أيام قليلة ويطوي العام 2023 أوراقه ويمضي بخليط من الآمال والإخفاقات، لكننا حريصون على رصد أهم ما ميّزه سينمائياً خصوصاً سابقة الإضراب الشامل الذي شهدته هوليوود للممثلين والكتّاب، ولم ينتهِ إلّا عندما تحققت معظم مطالبهم خصوصاً ما يتعلق بموضوع مضاربة الذكاء الإصطناعي والأجور.
وقد شغلنا إهتمام الصحافة الأجنبية في لوس أنجلوس بإيرادات الأفلام بدلاً من قيمتها الفنية بدليل الترشيحات التي أعلنها الـ«غولدن غلوب» وتصدّرها شريط: «باربي»، بـ 9 ترشيحات، بينما تحفة سكورسيزي: «قتلة ضوء القمر»، نالت 3 فقط، من هنا نرى أن أفضل ما عرفه العام المنصرم من أفلام كان هذا العمل الرائع، ومعه: «أوبنهايمر» لـ كريستوفر نولان، و«مايسترو» لـ برادلي كوبر.
لكن هذا لا يعني غياب الإنجازات الضخمة في باقي العالم مع الإنتاج الضخم لـ ريدلي سكوت: «نابوليون»، بينما العالم العربي تبرز منه شذرات بسيطة، مثل: «بنات ألفة» للتونسية كوثر بن هنية، «وداعاً جوليا» للسوداني محمد كردفاني، وفي لبنان لم نحظَ بحدث سينمائي كبير، لكن الفنان المتعدد المواهب جورج خباز تقاسم مع الألمانية هانا شيغولا بطولة فيلم صوّر في ألمانيا، وفرضت الحرب الإسرائيلية على غزة إلغاء الكثير من الفعاليات الفنية خصوصاً المهرجانات السينمائية ومنها: مهرجان القاهرة السينمائي، لكننا لم نسمع بأي مخرج إستغل الوقائع الحقيقية المؤلمة التي تعيشها غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط إهتمام عالمي خصوصاً من نجوم هوليوود الذين إنقلبت مواقف كثيرين منهم من إسرائيل وراحوا يدينون جرائمها علناً.
ويُحسب للدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي نجاحه في إستضافة عدد كبير من النجوم العرب والعالميين، مع عرض أحدث الأفلام في البرمجة، ودعم العديد من مشاريع الأفلام الجديدة. وبقيت خاصية غير صحية تتعلق بالأفلام المصرية الجديدة التي باتت تتوفر مجاناً للمشاهدة المنزلية في نفس وقت عرضها في الصالات بغية تأمين أكبر نسبة من ميزانية الإنتاج لإنجاز مشاريع أخرى.
وللعام الثالث على التوالي يغيب الفنان عادل إمام تماماً عن الساحة، وسط تعتيم كامل على الأسباب، مما يزيد في الشكوك حول وضعه الصحي رغم الكثير من التصريحات الإيجابية عنه من إبنيه: رامي ومحمد، وشقيقه عصام.