بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آذار 2024 12:00ص المعهد العربي في باريس والسينما في العهد الجديد

حجم الخط
يباشر أحد أهم الصروح الثقافية العربية في أوروبا: معهد العالم العربي في باريس، عهداً جديداً مع تعيين مدير جديد له هو الكاتب والشاعر العراقي شوقي عبد الأمير، خلفاً لوزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ أحد أهم الأعمدة الثقافية العالمية.
الواضح أن مساراً جديداً سيسلكه المعهد يُعيد إليه ألق الثمانينات حين كان أهم منبر عربي في العالم بحيث لا تكفّ إدارته عن تنظيم الندوات واللقاءات والمهرجانات على مدار السنة، ومن بينها مهرجان السينما العربية في باريس الذي إستقطب أهم الطاقات السينمائية العربية في العالم ليتحول إلى إحتفالية سنوية راقية وثرية تقدّم الأفلام العربية للأوروبيين ومن خلالهم إلى العالم الغربي بحيث تتكوّن صورة حقيقية عن الإنجازات العربية في مجال الفن السابع تتيح لأبرز فنانينا فرصة التواصل مع المنابر العالمية إنطلاقاً مما سهّله لهم المهرجان الذي كانت تقيمه إدارة المعهد بالتعاون مع طاقات نقدية عربية رائدة بينها الراحل غسان عبد الخالق من لبنان، ماجدة واصف، وسمير فريد من مصر، قصي درويش من سوريا، وغيرهم من عموم العالم العربي مما شكّل لوبي نقدي سينمائي فاعل يباهي أقرانه في الغرب مع وجود تلاقح ثقافي لافت أثمر الكثير من النتائج الإيجابية على صورة السينما العربية في العالم من خلال أوروبا.
كم نرجو ونتمنى أن تعود تلك الحركة وذاك النشاط إلى دوائر السينما في المعهد مع علمنا بأن مبادرات لإحياء هذا المهرجان قام بها زملاء فاعلون: أمثال هدى إبراهيم، لكن المطلوب قرار عالٍ من إدارة المعهد بتخصيص ميزانية كريمة كالتي عرفها المهرجان في عزّه لكي تعود المبادرة إلى المعهد الذي يمتلك صفات مطلقة لدعم مهرجان بحجم الرهانات العربية النخبوية عليه.
نعم هذا الأمر ليس صعباً في ظل التطور النوعي الذي عرفته الأفلام العربية الشابة في السنوات العشر الأخيرة حيث حاز العديد من المخرجين والممثلين على جوائز وتقديرات من منابر المهرجانات الأولى في العالم، مما يؤشر على حاجة ملحّة إلى محطة إحتضان نوعية لهذه السينما إنطلاقاً من باريس العاصمة الدائمة للثقافة في العالم، يعني كل المعطيات تؤشر على معهد العالم العربي لكي يتسلّم الريادة مجدّداً ويعيد التواصل مع أمم الدنيا.