بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آذار 2024 12:00ص الأوسكارات خلال أسبوع: «أوبنهايمر» لن يكون مفاجأة

حجم الخط
مساء العاشر من آذار/ مارس الجاري ستُعلن وتُوزع جوائز أوسكار الدورة 96 أمام متابعة العالم لحيثيات الإحتفالية السنوية بهذا الحدث السينمائي العالمي الأول.
عموماً تكون كل الأجواء مهيّأة لتتويج الفيلم الفائز، والذي لا يكون مجهولاً لأن خطوات عديدة تؤشر على الفائز بدءاً من إعلان ترشيحات الـ«غولدن غلوب»، إلى الفائزين بجوائز التظاهرة، إلى جوائز نقابة الممثلين، وبعدها المخرجين، وصولاً إلى النقاد، لتطال بالإهتمام جوائز بافتا البريطانية، بحيث لا يعود خافياً على أحد عنوان الفيلم المحظوظ فلا يبقى غير إعلانه.
هذا العام لا نقاش إلّا حول فيلم واحد: أوبنهايمر، للإنكليزي كريستوفر نولن، الذي أُتخم بعدد الجوائز من أهم المهرجانات السينمائية في العالم وهو الفيلم المنتظر تتويجه بكثير من الأوسكارات يتصدّرها تقدير كأفضل أفلام العام 2023.
سبق لنا وأدلينا بدلونا حول أحقية الفيلم بكل التقديرات التي يحظى بها، وقلنا إنه فيلم جيد وليس تحفة سينمائية، وبالتالي فهناك شريط مثالي في قيمته ومستواه للكبير مارتن سكورسيزي: قتلة زهرة القمر، الذي نجده متكاملاً بجميع عناصر الإبداع المشهدي والدرامي، لكن التركيز الدعائي ذهب نهائياً صوب: أوبنهايمر، بما يعني أن الإتجاه لتتويجه سابق لقرار لجنة الأوسكار، وهو يمجّد أميركا التي إفتتحت التسلّح بالقنبلة الذرية لا بل هي إستعملتها مرتين في هيروشيما، وهذا الموضوع لم يأتِ الشريط على ذكره إطلاقاً وكأنما هذا الإختراع تم إبتكاره لخدمة السلام العالمي ورفاهية الإنسان في هذا الكوكب، وخصوصاً أنه سيتوّج في وقت تتضاعف ترسانة الأسلحة الأميركية الفتّاكة لإسرائيل لكي تبيد شعباً عربياً بكامله في أرضه لا بل هي تستخدم سلاح الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إنها مفارقة غريبة ومرفوضة بكل المقاييس.
وما دام الإتجاه على هذا النحو فإن العمل على إبعاد شريط سكورسيزي عن التتويج سببه أن الفيلم يكشف حقيقة الجرائم التي إرتكبها بيض أميركا بحق الأميركيين الأصليين من الهنود لسلبهم أراضيهم بعدما تبيّن أنها غنية بآبار النفط.
الأوسكار على خط غير سكة الفن السينمائي، وهو بذلك يمهّد لحملات تشكيك تطاله مباشرة، وتمهّد لمواقف منه قد تُزعزع الثقة بمرتبته الأولى عالمياً.