قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أمس إن الأولوية الآن هي للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، وذلك ردا على سؤال عن إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وكان الوزير السعودي قال في 2024 إنه لا يمكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون تسوية القضية الفلسطينية.
وقال "ما نراه هو أن الإسرائيليين يسحقون غزة، سكان غزة المدنيين… لا حاجة لذلك أبدا وهذا غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن يتوقف”.
من جهة أخرى قال بن فرحان في مؤتمر صحفي بموسكو إن هناك حاجة للعودة إلى مسار الدبلوماسية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، مؤكدا على أهمية أن تتعاون طهران بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وناقش بن فرحان مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس أبرز تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة بشأنها.
واستعرض الوزيران، خلال لقاء ثنائي سبق الجلسة، علاقات الصداقة التاريخية، والتعاون المشترك بين البلدَيْن وشعبيهما، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، إن بلاده تُثمِّن التوافق القائم مع روسيا حيال القضية الفلسطينية، مؤكداً ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل دائم وعادل يضمن تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأشاد بن فرحان بتطور العلاقات بين البلدَيْن وقال «هناك تقدم في العمل بشتى المجالات، سواءً في التعاون الاقتصادي أو التنموي أو حتى الثقافي»، مُثمِّناً مستوى التوافق البنّاء القائم بين البلدين ضمن إطار «أوبك بلس» الذي يؤكد روح التعاون المشترك في مواجهة التحديات بقطاع الطاقة.
من جانبه، قال لافروف، خلال المؤتمر الصحفي: «لدينا مواقف متقاربة مع السعودية حول الوضع في غزة، ونؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات لخفض التصعيد، وتقديم المساعدة الإنسانية للسكان المدنيين»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «الأوضاع بالضفة الغربية ليست أفضل من مثيلاتها في غزة».
وأكد أن بلاده تشجع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين للتقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، معرباً عن أمله «أن يحمل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صفة مستدامة».
وحول الشأن السوري، أوضح وزير الخارجية الروسي أن هناك موقفاً مشتركاً بين بلاده والسعودية يتمثّل في تأكيد ضرورة معالجة تداعيات الأزمة السورية، والحفاظ على وحدة وسلامة وأمن سوريا وسيادتها.
وأعلن لافروف، أن بلاده تأمل بمشاركة السعودية في القمة الروسية - العربية الأولى التي تستضيفها موسكو في 15 تشرين الأول المقبل، ورحَّب بقرار المملكة المشاركة في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي التاسع والعشرين، بصفتها ضيف شرف. وأشار إلى أن ذلك سيحدث في السنة التي ستحتفل فيها روسيا والسعودية بذكرى الـ100 عام منذ إقامة علاقاتهما الدبلوماسية.
(الوكالات)