بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الثاني 2024 12:00ص دراما الشاشتين لم تقل كلماتها المرئية بعد..

حجم الخط
حتى الآن لعبت الشاشات الصغيرة دورها المطلق إخبارياً فحرّكت أمم الأرض ضد إسرائيل وصولاً إلى محكمة العدل الدولية، وكذلك أسهمت الإذاعات في تجييش الناس بالكلمات والأغاني لكي يكونوا على جاهزية كاملة في دعم الحملات الداعمة لأهل غزة، وكذلك فعلت الخشبات عبر إحتفالات وعروض ولوحات إستعراضية متنوعة تساند الصمود في القطاع، وحدها الدراما لم تهتم بعد بكل ما يجري من فظاعات، وكان ممكناً ومناسباً أن نشاهد صدى ما يجري على شاشات رمضان الوافد قريباً.
إلى الآن لا بوادر بأن هناك مشاريع درامية تنجز خصيصاً لرمضان عما تشهده الأراضي المحتلة.
لقد دخلت حرب الإبادة شهرها الرابع بما يعني أن الفنانين وسادة الإنتاج كانوا قادرين على إبتكار شيء ما عن المجازر، أو المعاناة، أو البطولات، لأن الناس، الرواد يحترمون صناعات الشاشتين عندما تكونان مرآة للواقع ونعم في الوقت القصير لكن الكافي لإنجاز أشرطة عما يحصل بصلف ووقاحة ووحشية من إبادة حقيقية، وما أكثر القصص والروايات المتداولة عن ميلودرامات ينفطر لها القلب وتقشعر لها الأبدان من هول تفاصيلها.
قضية محاولة إبادة غزة يجب أن تتواجد في أشرطة وثائقية على الأقل، من أجل ألّا ننتظر العالم الذي تحرك بصورة جماعية مؤيّداً، داعماً، متظاهراً، وصولاً إلى المبادرة من العيار الثقيل التي قامت بها جنوب أفريقيا بدعوى الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل، مطلوب فعل عربي داعم على الأقل من خلال الدراما للشاشتين، وليس أنسب من الأعمال التي تصوّر للشهر الكريم لأنها تسجل أكبر نسبة مشاهدات، ولن نطيل في التنويه بما تستطيعه السينما من إثارة الحملات الداعمة لصمود الأهل في غزة.
الواجبات كثيرة والمتاح أكثر، لكن المطلوب فوري لضرب الحديد وهو حامٍ، فالوقت لا ينتظر كثيراً بعض المترددين، أو المزاجيين أو حتى الحذرين لأسباب واهية، فعناصر النصوص جاهزة بالمطلق، وتحتاج فقط لمن يلتقطها ويوظّفها في سيناريوهات مؤثرة تشارك ضحايا الممارسات الهمجية للإحتلال الإسرائيلي أوجاعهم ومآسيهم وتُشعرهم أن هناك من يناصرهم حتى تحقيق إنتصارهم بالدم على هذا العدو الغادر والمتوحش.
لم نقطع الأمل بعد في حصول مبادرات ذات قيمة ووزن في أي نقطة عربية لنصرة الحق على الظلم، والضحية على قاتلها.