بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيلول 2023 12:00ص هناك سينما بديلة خارج أميركا..

حجم الخط
إعتدنا على الأفلام الأميركية صبح مساء وعلى مدار أعوام طويلة على شاشاتنا، لأن موزعي الأشرطة يعتبرونها جالبة لأعلى الإيرادات، فكان أن أهملوا باقي أفلام العالم وبينها حتى الأوروبية كرمى التسويق للأشرطة المصورة في أميركا التي تتراوح بين الرائع الأفضل، والتجاري السطحي لكن مع صورة نقيّة وصبايا جميلات وغياب تام للموضوع الشيّق أو اللافت.
منذ فترة ومع تعدّد المواقع والمنصات الإلكترونية بات المشهد شاسعاً جداً ويؤمّن لنا خيارات رائعة وممتعة لأفلام نسمع أو نقرأ عنها من خلال لفتها للإنتباه في المهرجانات الإقليمية والعالمية، وهذا ما أتاح لنا فرصة الإطلاع على أكبر عدد هائل من الأشرطة الحاضرة بقوة وتفوّق من خارج المنظومة الأميركية، الأمر الذي فتح عيوننا على أسباب تغييب هذه النماذج عن شاشات العالم.
في الأشهر القليلة الماضية شاهدنا عدداً كبيراً من أفلام العالم ننصح بمشاهدتها بحيث تكون جسر عبور إلى سينما مفتوحة من دون حدود لأن فيها ما يؤكد أن الفن السابع فن أول على مستوى الكوكب كله وهو لا يقتصر على أميركا، وأوروبا، بل هو موجود وأحياناً بنماذج أفضل مما تُصدّره هوليوود إلى أمم الدنيا قاطبة.
الميلودراما الأسبانية Fatum للمخرج خوان غالينانيس. والشريط الصيني ‏Born to fly لـ كسياو شي ليو، وRetribution للهنغاري نمرود أتال، و‏The last voyage of the Demeter للكندي أندريه أوفريدال، والشريط الكرتوني Elemental للكوري الجنوبي بيتر سون، وPast Lives للصينية سيلين سونغ، وNo hard feelings للأوكراني جين ستيبنتيسكي، وGran Turismo للجنوب أفريقي الكندي نيل بلومكامب.
هذا غيض من فيض، فهناك أعمال هندية قوية ومتميّزة جداً وكذلك من المكسيك وبورتوريكو وحتى بنغلاديش وسيريلانكا، وأيضاً في فنلندا، وآيسلاندا، كما أن الجعبة ممتلئة بأعمال تركية ذات قيمة فنية غير المستوى الهش للمسلسلات السطحية التي تغزو شاشاتنا الصغيرة وتحتل البث طوال الوقت، بما يعني أن السينما حاضرة كفن وإهتمام في أرجاء الكون من دون وجود إعتبار لعالم أول وعالم ثالث أو رابع.
إذن يستطيع رواد وعشاق السينما أن يحصلوا على متعة مضاعفة مع أفلام يكتشفونها في العالم الآخر الرديف لكوكب هوليوود الذي يستأثر بالمشهد السينمائي كله وكأنه هو أو لا أحد معني بهذا الفن الجميل والرائع والعالمي.