بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 نيسان 2023 12:19ص نجوم بالجملة في التلفزيون وغياب كامل في السينما

حجم الخط
مع دخولنا في منتصف الشهر الكريم أعاده الله على أمتنا بالخير واليمن والبركة، تنكشف أكثر فأكثر ظاهرة نجوم الشاشة الصغيرة العربية الكثر في مقابل غياب شبه مطلق لهم عن الشاشات الكبيرة.
ظاهرة غير طبيعية تنعدم معها المبررات لإنحسار الأسماء الجماهيرية الوازنة عن الأفلام، وهذا يحدث منذ رحيل الكبار: أحمد زكي، نور الشريف، محمود عبد العزيز، وغياب عادل إمام عن الجديد للشاشتين، وعدم قدرة الأسماء البديلة على رفع نسبة الحضور في الدور المظلمة وسط إرتفاع غير محمود في بدل بطاقات الدخول.
وهناك مشكلة يجب التنبّه لها وهي عديد الأسماء الراغبة في أشرطة كوميدية وهي تقتصر على تجميع ما أمكن من الممثلين المغموري الشهرة عربياً والمعروفين مصرياً فقط يقدمون حزمة من القفشات لا ترقى إلى مستوى فيلم، والمطلوب رد ما يُصرف عليها من ميزانيات متدنية مع بعض الأرباح.
كيفما جلنا على المسلسلات في سوريا ولبنان وحتى في الخليج نعثر دون مشقة على أسماء نتعلق بها، نرغب في الاطّلاع على جديدها موسماً بعد موسم، بينما الشاشة المصرية الصغيرة عندما تركها صلاح السعدني لم يملأ فراغه أحد مهما تم الترويج لغيره، وعندما نجد الدكتور يحيى الفخراني لا يقبل بأي مشروع لتصويره فينتظر عاماً أو إثنين أو حتى ثلاثة من دون مسلسل يقدمه في الشهر الكريم لا نعثر على بديل له في مستواه وتأثيره.
لماذا بطن الفن بات صعباً عليها إنجاب كبار من بين الجدد، يغيب الكبار فلا أحد في الصف بعدهم يحمل الراية، وهذه الصورة تتعزز في أعمال الشاشتين وليس السينما فقط، ونفوز فقط بوجوه نحن مجبرون أن نتعوّد عليها، ونقول إنها تعبُر لكنها لا تستقر في العمق كما الأسماء التي سبق ورسّخت من دون أن تمحوها الأيام أو أسماء أخرى أقوى منها.
البرمجة الرمضانية تكشف منذ أعوام واحدة من أهم القضايا في السينما تحديداً. النجم الكبير الذي تعوّدنا عليه لم يعد موجودا، وإذا ما ذكرنا أسماء الرجال فإن الحالة إياها تشمل النساء، والصورة هذه تزيد في شرخ أجيالنا عن محيطهم العربي، ولجوئهم إلى الأفلام الغربية ما بين هوليوود وأوروبا حتى لا تعود لأفلامنا قيمة نوعية بل مجرد أعداد تتراكم وتتكدس في المستودعات دونما فائدة.