بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آب 2021 02:45م أبي سمراء على موعد اليوم مع الفوضى.. وأصحاب الاشتراكات يحصنون أنفسهم

حجم الخط
ليس هناك أسوأ من هذه المرحلة التي يمر بها الشعب اللبناني، والتاربخ لم يشهد انهيارا تاما للبنان كالذي يحصل اليوم!!
يستذكر المواطن اللبناني كيف أنه وفي خضم الحرب الأهلية كان يختار من المأكولات ما لذ وطاب، وكانت الكهرباء تنير ظلمات حياته في تلك المرحلة وكانت الملاجئ التي يهرب اليها سكان المنطقة تتوفر فيها كل الاحتياجات من كهرباء وطعام ومياه وأغطية وفرش، وكان الخوف حينها يتلخص فقط بالهرب من القذائف والرصاص الذي يمكن أن يصطاد الناس فيسقطون شهداء على مذبح الوطن، أما اليوم فما يطالع اللبناني من أحداث يومية باسم"أزمات مختلقة" غاياتها اخضاعه لسلطة سياسية كان من الواضح منذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة 17 تشرين أنه لن يكون من السهل بمكان" اسقاطها" وهذا بالفعل ما بات يتكشف اليوم ويظهر جليا في كل القطاعات وما على المواطن الا المواجهة"باللحم الحي" ان هو أراد البقاء في هذا الوطن أو ما تبقى منه.

أيام عسيرة يعيشها المواطن بكل تفاصيلها حيث تبدأ رحلته الشاقة منذ ساعات الصباح الأولى بعد ليل مضني من الحر الشديد والذي يقابله انقطاعا متواصلا في التيار الكهربائي وفي مولدات الاشتراكات بحجة عدم توفر المازوت ، كل هذا الضغط لم يدفع المواطن الى التحرك بالشكل المطلوب وما نراه من قطع للطرقات في أحياء متعددة من مدينة طرابلس لن يقدم أو يؤخر في القضايا الحياتية وهي تبقى فقط مواقف تسجل دون أن تسترعي الانتباه، بيد أن الأمر لن يستمر بنفس الوتيرة وغضب الشارع سينفجر في وجه الجميع قريبا ليطيح بالبلد وخير دليل على ذلك، الرسائل الأمنية المسربة بكثرة في الفترة الأخيرة والتي تشير الى مخاوف كييرة من انفلات الشارع، فهل هم يخافون بالفعل من انفلات الشارع؟؟!!!
ان كانت هذه المخاوف حقيقية لوجدنا القوى الأمنية كلها اليوم مجيشة للكشف على مولدات الاشتراكات الخاصة سيما في منطقة ابي سمراء والتي شهدت بالأمس فوضى عارمة واطلاق رصاص كثيف جراء لجوء أصحاب الاشتراكات سيما المهمة منها والتي تضم أكبر تجمع للسكان وأكبر عدد مشتركين وعنينا بهم اشتراك الريم وحيدر بحجة عدم توفر المازوت مع العلم أن مولدات أخرى أضاءت محركاتها وعملت على تأمين الكهرباء للمنازل، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول غايات أصحاب الاشتراكات والتي تطمع بالكثير من الأرباح على جثة المواطن الذي ينهار بشكل دراماتيكي من شدة أزماته، فاذا بتاجر فاجر لا يهتم سوى لأرباحه الطائلة التي يجنيها من وراء بيع المازوت بالسوق السوداء بعدما حصل على ثمن الاشتراكات مع بداية الشهر، ولطالما لاحظ المواطن كيف ان الاشتراك يعمل بشكل طبيعي مع بداية الشهر لترتفع شكوى أصحاب المولدات مع منتصف الشهر حيث لا حول ولا قوة للمواطن.

بالأمس تجمع ابناء منطقة أبي سمراء في ساحة مرح الزهور وعبروا عن غضبهم وقرعوا الطناجر من على شرفات منازلهم، لكن تحركهم لم يجد نفعا وطمع التجار ما زال في وتيرة متصاعدة اذ لم يحركوا ساكنا ولم يشفقوا على أهالي منطقتهم والذين قضوا ليلة من أسوأ الليالي في حين غرقت شوارع المنطقة بالعتمة الحالكة الا الشوارع التي يقطن فيها أصحاب المولدات، فأين هي القوى الأمنية من هذا المشهد؟؟!! وكيف لم تتحرك بإتجاه من يعبث بأمن المواطنين وسلامتهم؟؟!؛ وان كان تحرك الأمس لم يشكل حافزا لتغيير منظومة القهر المتبعة من قبل من يتحكم بمصير الناس فهل سيكون لتحركات اليوم الصدى المسموع؟!!!

أهالي أبي سمراء سيعبرون عن غضبهم اليوم بطريقة مختلفة بحسب بعض المصادر التي أكدت على أن المنطقة ستشهد فترة ما بعد الظهر أمورا غير متوقعة وعلى الجميع تحمل مسؤولياته كاملة تجاه حقوق المواطنين، وان كان أصحاب الاشتراكات يعجزون عن تأمين الكهرباء فليرحلوا قبل أن يتقاضوا الأموال من المواطنين وهكذا تكون حسن النيات، والا فاننا لن نرحمهم كما لم يرحموننا.