بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تشرين الأول 2022 08:15م الرئيس بايدن ... ومعجزة بئر قانا

حجم الخط
(عرس قانا… المعجزة الاولى للسيد المسيح عليه السلام) وشهدنا معجزة طفل مجزرة  قانا الاسرائيلية عندما اكتشف المسعفون ذلك الطفل وهو يتحرك داخل اكياس الضحايا بعد المجزرة المروعة التي تكفّل الرئيس رفيق الحريري رعاية كل اطفالها حتى بلوغهم سن الثامنة عشرة، ولبنان اليوم ينتظر ان يشهد معجزة بئر قانا عبر نجاح وساطة الرئيس بايدن بترسيم الحدود البحرية من اجل خروج لبنان من ازمته الاقتصادية .   
 
 
 لا يمكن تجاهل تزامن المفاوضات حول الترسيم مع الانتخابات الاسرائيلية والنصفية الاميركية وتعاظم الاعتراضات من نتنياهو وحلفائه بالاضافة الى عمليات المواجهة مع الرئيس بايدن للتأثير على نتائج الانتخابات النصفية، مما يجعل من عدم التوقيع على الاتفاق مع لبنان اكثر ضررا على الحكومة الاسرائيلية من توقيعه، لان الحديث عن الحرب في الوقت الفاصل بين عدم التوقيع والانتخابات الاسرائيلية لن يعطي اية نتائج ملموسة ووقوع الحرب يحدث ضرر انتخابي شبه مؤكد على الحكومة الاسرائيلية والتوترات الحالية مع لبنان اشبه بالتصعيد الحربي مع غزة قبل اسابيع .   
 
 
 عدم التوقيع قد يؤدي الى نتائج غير متوقعة في الانتخابات الاميركية والاسرائيلية، مما يستدعى رفع مستوى الوساطة الاميركية لان تعطيل التوقيع بات يستهدف الرئيس بايدن ويمنعه من تحقيق انجاز استثنائي سيؤدي الى رفع اثار عمليات الابادة الاقتصادية الجماعية التي ارتكبتها ادارة الرئيس ترامب وادواتها بحق كامل الشعب اللبناني وهي مخالفة لكل قواعد توازنات ادارة الازمات في مجتمعات النزاع بحيث يجري فصل الواقع الاقتصادي والمعيشي عن مسارات العنف المسلح والعنف السياسي وذلك عبر منع حدوث الانهيارات المالية والاقتصادية واباحة عمليات القتل والدمار والانقسام المجتمعي وهذا ما عرفه لبنان من قواعد وتوازنات خلال سنوات طوال من ادارات الازمات  .  
 
 
 رفض توقيع الاتفاق تزامن مع اجتماعات اوروبية سياسية غير مسبوقة لمواجهة روسيا بعد ان اصبحت المواجهة العالمية اكثر وضوحا بعد اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لجهة اعتبار العملية الروسية ضد اوكرانيا تتعارض مع ميثاق الامم المتحدة، وتوقيع الاتفاق مع لبنان ياتي في سياق دور نفط وغاز شرق وجنوب المتوسط في حل ازمة الطاقة في أوروبا عبر بدء التصدير من بئر كاريش وبدء التنقيب في بئر قانا اللبناني بالتزامن مع اعادة رسم خارطة جديدة للتحالفات والصداقات والشركات بين الولايات المتحدة واوروبا ودول المنطقة بعد تخلي اوروبا عن الطاقة الروسية، مما يضع لبنان جغرافيا في غرب خطوط تماس الحرب الاوكرانية .   

عمليات التهويل بالحرب في الساعات الماضية لا يجب الاستسلام لها ولا يجب تبسيط عملية التوقيع على الاتفاق بين لبنان وإسرائيل لانها ليست مسألة بديهية او عادية كما يحاول البعض تقديمها، وعملية توقيع الاتفاق تشكل تحول كبير في تاريخ النزاع وترقى الى مستوى صناعة الاستقرار في المنطقة وانقاذ الاقتصاد اللبناني المتداعي من خلال تأمين مصادر إنتاجية حقيقية تحرر لبنان من عمليات التسول الدائمة مما يجعل من التوقيع بمثابة الاعلان عن (لبنان الجديد  ٢٠٢٢)   

توقيع الاتفاق بات يحتاج الى معجزة دبلوماسية تتجاوز الاعتراضات التي يقودها نتنياهو والادوات الروسية وغيرها مما يضع لبنان في حالة قلق شديد مع عودة الحديث عن الحرب والحشود والتهديدات بموازاة الشطارات والرهانات الحمقاء التي قد لا تعيدنا الى المفاوضات بل قد تاخذنا الى الاغتيالات وزعزعة الاستقرار، و خلاص لبنان يحتاج الى تدخل الرئيس بايدن... ومعجزه بئر قانا .