بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 نيسان 2024 12:00ص لا الجمهور ولا النقّاد هما ميزان التقييم الصحيح..

حجم الخط
ربما يفاجئ هذا العنوان كثيرين من المتابعين وحتى محترفي الكتابة لأنهم سيطرحون السؤال: ومن يكون الطرف الثالث المعني والموثوق لتقييم الأفلام وتقدير مدى أهميتها ووضعها في خانة الإبداع، أو تُهمل جانباً من دون إهتمام?
الشأن النقدي في خطر لقلّة الدارسين والمثقفين والمتابعين والعارفين في شؤون وشجون الفن السابع والأهم هنا والذين نعتبرهم خميرة الحقيقة في هذا المدار الرحب، أولئك الذين لا يكفّون عن المشاهدة اليومية للجديد، ومتابعة ما ينشر من جديد التصوير، وتنوّع آراء القيّمين على جوانب الصناعة، مع توثيق يومي لأهم الأحداث وأبرز الأفلام ورصد الظواهر والمواهب في أكثر من قارة وبلد ومدينة لأن الإكتشافات باتت مصدراً دسماً لسينما جديدة بدأت تُوسّع حضورها على الساحة الدولية.
وصورة الجماهير وتوجهها العام باتت مخيفة وتجعلنا من دون ندم نفقد الثقة في حكمة وتقدير الجمهور، وتحديداً حين نتابع أشرطة لا قيمة فنية أو إنسانية لها ومع ذلك فهي تشهد إقبالاً على مشاهدتها مما يجعلها تتمدد على الشاشات على أنها تحف فنية، بينما هي عالة على السينما بكل المعايير المتاحة، وتكون المشكلة في قوة ما يروّجه الإعلان عنها فينجح التسويق حتى مع فاهمي السينما ولو أنهم يدخلون الصالات لمعرفة حقيقة ما يُروّج له.
هو واقع مؤسف دونما شك، فالناقد المتواضع الثقافة يغطي وينصح بالأعمال التي تعادل فهمه السطحي، وبالتالي فهو يُغيّب الأعمال الجادّة والجيدة، وهذا ينسحب على الجمهور ونسبة عالية منه تريد تقطيع الوقت لا التمتّع بالفن السينمائي، فإذا بهم يستسهلون الأفلام فاقدة المستوى لتكون النتيجة كارثية على الأفلام المحترمة التي تُعزل ويتم تهميشها ولا يُكتب أو يقال عنها وفيها ما تستحقه، فتسقط المعادلات ولا يعود للصوت الصادق مكان في فضاء غير صحي على الإطلاق.
أما المخرج من كل هذا فهو رهن بتبدّل الظروف العامة من سياسية وإجتماعية، فالأمور الجيدة تحتاج إلى بيئة نموذجية تنمو وتكبر فيها، لأن أحد أهم أسباب سيادة العصر الذهبي للفن أن كل الأجواء كانت مريحة فظهر الكتّاب الكبار، وحضر الفنانون المحترمون، وكانت الأعمال المقدّمة على قدر ممتاز من الإجادة فرفعت الجمهور إليها وساد معها رخاء فني.