بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2023 12:00ص أين التحف السينمائية العربية بل أين المنتجون المبدعون؟؟

حجم الخط
نحن مشغولون حالياً بكل أمور السياسة، بأخبار الأرض المحتلة، وزلزال سوريا، وحرب اليمن، والوضع في السودان وتونس، وأخبار سد النهضة، ونترصّد آخر أنباء النزاع العالمي في أوكرانيا، أما الثقافة فقلّة يهتمون بشأنها ولولا إقتراب حلول الشهر الكريم لما فكّر أحد في الفنون المشهدية لأن وليمة رمضان كريمة بالبرمجة الفنية على شاشاتنا الصغيرة.
كل هذا والشاشات الكبيرة تتخبط بأفلام لا تُسمن ولا تغني من جوع، هي أقرب إلى وجبات المستشفيات، وقد هالتنا المقارنة بين عز السينما في عهود سابقة وإنحدار مستوياتها في الوقت الراهن، عندما طالعنا عناوين مجموعة من كلاسيكيات السينما العربية التي برمجتها صالة زاوية - التي تشرف عليها المخرجة ماريان خوري إبنة شقيقة المخرج يوسف شاهين - في القاهرة إحتفالاً بعلاقة الأديب العالمي نجيب محفوظ بالسينما فطالعنا تحفاً سينمائية من وزن: «ثرثرة فوق النيل» 1971 - لـ حسين كمال، «أنا حرة» 52، و«بداية ونهاية» 60 - صلاح أبو سيف، «بئر الحرمان» 69 - كمال الشيخ، «الإختيار» 71 - يوسف شاهين، «السكرية» 73 - حسن الإمام، و«الكرنك» 75 - علي بدرخان.
هذه الأفلام تعرض طوال أسبوعين وتنتهي في 2 آذار/ مارس المقبل. يعني أنها بكل بساطة تقدّم لرواد الصالات ومحبّي السينما الحقيقية نماذج نخبوية من الأفلام التي تُشرّف السينما، وليست الأشرطة الفارغة المضمون التي يكثر حضورها هذه الأيام وكثيرها يُسحب من الصالات بعد أيام من العرض وأخرى تصمد أكثر قليلاً، لكن في الحصيلة لا شيء منها يبقى لكي يُخبّر الأجيال المقبلة عن إنجاز ما تركه صنّاع السينما اليوم.
نسأل اليوم عن المنتجين، عن تنوّعهم، فعندما كان حسين القلا موجوداً حصلنا على أفلام لـ صلاح أبو سيف، ومحمد خان، وهل هناك أقوى من شريط: «زوجة رجل مهم»، ونتطلّع إلى نتاج اليوم لنشهد مدداً من أشرطة المقاولات، ولولا ما ينجزه المخرج مروان حامد من سينما محترمة وضخمة لغاب الفيلم الكبير وحضرت الأفلام الصغيرة وحدها، بما يؤكد أننا لا نملك في جعبتنا ما نقوله لمن سيأتون بعدنا عن نتاج اليوم من الأفلام.
كل ما يُنجز إستهلاكي، التصوير في أسابيع قليلة، والعرض في أسابيع أقل، ثم البيع للفضائيات، وهات يا أفلام بالعشرات متوفرة مجاناً على «غوغل» و«يوتيوب»، لذا يعود هواة السينما إلى أفلام العالم وما أكثرها.