بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 شباط 2023 12:00ص غداً عيد فالانتاين ما موقعه على الشاشات؟

حجم الخط
سُئل أحد الظرفاء: لماذا يحلُّ عيد الحب منتصف شهر شباط؟ فردّ قائلاً: لأن الحب ليس له رباط. ومع معايدتنا للمحبين الذين يسعدون بهذا اليوم نشير إلى ما غنته السيدة الكبيرة أم كلثوم - حلّت ذكرى غيابها الـ 48 في الثالث من الجاري - عن الحب: «العيب فيهم يا في حبايبهم أما الحب فيا عيني عليه»، بما يعني أن لكل تجربة عاطفية خصوصيتها، وأي فشل فيها يكون سببه الحبيبان وليس الحب نفسه.
كلنا نعترف من دون تردد أن السينما قدّمت لنا دروساً خاطئة عن الحب في معظمها، والمهزلة في هذا الواقع هو مشاهد القبلات في الأفلام حيث أبلغنا نجم كبير ومخضرم منذ أشهر في القاهرة: «الحقيقة إن إحنا ما كناش نعرف نبوس كويس، وده كان واضح في اللقطات المقرّبة للبطلين، والسبب كان إما من جهل البطلة أو البطل أو منهما معاً»، وهذا الكلام له إسقاط حتى على نجوم هوليوود في حقبة طويلة من السنوات، قبل أن تظهر أجيال جديدة من النجوم الشباب من الجنسين فرضت وجهاً جديداً ومقنعاً للتواصل العاطفي على الشاشة دعمه قناعة المخرجين بهذا التطور.
أما القصص المعتمدة في الأشرطة المصورة فلم تستطع أن تكون صورة إيجابية يتعلم منها المشاهدون أصول العلاقة الصحيحة بين الشاب والفتاة، فهي إما أن تكون مثالية تصعب ترجمتها على أرض الواقع، أو سطحية يضحك منها وعليها المشاهدون سواء كانوا مراهقين أو بالغين ولا يعيرونها أي إهتمام وينعتونها بأسوأ النعوت وليس أقلّها: كلام أفلام.
والمشكلة الدائمة هي قلّة الأعمال العاطفية الرومانسية، فكم سعدت الجماهير بأفلام فالانتينو، وصولاً إلى: «لاف ستوري»، التي لم تنخلع من الذاكرة الخصبة الجمعية لكل الأجيال منذ 53 سنة وحتى اليوم وربما إلى مواعيد أبعد غداً، وهذا النوع ما زال مؤثراً في جيل اليوم الذي يطلب بإلحاح علاقات صادقة بريئة حقيقية تقدم المعنى النموذجي للحب بدل خدش الصورة الجميلة ببعض الإضافات المصطنعة التي تشوّهه.
فالانتاين لمن يتبنّاه أو لا يعيره إهتماماً يشبه الأطعمة التي تقدم في المستشفيات، فلا هي تفيد ولا هي تضرّ، ولكنها في كل حال تمنع الشخص من الموت جوعاً، ولا ننكر أن هناك من يسيئون التعبير عن فرحتهم بالعيد فيحوّلونه إلى حفلات مجون ليست من صورته.