بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 حزيران 2023 12:00ص عيدية الصالات تضاءلت لغياب النجم الجماهيري..

حجم الخط
يومان فقط ويحلُّ عيد الأضحى المبارك أعاده الله على بلادنا وقد إنزاحت عنها الأزمات. والمناسبة في جاري الأيام كانت فرصة لحشد برمجة سينمائية في صالاتنا - وهي الأعلى نسبة في العالم قياساً على عدد السكان - تليق بمعناه وقيمته سواء أجمعنا على نوعية الأفلام المختارة أم لم نفعل، لكن المغزى من الصورة هو عملية التحضير والحملات الدعائية للأشرطة المنتظرة، بدل أن تقتصر الإعلانات هذه الأيام على حفلات المطربين في المرابع والفنادق والقاعات الضخمة.
أياً كانت الأفلام العربية التي تُدرج على برمجة العيد فهي غير جاذبة، والسبب ببساطة غياب النجم الجماهيري الذي مهما قدّم من مستوى متواضع سيكون عمله مقصوداً من جموع الناس، إنها قاعدة سارية المفعول في دنيا العرب، ولها إعتبارات مختلفة عند باقي شعوب الأرض تختلف قليلاً أو كثيراً، لكننا في عالمنا الناطق بالضاد مع النجم، نحب أن نراه، في أي صورة كانت.
لكن ماذا نقول وفضاء الفن السابع عندنا خالٍ من النجم المقصود هذه الأيام، يعني ليس عندنا عادل إمام، ولا أحمد زكي، ولا سعاد حسني، ولا حتى نادية الجندي، والمشكلة أن أحداً لم يملأ فراغ أي منهم مهما تم تضخيم قيمة بعض الأسماء وتقديمها على أنها البديل، أبداً، وهذا يسري على فريق كامل من فناني الصف الأول الراحلين منهم: نور الشريف، ومحمود عبد العزيز. نعم المشكلة أن هناك هوة تبدو سحيقة أحياناً بين هؤلاء الكبار ومن يتم التعامل معهم على أنهم من نجوم اليوم على الشاشتين.
المشكلة دائماً أن ليس هناك الكثير من مواهب المنتجين الفنانين الذين يعرفون كيف يدعمون مواهب كبيرة من الشباب ويستمرون معهم في رحلة التكوين حتى بلوغ صفة النجم بجدارة الأدوار وكثافة الشخصيات المميّزة التي يجسّدونها، هذا كان يحصل سابقاً من أيام آسيا إلى رمسيس نجيب وصولاً إلى يوسف شاهين الذي كان عبر شركته يضخ مواهب شابة مميّزة في حقلي الكتابة والإخراج، أما من خلال أفلامه فلا أكثر من الوجوه الجديدة التي تطورت في تجارب عديدة حتى إستقرّت في مواقع محترمة جماهيرياً ونقدياً.
لذا أهم سبب في غياب أفلام العيد العربية عن الجمهور العربي هو عدم وجود النجم الكاسح الذي لا يستطيع الناس مقاومة الرغبة في حضور فيلمه داخل الصالات المظلمة.