بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2023 12:00ص التقارير الإخبارية المصوّرة أقوى تعبيراً من الأفلام

حجم الخط
أحداث كثيرة جداً في العالم تاريخية أو معاصرة، سعيدة أو حزينة، مع شخصياتها المؤثّرة فيها من الجنسين تناولتها السينما في أفلام وثائقية أو أخرى درامية جاءت في مجملها أقل مستوىً وتأثيراً من واقعية الحدث المعروف.
هذا يأخذنا سريعاً إلى تبنّي الأشرطة الوثائقية المؤثرة وهي غالباً قليلة الحظ والحظوة عند جمهور السينما الذي يفضّل الدراما والميلودراما والكوميديا على السردية أو الأفلام القصيرة، وبالتالي تذهب الأمور إلى البحث عن أسماء مخرجين كبار لقيادة تصوير أشرطة تختزل موضوعات كبيرة تؤدي غايتها في إقناع المشاهدين في أي مكان من العالم بصدقها.
قليلة هي أعمال السير الشخصية التي ظهرت وأدّت دورها كما يجب وعرفت أوسع إعتراف بواقعيتها، ولا نخترع البارود إذا قلنا إن شريط: غاندي، لـ ريتشارد أتنبورو الذي صوّره بداية الثمانينات مع بن كنغسلي هو أسطع مثال على قدرة مخرج كبير على تقديم زعيم عالمي بالصورة المؤثرة والفاعلة التي ظهر من خلالها سينمائياً.
هذا الكلام ينطبق على حيثيات حرب الشمال والجنوب في أميركا التي عبّر عنها فيلم: ذهب مع الريح، وأثّرت وقائعه في المشاهدين بعمق، في وقت ظهرت فيه مئات الأفلام العاطفية لكن حين يُذكر: Love Story تنفرج الأسارير عن سعادة غامرة لقدرته على الغوص عميقاً في كل نفس بشرية على إمتداد العالم، تماماً كما هي حال Godfather الذي لا يتناقش فيه إثنان حول أهميته من عدمها كونه أهم فيلم أكشن لا لشيء إلّا لأن مخرجاً عملاقاً هو فرنسيس فورد كوبولا أبدع في تصويره ولأن أكثر من نجم أسطوري شارك فيه يتقدمهم مارد التمثيل مارلون براندو، لكننا لا نعثر دائماً على مواهب إبداعية عملاقة لتقديم روائع للشاشة الكبيرة.
وهذا هو السبب في أن العديد من الأحداث الإستراتيجية المؤثّرة تحتاج إلى طاقات الخوارق لنجاحها ونعطي أمثلة بسيطة على ذلك منها تصوير فيلم: الرسالة، بإدارة المخرج الشهيد مصطفى العقاد، والنتيجة المبهرة التي حصلنا عليها، وأفضل ما قُدم عن التاريخ الفرعوني في فيلم: المومياء، للمخرج المبدع الراحل شادي عبد السلام، وكذلك هي الحال مع شخصية صلاح الدين الأيوبي التي ما تزال فاعلة إلى اليوم منذ العام 1963 عندما صوّر المخرج الكبير يوسف شاهين رائعته: الناصر صلاح الدين. وهكذا دواليك.