بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الأول 2023 12:00ص كواليس التصوير أهم من حيثيات الفيلم نفسه

حجم الخط
أتيحت لنا على مدى سنوات وسنوات فرص كثيرة واكبنا خلالها تصوير عشرات الأفلام في دنيا العرب وصولاً إلى أوروبا وخصوصاً فرنسا، خرجنا منها بدروس وعِبَر تستحق أن تُروى كنوع من الثراء لمادة الفن السابع التي نفخر بالإنتماء إليها ومتابعتها على جبهات متعددة للإلمام بتفاصيلها.
وإذا ما بدأنا ببيروت نشير إلى شريطي: «بيروت اللقاء»، لبرهان علوية ومتعة متابعة هذا الفنان في إدارة ممثليه خصوصاً بطله غير الممثل الدكتور هيثم الأمين، و«حروب صغيرة»، للبناني العالمي مارون بغدادي وكيف تعامل مع أحد أبطاله المصوّر المحترف نبيل إسماعيل، والإذاعي والمخرج المسرحي آلان بليسون، فكان يهمس بالعربية للأول بتوجيهاته له، وبالفرنسية للثاني في شخصية أحد المخطوفين الأوروبيين في بيروت.
ولنا في القاهرة مدد من المواكبات، من أروعها حضور النجمة مديحة كامل في فيلم: «درب الهوى» للمخرج حسام الدين مصطفى وأجواء المرح التي كانت تنثرها مع زميلها محمود عبد العزيز، وكم كانت العظيمة شادية رائعة في تعاطيها مع المخرج أشرف فهمي والممثلة يسرا خلال تصوير: «لا تسألني من أنا»، ونور الشريف وهو يصوّر: «الصرخة»، الفيلم الذي قدّمه فاقد النطق، آو تعاطي أحمد زكي مع الحيوانات في: «أربعة في مهمة رسمية»، لـ علي عبد الخالق. أما المتعة الخاصة في تفاصيل حركة وتعليقات والشتائم المحببة للمخرج يوسف شاهين فقد واكبناها مع الفريق الفرنسي في: «الوداع يا بونابرت»، ولاعب شخصية نابوليون: باتريس شيرو، الذي لم يكن يكفّ عن الضحك من تعليقات شاهين على أدائه، والطريقة الجنتلمان لـ ميشال بيكولي في كل ما كان يفعله أمام وخلف الكاميرا.
وكانت لنا محطة في استوديوهات لافيكتورين في نيس التي قصدناها في إحدى تغطياتنا السنوية الطويلة لمهرجان كان السينمائي الدولي، وصودف أن لقطة عاطفية سُمح لنا كنقاد معتمدين من إدارة كان بأن نواكب التحضير لتصوير مشهد حميم في فيلم فرنسي، مما إستدعى إعتماد مزيل للرائحة وبث رائحة ورود قوية في أنحاء الأستوديو بينما الممثلان في السرير ينتظران إشارة الـ «توب كاميرا» لبدء المشهد.
طبعاً هناك نوادر وحكايات على هامش هذه التغطيات معظمها لا يُروى، بينما المقصود من التطرق لحيثيات تصوير الأفلام هو ضرورة أن يُلم الناقد بهذا الجانب لإكتمال الصورة السينمائية بكل تفاعلاتها.