجوائز الدورة 95، والتي ستعلن نتائجها في 12 آذار/ مارس المقبل.
تنافس نادر القوة كما هي الحال هذا العام لأشرطة أميركية، ألمانية، إنكليزية، وتمدد إلى دول أخرى ومخرجين بهويات مختلفة طرحوا نتاجهم، فيما أسعفتنا الفرص في مشاهدة معظم الأعمال المتبارية بإستثناء الشريط الألماني: كل شيء هادئ على الجبهة الغربية، للمخرج إدوارد بيرغر، الذي ظهر فجأة على ساحة التنافس وإحتل الصدارة بـ 11 ترشيحاً متساوياً مع الفيلم الرائع: كل شيء في كل مكان في وقت واحد، للمخرجين الـ دانيالين: كوان - أميركي من أصل صيني، وشينيرت، اللذين أنجزا فيلماً يؤكد أن الإبتكار في السينما ما زال حيّاً.
كتبا النص سوياً وأسهما في ميزانية الإنتاج بشكل رئيسي مع أن رقم 25 مليون دولار للإنتاج لا يعكس النتيجة التي خلصا إليها وجعلتهما محط الأنظار فما شاهدناه يدفعنا إلى تقدير كلفة مضاعفة عدة مرات لرواية تريد فقط الحديث عن تناقضات الحياة لعائلة صينية لجأت إلى الولايات المتحدة وتدير شؤونها إمرأة ديناميكية تلعب دورها الممثلة الماليزية ميشيل يوه بمهارة، من خلال مؤسسة تهتم بالغسيل الميكانيكي العام، وإذا بمخاطر غير مرئية تظهر وتدفعها لإسترجاع مسار حياتها بالكامل لفرز الإيجابي عن السلبي فيها، وتكتشف في نهاية المطاف أن خياراتها كانت كلها صائبة، ونفاجأ بأن ساعتين و19 دقيقة كان وقتاً ضاجاً بالسينما الحقيقية التي أبهرتنا.
هذا يعني أن الإنكليزي: جنيات أنشيرين - لـ مارتن ماكدوناغ، يتراجع أمامه عن المقدمة، ونعتقد أن: آفاتار - لـ كاميرون، وفابلمانز - لـ سبيلبيرغ، لا يشكلان أصلاً أي خطر على المزاحمة للفوز، بينما يتقدم المخرجان الأميركيان كوان وشينيرت، والممثلان: كولن فاريل في: جنيات أنشيرين، وكايت بلانشيت في: تار، مع دور عمرها في قيادة أوركسترا.
يبقى التأكيد أن السينما العالمية في أفضل حالاتها، خصوصاً مع توسع دائرة الإهتمام بالمواهب الكبيرة في زوايا العالم، وعقبال ما نجد سينمانا على هذه الخريطة.