16 آذار 2024 12:02ص إستغلال شهر رمضان لتحقيق أرباح مضاعفة

نسبة المبيعات ترتفع إلى الضعف في هذا الشهر نسبة المبيعات ترتفع إلى الضعف في هذا الشهر
حجم الخط
تصاحب شهر رمضان الفضيل ظاهرة «حمى التسوق» التي تحيل تفكير الصائم إلى مائدة الإفطار وما تحويه من ألذ المأكولات والمشروبات، ليفقد بذلك الشهر الفضيل الغاية المرجوة منه وليتحول إلى شهر يتسابق فيه الصائمون إلى ملء عرباتهم بأنواع السلع الغذائية المتعددة.
ويستغل التجار هذا الإقبال لتحقيق أرباح مضاعفة متناسين الحكمة من هذا الشهر الفضيل.
وهذا الأمر إن دل على شيء فهو يدل على انعدام الوعي لدى الكثيرين في تحديد الاحتياجات الضرورية وترتيب الأولويات ومقاومة الرغبة في الشراء وهوس التسوق الذي يلقي بظلاله على الأسرة نهاية الشهر ولا سيما بعد مرحلة التبذير وصرف الراتب بكامله على  المأكولات على أنواعها...
لتسليط الضوء على هذا الواقع التقت «اللواء» أصحاب عدد من المحلات التجارية،فكان الآتي:
مأكولات كثيرة تذهب
في النفايات
{ محمد  قاطرجي يشير إلى أنه ما أن يحين شهر رمضان حتى ترى الناس يسارعون للشراء بطريقة مبالغ فيها بالرغم من ارتفاع الأسعار والأزمة الإقتصادية الصعبة ، يقول: يتميزالأسبوع الأول من رمضان بزيادة حجم الاستهلاك الموجه للسلع والمنتجات الغذائية المتعلقة بهذا الشهر.
 وبالرغم من أن المنطق يفترض أن يكون حجم المصروف اليومي في رمضان أقل بكثير من الأشهر الأخرى،إلا أن الواقع معاكس تماما.
فاللبناني معتاد على شراء كل ما يلزم من مأكولات في رمضان حتى وإن كان متوسط الحال لأنه يود أن يؤمن لعائلته المائدة الرمضانية التي اعتاد عليها لسنوات وسنوات حتى ولو اضطر لشراء ما يلزمه بالدين.
مع الأسف أن هذه الثقافة لم نتمكن من الإبتعاد عنها خصوصا وأن مأكولات كثيرة تذهب في النفايات، بينما هناك الكثير من الناس الذين ينامون دون تناول لقمة طعام».
العائلات نوعان
{ نبيه محسن يرى أن هناك نوعين من العائلات، يقول: «هناك عائلات تحسن  التعامل مع مصروف رمضان، فتتعامل مع ميزانية هذا الشهر بعقلانية واعتدال خصوصا في ظل الظروف الراهنة  بحيث تتصدى لكثير من الرغبات والطلبات التي لا تعتبرها مهمة.
 والحقيقة أن هؤلاء يتمتعون بوعي وإدراك يمكنهم من  التعايش مع مختلف الظروف بحكمة ودراية وتخطيط مدروس حسب إمكانياتهم المادية، وبذلك باستطاعتهم تلافي الكثير من المشاكل، وتوفير احتياجاتهم الضرورية في كل مناسبة.
في المقابل هناك نوع آخرمن العائلات الذين يصرفون بلا تدبير ولا عقلانية لأنهم لا يستطيعون أن يكبحوا جماح رغباتهم ورغبات ذويهم معتمدين على سياسة «أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»».
هوس في التسوق
 { خليل هواري  لفت إلى أن الناس خلال هذا الشهر لا يلتفتون في العادة إلى الأسعار على خلاف الأيام الأخرى والتي لا تعجبهم فيها غالبية أسعار السلع، يقول: حركة البيع والشراء لا تهدأ خلال أيام الأسبوع وتزيد حدتها يومي الخميس والجمعة أما المشتريات فتتركز في غالبيتها على المأكولات والحلويات.
والحقيقة أن نسبة المبيعات ترتفع  إلى الضعف في هذا الشهر،وذلك نظرا لما تقوم به غالبية الأسر من إسراف في الشراء والذي يدل على عدم وعي في كيفية الشراء ولا سيما  أن شهر رمضان ليس مجرد شهر للأكل والشرب بل هو شهر للتفكير والإحساس بالفقراء والمساكين. 
وصدقيني أن العاملين في محلات المواد الغذائية هم أكثر الأشخاص الذين يلمسون مدى هوس الناس في التسوق حيث يعانون من الازدحام الشديد، لكن ما يثير الاستغراب هو الشراء بكميات كبيرة حتى للسلعة ذاتها».