بيروت - لبنان

المملكة العربية السعودية

14 أيار 2025 12:40ص ترامب: يوم عظيم في السعودية

قرارات تستجيب لطلب ولي العهد حول سوريا ولبنان وغزة.. والشرع في الرياض اليوم

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترانب يستعرضان حرس الشرف في الرياض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترانب يستعرضان حرس الشرف في الرياض
حجم الخط
وقع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي والرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية في قصر اليمامة في الرياض عقب ترؤسهما أعمال القمة السعودية - الأميركية.
ووصل الرئيس الأميركي في وقت سابق أمس إلى الرياض في مستهل زيارة وصفها بـ«التاريخية» والتي تشمل أيضاً الإمارات وقطر حيث كان في استقباله بمطار الملك خالد الدولي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.
وجرت مراسم استقبال رسمية للرئيس الأميركي في قصر اليمامة بالرياض حيث التقى ترامب بنحو 40 شخصية من القيادات السعودية بمجالات الاقتصاد والسياسة والأمن. كما استقبل ولي العهد السعودي الوفد الرسمي المرافق لترامب ورؤساء الشركات الأميركية الكبرى ومنهم الملياردير إيلون ماسك.
وشهد  ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي مراسم تبادل وإعلان عدة اتفاقيات ومذكرات تعاون ثنائية منها مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة، ومذكرة نوايا بشأن تحديث وتطوير قدرات القوات المسلحة السعودية من خلال القدرات الدفاعية المستقبلية، ومذكرات تفاهم للتعاون القضائي، وفي مجالي التعدين والموارد المعدنية.
وفي هذا السياق قال البيت الأبيض في بيان إن الولايات المتحدة وافقت على بيع حزمة أسلحة للسعودية بقيمة 142 مليار دولار تقريبا، واصفا الصفقة بأنها "أكبر اتفاق للتعاون الدفاعي” أبرمته واشنطن على الإطلاق.
وجاء في البيان أن الاتفاق يتضمن صفقات مع أكثر من 12 شركة دفاع أميركية في مجالات تشمل الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز قدرات القوات الجوية وتطوير مجال الفضاء، والأمن البحري، والاتصالات.
وكان الأمير محمد استعرض وترامب العلاقات الثنائية بين البلدين، والجهود التنسيقية لتعزيز أوجه الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات.
كما بحث الجانبان  المستجدات الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة تجاهها، بما يحقق الأمن والاستقرار.
وقال ولي العهد السعودي في كلمة ألقاها في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض "اليوم نعمل على فرص شراكة بحجم 600 مليار دولار، من بينها اتفاقات تزيد على 300 مليار دولار تم الإعلان عنها خلال هذا المنتدى”.
وأضاف "سنعمل خلال الشهور القادمة على المرحلة الثانية لإتمام بقية الاتفاقات لرفعها إلى تريليون دولار”.
وقال ترامب خلال اجتماعه في الرياض مع ولي العهد السعودي "أعتقد حقا أن هناك مودة كبيرة بيننا”.
وووعد ترامب في منتدى الاستثمار بتعزيز العلاقات مع السعودية مؤكدا أن الاستثمار السعودي سيساعد في خلق فرص عمل في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى عبر الرئيس الأميركي عن أمله في أن تنضم السعودية قريبا إلى اتفاقات إبراهيم، وهي سلسلة من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.
وقال خلال المنتدى "سيكون يوما مميزا في الشرق الأوسط، والعالم أجمع يشهده، عندما تنضم السعودية إلينا، وستكرمونني تكريما عظيما، وستكرمون كل من ناضل بضراوة من أجل الشرق الأوسط”. 
وأضاف ترامب أنه يأمل بشدة أن توقع السعودية قريبا اتفاق تطبيع مع إسرائيل. وقال "لكنكم ستفعلون ذلك في الوقت الذي ترونه مناسبا”.
وقال ترامب إن «فجراً رائعاً» ينتظر الشرق الأوسط إذا كان قادة المنطقة قادرين على تحيّن هذه الفرصة، ووضع الخلافات جانباً، والتركيز على المصالح المشتركة. لافتاً إلى أن السعودية هي «قلب ومركز العالم»، وأن الاقتصاد الأميركي هو الأفضل في العالم، باستثناء السعودية.
وأكّد ترامب أنه لن يتردد في استخدام القوة العسكرية للدفاع عن «حلفائنا وأصدقائنا» في السعودية. معربا عن تقديره لدور السعودية في محادثات وقف الحرب في أوكرانيا. 
وتابع أن «ولي العهد السعودي أفضل من يمثّل حلفاءنا الأقوياء»، وأن الرياض في طريقها لتصبح مركز أعمال للعالم بأسره.
ولفت ترامب إلى أن أهل غزة «يستحقون مستقبلاً أفضل». وأكّد أن بلاده تعمل على «وقف الحرب المروعة هناك»، مجدّداً التأكيد على أن «الحرب في أوكرانيا وهجوم السابع من شرين الأول ما كانا ليحدثا لو كنت رئيساً» حينها، وأنه يعمل على وقفهما، محذّراً في هذا الصدد «الغرب» من «عدم الانجرار إلى حرب أخرى لا يمكن إيقافها».
وتابع ترامب «مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه، وكان بوسعنا تفادي البؤس في لبنان وكان بإمكان إيران التركيز على التنمية بدلا من تدمير المنطقة»، 
ووجّه ترامب في كلمته رسالة إلى إيران، قائلاً إذا رفضت إيران «غصن الزيتون» فسيعود لمواجهتها عبر العقوبات، مؤكداً على أنه يريد عقد صفقة مع إيران، وأنها لن تحصل أبداً على السلاح النووي.
وفيما يتعلق بالحوثيين في اليمن، انتقد ترامب قرار الرئيس الأميركي السابق (جو بايدن) رفعهم من قائمة الإرهاب. وقال إن قواته شنّت أكثر من 1100 ضربة على الحوثيين، وإن الجماعة لن تعاود استهداف أي سفينة أميركية في البحر الأحمر.
وأشاد الرئيس الأميركي باستقبال خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وضيافته في زيارته السابقة قبل 8 سنوات، قائلاً إنه لن ينسى ذلك، وثمّن في هذا الإطار قيادة الأمير محمد بن سلمان، مبدياً إعجابه الشخصي بعمله لـ«قيادة شرق أوسط جديد وحديث»، 
ووجّه سؤالاً لولي العهد السعودي أمام الحضور؛ إن كان ينام ليلاً، معرباً في الوقت ذاته عن ذهوله من أن معظم جوانب الاقتصاد السعودي بات يتفوق على النفط، وأن السعودية في آخر 8 أعوام أثبتت أن من انتقدها كان على خطأ.
وقال ترامب إن ما رآه من «عبقرية معمارية في السعودية» لم يره من قبل في أي مكان حول العالم، منوّهاً إلى أن الرياض أصبحت عاصمة للتقنيات العالية في العالم. 
وأشار إلى أنه من الرائع أن تستضيف السعودية كأس العالم والبطولات الأخرى، قائلاً إن التحولات في هذه المنطقة لا تُصدق، حيث «يبدأ مستقبل الشرق الأوسط من هنا»، على حدّ وصفه. 
ونوّه بتطور هذه المنطقة «بفضل أبنائها»، ومعبّراً عن إعجابه بحفاظ السعودية على تقاليدها وعاداتها مع تطلعها للمستقبل. وتابع أن الشراكة بين البلدين ستظل قوية، وأن إدارته تتخذ خطوات لتقوية هذه الشراكة.
وسينضم ترامب اليوم إلى قادة دول مجلس التعاون لعقد القمة الخليجية - الأميركية الخامسة من نوعها في الرياض.
وبعد السعودية سيتوجه ترامب إلى قطر اليوم ثم الإمارات غدا ولا يتضمن برنامج الجولة زيارة إسرائيل، مما أثار تساؤلات حول مكانة الحليف الوثيق في أولويات واشنطن. وينصب تركيز الرحلة على الاستثمار وليس على المسائل الأمنية في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى أعلن ترامب أمس أنه سيرفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا مشيرا إلى أنها أدت دورا مهما لكن حان الوقت الآن لها للمضي قدما.
وقال خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالرياض "سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق”.
وأضاف "حان وقت تألقها. سنوقف جميع (العقوبات). حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا للغاية”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض أمس إن ترامب وافق على الاجتماع مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض اليوم في إطار جولته الخليجية.
وفي كلمة له بمنتدى الاستثمار السعودي الأميركي أمس في الرياض قال ترامب قررت رفع العقوبات عن سوريا بعد مناقشة هذا الأمر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مضيفا «آن الأوان لمنح سوريا الفرصة وأتمنى لها حظا طيبا». 
وأضاف الرئيس الأميركي «حان وقت تألقها. سنوقف جميع العقوبات. حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا للغاية».
وكشف ترامب أن إدارته اتخذت الخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع سوريا، مذكرا أنها «عانت من بؤس شديد وموت كبير ونأمل أن تنجح الإدارة الحالية في إحلال السلام والاستقرار».
وقد رحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بتصريحات الرئيس الأميركي بشأن رفع العقوبات عن سوريا، ووصف القرار بأنه نقطة تحول محورية للشعب السوري، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
ونقلت سانا عن الشيباني قوله إن ترامب قدم للشعب السوري أكثر من أسلافه الذين سمحوا لمجرمي الحرب بتجاوز الخطوط الحمراء، وشدد على أن الرئيس ترامب يمكنه تحقيق اتفاق سلام تاريخي ونصر حقيقي للمصالح الأميركية في سوريا.
(الوكالات)