وإن كان الكلام والملاحظات والمناشدات وخلافها ما عادت تفيد لا بد من الكشف عن مفارقة غريبة حصلت سينمائياً وهي برسم وزارة الثقافة المعنية دون سواها بأمر إختيار الفيلم الذي يمثل لبنان في الدورة 96 للأوسكار في مسابقة أفضل فيلم عالمي غير ناطق بالإنكليزية.
مرَّ يوم الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري وهو آخر موعد لإستقبال طلبات الأفلام في الأوسكار دون أن تبادر الوزارة إلى إختيار وإرسال الفيلم الذي يمثل لبنان، مع أنني شخصياً أعلمت الوزارة قبل أسبوعين من هذا الموعد بقرب إنتهاء مهلة قبول الطلبات، لكن شيئاً لم يحصل.
والذي حصل كبديل مصادفة غريبة، حيث أعلنت الرئيسة التنفيذية للأكاديمية الإيرلندية ifta آني موريارتي عن إختيار شريط المخرجين الإيرلنديين: غاري كان وستيفان جيرارد كيلي: في ظل بيروت، وبالإنكليزية: In the shadow of Beirut، الذي صُوّر على مدى 5 سنوات في بيروت، وهو ناطق بالعربية لتمثيل إيرلندا في الأوسكار ووصفته موريارتي بأنه فيلم مهم جداً للتواصل مع الجمهور العالمي.
شريط صوّر في لبنان يمثل إيرلندا ولا شريط لبنانياً خالصاً يمثل سينمانا، إن توصيف هذه الحالة يستدعي قول كلام كبير ومباشر وقاسٍ بحق المسؤولين عن هذا التقصير نظراً إلى الإساءة المعنوية التي تطال إسم لبنان من تغييب نفسه عن هكذا منبر سينمائي أول في العالم، والأمر لم يكن يستدعي إستنفاراً وميزانية ووقتاً، إن المسألة لا تكلّف شيئاً على الإطلاق، فقط المبادرة.
إشارة هنا إلى أن الفيلم ومدته 92 دقيقة تعرضه الصالات الأميركية منذ 12 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وهو يتضمن رصداً لأوضاع سكان مخيم صبرا وشاتيلا من اللبنانيين والفلسطينيين، من إنتاج السيدة هيلاري كلينتون وإبنتها تشيلسي، مع بريندون ج. بيرن واللبنانية ميريام ساسين، عن نص ومونتاج لـ: زينة أبو الحسن، وإيزولت هاولت، مع 4 قصص منفصلة لعائلات من المخيم.
كان الفيلم عرض لأول مرة في مهرجان: docedge في نيوزيلندة وحاز عدداً من الجوائز. لكن المهم بالنسبة إلينا وقبل مشاهدة نسخة منه، أن نكون معبراً لشريط إيرلندي إلى الأوسكار بينما لا حس ولا خبر ولا تبرير ولا ردّة فعل من وزارة الثقافة على تغييب لبنان عن هذا الحدث السينمائي العالمي.