بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 نيسان 2024 12:04ص الإنقسامات اليهودية أبعد من إنتفاضات الجامعات

حجم الخط
الإنتفاضات الطلابية التي تعم العديد من الجامعات الأميركية، تعكس حالة الإرباك والإنقسام التي تهيمن على الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية، نتيجة هيمنة اليمين المتطرف على حكومة نتانياهو، والمجازر التي ترتكبها في غزة، والتي بلغت حد حرب الإبادة الجماعية، بعد قتل هذا العدد الكبير من المدنيين، وتهديم أحياء ومناطق بكاملها، وفرض المجاعة على أكثر من مليوني فلسطيني، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة البشرية، من ماء وغذاء ودواء. 
الإنقسامات تتجاوز في أبعادها، المعايير التقليدية في الأوساط الصهيونية الليبرالية، التي تميِّز بين تقدمي ويساري، وبين يميني ومحافظ، لتركز على الموقف المبدئي من بشاعة الحرب التي يشنها «اليمين الغبي»، على غزة، بالوسائل العسكرية فقط، دون وضع خطة سياسية لليوم التالي، ودون محاولة التخلص من حماس، وإستعادة الأسرى بالمفاوضات، وإنقاذ حياة من تبقّى منهم. 
اليهود الأميركيون يعيشون حالة خوف، كما يقول الصحافي الإسرائيلي نداف تامير في جريدة «معاريف»، لأن أغلبية الإسرائيليين «لا تعلم بالمعاناة في غزة، والضرر الأخلاقي والإستراتيجي الناتج عن ذلك.إنهم يعتقدون أن نتانياهو، ليس فقط ناكراً للجميل، بعد الدعم غير المسبوق من بايدن، الرئيس الأكثر صهيونية بين الرؤساء الأميركيين، بل أيضاً يحاول إفشال حملته الإنتخابية لمصلحة ترامب، وفي نظرهم، لا يوجد ما هو أسوأ من عودة ترامب، ومساهمة إسرائيل في ذلك هي بمثابة كابوس بالنسبة لهم». 
والمتابع للإعلام الأميركي المؤيد عادة للدولة الصهيونية، يلاحظ حجم التحول الحاصل في الأوساط الأميركية، لدرجة أن أعضاء في منظمة «جي ستريت» اليهودية يعترفون بالصعوبات التي يلاقونها يومياً بسبب تأييد حكومة نتانياهو، «في ظل واقع مستجد تتحول فيه الصهيونية إلى «كلمة منبوذة»، في مواقع عديدة داخل الولايات الأميركية». 
الإنقسام حول إسرائيل طال كافة الأوساط الليبرالية في الولايات المتحدة، من الجالية اليهودية، إلى الحزب الديموقراطي، إلى الجامعات، ومختلف النخب الأميركية، ومعظمها يُعارض سياسة حكومة نتانياهو، ويطلبون من الولايات المتحدة إستعمال كافة أوراق القوة والضغط على الحكومة اليمينية لوقف الحرب في غزة وإسترجاع الأسرى، والمساعدة على إخراج الإسرائيليين والفلسطينيين من دوامة العنف. 
ويبدو أن طلاب الجامعات في إنتفاضتهم العارمة في عدد من الولايات الأميركية، وخاصة في نيويورك، معقل النفوذ الصهيوني المالي، قد تقدموا صفوف المعارضين لحكومة نتانياهو، ويطالبون بربط المساعدات العسكرية والمالية، بتغيير الحكومة اليمينية، والضغط على تل أبيب لوقف النار في غزة. 
 إضطرار السلطة الأميركية إلى إقفال جامعة كولومبيا في نيويورك، يؤكد جدّية الإنقسامات اليهودية والأميركية، ويرسم ملامح مرحلة جديدة، أكثر عدالة للقضية الفلسطينية.