بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تشرين الأول 2021 12:02ص التعامل مع قلق الطفل في بداية العام الدراسي؟

حجم الخط
مما لا شك فيه أن جائحة «كورونا»  تسببت في قلب حياة العائلة اللبنانية رأساً على عقب، نتيجة إقفال المدارس أبوابها واعتماد الدراسة عبر «الأون - لاين»، الأمر الذي  اضطر فيه العديد من الأهل العمل مع أولادهم لتحقيق أفضل النتائج المدرسية.

هذا الواقع،جعل العديد من التلاميذ يعتادون وجود الوالدين بشكل دائم،الأمر الذي تسبب بإيجاد بعض الصعوبات والقلق  لدى اتخاذ القرار بعودة الطلاب إلى المدارس بشكل اعتيادي ولا سيما الأطفال منهم.

كيف يمكن مواجهة هذا القلق،وما السبل لدعم هؤلاء مع دخولهم العام الدراسي؟

عيتاني


الأخصائية النفسية ديالا عيتاني



للإجابة على هذه الأسئلة التقت «اللواء»الأخصائية  النفسية ديالا عيتاني فكان الحوار الآتي:

 { كيف يمكن دعم الطفل على التكيف في المدرسة بعد أن اعتاد الدراسة في المنزل؟

- بعد أن اعتاد الأولاد الدراسة لمدة سنتين في المنزل تقريبا، هم بحاجة اليوم  لوقت للاعتياد على النمط الدراسي الجديد، وعادةً يكون هذا  التغيير صعباً لأن العقل يرفض التغيير أو يقاومه.

لذلك نرى بأن العديد من الأولاد أصبحوا منعزلين أو انطوائيين، لا يريدون الاستماع للمعلمة، ولهذا السبب هم بحاجة لدعم من الأهل والمدرسة .

وهنا يأتي دور الأهل، حيث يتوجب عليهم الإستماع لاولادهم في حال شعروا بعدم الارتياح أو الخوف أو كانوا غير مسرورين .

وهذا الوضع طبيعي بعد فترة الدراسة في المنزل. 

لذا عليهم عدم الاستخفاف بمشاعرهم والاهم  أن لا يتعاملوا معهم بأي نوع من القسوة،من الضروري الاستماع لهم ليعبروا عن مشاعرهم. 

بدايةً يجب أن نعرف ما هي أسباب الخوف أو الانزعاج لنتمكن من مساعدتهم للشعور بالأمان وهذا الموضوع يكون بالتعاون ما بين الاهل والمدرسة، إضافة الى أهمية التركيز على نقاط القوة الموجودة لدى كل ولد لإعادة تذكيره أن بإمكانه التغلب على الأمور الصعبة.

علينا أن نشجعه على محبة رفاقه وقضاء الأوقات معهم، بالإضافة إلى تعلم أشياء جميلة والتركيز على الأشياء التي يحبها بشكل اكبر ليكون لديه حافز للعودة الى المدرسة.

أيضا يجب أن يكون هناك نظام معين :للنوم، للعائلة، للرياضة، للدرس ...مما يخفف الشعور بالقلق ويعكس نوع من الأمان.  كما يجب على الاهل عدم مقارنة  أولادهم  مع الأولاد الآخرين، في حال تطلب لدى ابنهم او ابنتهم المزيد من الوقت للدرس حتى لا يشعروا بقلق اكبر، ويكونوا في حالة اطمئنان وامان».

{  بعض الأطفال يصابون بالقلق، كيف يمكن مواجهة ذلك؟

- هناك الكثير من الأولاد الذين يتطلعون للتفكير بشكل أكبر مما يسبب نوع من القلق،وبالتالي يكون العقل غير مرتاح بالتفكير بالمستقبل. 

أيضاً هذه الحالة ممكن أن تسبب الأرق أو بالعكس كثرة النوم للهروب من بعض الأمور، تغيير في العادات، تغيير بالسلوك ليصبحوا عدوانيين وأشخاص عصبيين أكتر.

باختصار،القلق وضع طبيعي كردة فعل بعد «الكورونا» لذا يجب أن يكون هناك تطمينات من قبل الأهل بأنهم الى جانبهم وأيضاً  يجب تشجيعهم على ممارسة بعض التمارين التي تخفف من القلق بإفراز هورمون السعادة «الاندروفين» الذي يخفف هورمون القلق «الكورتيزول» وهذا يساعد على التركيز فقط على الأشياء الإيجابية بدلاً من السلبية وزيادة الثقة بالنفس وزيادة الحماس.

أيضاً مساعدتهم على التعبير عن المشاعر،لأن ذلك يخفف من القلق، إضافة الى أنه يجب التركيز على القدرات التي يتمتع بها كل ولد وكيفية استغلالها خلال هذا الوقت. 

هذا الأمر سيكون صعباً في البداية لكن بالإمكان التغلب على كافة المخاوف، وذلك بمساعدة الأهل بالاستماع للأولاد لدى العودة من المدرسة والتركيز على النقاط الإيجابية لتكون حافزاً لهم حتى في زمن «الكورونا»، إضافة لتشجيعهم على تكوين علاقات جديدة، وهذا كله سيكون خطوة بخطوة حتى يتغلبوا على الأمور الصعبة وكافة المخاوف.»

{ كيف يمكن أن نساعده للإنتظام في المدرسة؟

- أصبح من الصعب على الولد أن يكون منتظماً في المدرسة وأن يركز على الدرس.

 لذلك،يجب أن نشعره بالارتياح من خلال قضاء الوقت مع العائلة، تخصيص وقت للأكل، محاولة الدرس لو لوقت قليل ثم معاودة الدرس لاحقاً، وجود مثل هذا الروتين مهم لإعادة الانتظام. 

وهناك نقطة ثانية تتمثل في التعاون ما بين الاهل والاستاذ وذلك بملاحقة أي مشكلة من بداية الطريق قبل تفاقمها، ايضاً ممارسة أي نوع من الرياضة أو الخروج من المنزل مرتين أسبوعياُ على الأقل. 

هذه الأوقات الإيجابية تولد الطمأنينة والراحة وتساعد على الدرس والتركيز أكثر في المدرسة كما تذكره أنه حتى لو لم يحب أي مادة من المواد فعليه أن يعمل على تطوير ذاته وتنظيم مهاراته: كيف يتعلم، كيف يدرس، كيف يحفظ، كيف يكتب الملاحظات؟

باختصار، عليه أن يتقبل بأن الأمور ستأخذ بعض الوقت، لكن الأهم هو السير بخط صحيح ومنظم لذلك يجب أن يكون هناك استمرارية ... وفي المقابل عليه أن يعلم أنه إذا أخفق لمرة فهذا لا يعني أنه فشل، وهنا لا يجب أن نوجه له أي توبيخ أو لوم،بل على الأهل استيعابه بشكل مطلق».

{ بعض الأطفال يشعرون بعدم الطمأنينة مما يؤثر سلباً على دراستهم، كيف يمكن تفادي ذلك حرصاً على أدائهم المدرسي؟

- هناك عدة عوامل تؤثر على الولد وعلى الأهل، لذلك يجب  ان نتفادى انعكاس الظروف الحالية على نفسية الأولاد لأنها ستسبب لهم قلقاً، وبالتالي هذا القلق سينعكس سلباً على الوضع الدراسي وتصبح أفكاره مشتتة. 

أيضاً يجب الإنتباه، بأن لا يكون هناك أي تعصيب أو تنمر لان هذه العوامل السلبية تنعكس على أدائه الدراسي. يجب أن نؤمن له الراحة النفسية، كي يتعلم كيفية الدراسة ليتكل على نفسه ويكون بالتالي  فخوراً بكل انتاج جديد له. طبعاً، كل ذلك يمكن أن يتحقق عن طريق الدعم من قبل الاهل والتلاميذ الذين يتوجب عليهم أن يتمتعوا بالصبر.»