بيروت - لبنان

حكايا الناس

26 نيسان 2024 12:00ص أيّهما نحتاج أكثر؟!

حجم الخط
بينما أتفصح "يوتيوب" وقع انتباهي على حديث" بودكاست" بالعربي. هذه الظاهرة التي تنمو كالفطر حاليا. شدني العنوان: فضل الحضارة العربية الإسلامية على الغرب. ولطالما غرقت في بحور هذا الكلام الذي يمنح بعضنا - وقد كنت من بينهم - جرعات عالية من الاعتزاز بما مضى والتفاؤل بما سوف يمضي. لكن محطات التوقف بدأت تكثر على طول الطريق نحو نفسي الوعرة. صار للأحاديث طعم آخر غير المذاق الحلو الذي كان. مرارة في القلب واللسان بدأت تتمدد أكثر وترسم خرائط من الخيبات المتوالية. الماضي بالنسبة لي صار زجاجا ملونا للعرض الجميل أو تعديل المزاج السيئ، ينكسر عند أول حجر. ماض للنأي به عن حلبات النقاش ومصائر الدم. فدائما ثمة شيء للطمأنينة أكثر حميميّة من أن يظهر للعلن. جمال مبرقع بالحيل اللطيفة. ربما ضرب من الطفولة البريئة محل الرجولة أو الفحولة الحضارية. لكن من ذا الذي يعزف على مفاتيح التاريخ موسيقاه الهادئة؟ ومن ذا الذي  يرتبط فرسا في سبيل الهوامش الضائعة؟ كان المتحدث أنيقا. يرتّب ربطة عنق الماضي عند كل عثرة. نعم أفضالنا كثيرة على هؤلاء الآخرين، لكن ضقنا ذرعا بها! من يشتري منا هذه البضاعة الكاسدة؟ أما آن لهذه المصفوفة أن تجد حلّها الراهن؟ تاجر الأمس يقلب في دفاتر حساباته. لعله وجد ضالة فأمسك بظلها؟! أتابع الحديث ويكاد كل نعاس الحاضر يطرحني أرضا. ضوء فكرة يبثّ فيي يقظة يتيمة. كيف لا أرى حاكما عربيا متجليا على منبر الفخر؟ كيف لا أسمع سطرا واحدا ينقدح من فم مسؤول عربي بوجه  طاعن جهول؟  متى ينبغي لنا أن نصادق على الماضي العظيم بدل أن نصدّقه كالثيران الهائجة؟ متى نمزق صفحات الكتب العنيدة لنستر بها عوراتنا المكشوفة اليوم؟ اليأس عدوّي الأكبر. لكن الأمل المرتقب قد يكون عجوزا على ناصية الطريق. انتفاضة التاريخ أم عتب المستقبل. أيهما نحتاج أكثر؟    
أخبار ذات صلة