بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الأول 2019 12:00ص الجرّاح يتّهم قوى سياسيّة بالتراجع عمّا قدمته من إصلاحات في أوراق رسمية

جلسة صاخبة لمجلس الوزراء في السياسة حول كلام باسيل وفي الموازنة

الرئيس الحريري مترئساً جلسة مجلس الوزراء في السراي (تصوير: طلال سلمان) الرئيس الحريري مترئساً جلسة مجلس الوزراء في السراي (تصوير: طلال سلمان)
حجم الخط
كان من المفترض ان تحسم جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت مساء امس في السراي الحكومي برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النقاش حول بنود مشروع موازنة 2019 بإنتظار الاقرار النهائي في جلسة كان المفترض ان تكون اخيرة لهذا المشروع تعقد يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا وذلك تحضيرا لاحالة المشروع الى المجلس النيابي قبل الموعد الدستوري المحدد يوم الثلاثاء في 22 الشهر الجاري، ولكن جرت الرياح كما لا تشتهي السفن، فاندثرت امال وزير المال علي حسن خليل الذي كان يجزم بان المشروع اصبح منتهيا وهو بانتظار الاقرار النهائي.

فبالتالي، فإن كل الاجواء باتت متجهة باتجاه سلبي خصوصا ان الوزراء نقلوا انزعاجاً كبيراً للرئيس الحريري حول ما دار من نقاش داخل الجلسة، كذلك استياء من عدد من الوزراء لا سيما خليل الذي بدا عصبيا ومنزعجا بشكل لافت حتى انه اختلى للحظات مع وزير الاعلام جمال الجراح قبل تلاوة الاخير للمقررات للتمني عليه بعدم الادلاء باي معلومات، وانزعاج وزير المال دفعه للقول للصحافيين كما قال كمال صليبي «هذا البلد بيت في منازل كثيرة» مضيفا «هذه دولة مش دولة ليس هناك تحمل للمسؤولية قائلا الناس في وادي ونحن في وادي اخر».

وفي تفاصيل ما جرى كما اوردته مصادر وزارية لـ«اللواء» في بداية الجلسة طلب وزير الصناعة وائل ابو فاعور الكلام فأثار مسألة كلام الوزير جبران باسيل في الجامعة العربية وطرحه زيارة سوريا، وطالب ابو فاعور بردّ من باسيل ومن وزراء «التيار الوطني الحرّ» لكنه لم يلقَ ذلك فطلب وضع مسألة عدم الرد في محضر الجلسة، الا أن الرئيس الحريري قال إن هذه الجلسة مخصصة لمناقشة الموازنة وما يثار من مواضيع سياسية يحتاج الى طاولة حوار سياسي.

وقد أيد الوزير اكرم شهيب ما قاله زميله ابو فاعور كذلك نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني الذي اعتبر ان  من يخرج عن البيان الوزاري والإجماع العربي بالنسبة للعلاقة مع النظام السوري يتحمل هو شخصيا تبعاتها على الدعم الدولي للبنان وتعريضه للعقوبات.

واعتبر حاصباني ان الوضع المالي والاقتصادي دقيق جدا ولا يحتمل الخروج عن البيان الوزاري والإجماع العربي ولا استعمال موضوع النازحين السوريين كشماعة ورفع سقف الخطاب السياسي تجاه فتح العلاقة مع النظام السوري يمكن أن يعرّض لبنان لعقوبات ويعرض الدعم الدولي للخط.

ثم انتقلت الجلسة حسب ما طلب الرئيس الحريري لمناقشة موضوع الموازنة والاصلاحات والخلاصة التي وضعتها لجنة الاصلاحات لاطلاع مجلس الوزراء عليها، حيث عمد بعض الوزراء لا سيما الوزير باسيل للتوقف عند كل بند لمناقشته واطالة البحث به والدخول في تفاصيل كان تم الاتفاق عليها في لجنة الاصلاحات التي تضم جميع الافرقاء السياسيين على طاولة مجلس الوزراء، كما جرى  البحث في الموارد المالية والضرائب الجديدة ولكن عندما تم التطرق الى البند المتعلق  بزيادة رسم الـTVA وغيرها من الرسوم من أجل إدراجها في الموازنة رفض باسيل الموافقة على هذا البند الذي كان ابدى موافقته عليه مسبقا كذلك الامر بالنسبة الى الوزير سليم جريصاتي الذي ابدى تأييده للموضوع داخل لجنة الاصلاحات، وتشير المصادر الى أن حاصباني قال: «موقفنا واضح في هذا الموضوع ونحن نرفض وضع الضرائب اذا لم يتم بالمقابل وقف التهريب وضبط الجمارك والحدود البرية، رفضا ذلك وشددا على أنه لا يمكن وضع هذه الضرائب في الموازنة، رغم أنهما يؤيدان بعضها، من دون الاصلاحات».

وتشير المصادر الى انه لا يمكن اقرار موازنة من خلال عقد اتفاقات جانبية، ونفت المصادر ان يكون تم تحديد موعد لجلسة مقبلة لمجلس الوزراء.

المعلومات الرسمية

انتهت جلسة مجلس الوزراء قرابة السابعة والنصف مساءً، ادلى على اثرها وزير الاعلام جمال الجراح بالمعلومات الرسمية الاتية: كما تعلمون فان لجنة الإصلاحات الاقتصادية والمالية عقدت عدة اجتماعات وكان هناك تقدم بشكل ايجابي في موضوع الاصلاحات، وتسلمنا اوراق عمل من كافة الاحزاب والقوى السياسية، ولكن في الحقيقة نلمس بعض التلكؤ باقرار بعض البنود حتى المقدمة من هذه القوى بموجب اوراق عمل رسمية. في بداية الجلسة حصل تقدم في موضوع الاصلاحات والبنود التي يجب ان تتضمنها الموازنة، ومن ثم لاحظنا بعض التراجع والأخذ والرد في مواضيع من المفترض انها كانت حسمت في جلسات سابقة. هذا الامر لن يوصل الى نتيجة وينعكس سلبا على ادائنا كمجلس وزراء ويؤخر اقرار الموازنة، وهذا شيء غير مطلوب. جميعنا يعلم اننا في وضع اقتصادي ومالي ونقدي صعب جدا والمطلوب المزيد من العمل والمسؤولية في مقاربة الامور. اليوم القوى السياسية يجب ان تتحمل مسؤوليتها وان تتقدم بكل جدية ويجب احترام كل ما ورد في اوراق العمل المقدمة. اما اذا كل فريق سياسي يتراجع عما قدم ويعود للمناقشة من جديد بنودا كنا قد اتفقنا عليها مبدئيا واقرت،  وكان من المفترض ان تكون جلسة اليوم جلسة نهائية، خصوصا للمواد التي يجب ان تتضمنها الموازنة. في كل الاحوال لم نصل الى نقطة صعبة وستعقد لجنة الاصلاحات اجتماعا لها عند الساعة الخامسة والنصف من عصر الاربعاء المقبل، وسنعود لنحسم البنود العالقة وهي يجب ان لا تكون عالقة لانه تم البت بها في جلسات سابقة وسنحسم في الاجتماع هذا الامر سلبا ام ايجابا، لاننا لا نريد اضاعة المزيد من الوقت وهناك مهل دستورية داهمة في 15 تشرين الاول او بالحد الاقصى 22 تشرين الاول الجاري ويجب ان ننجز الموازنة ونرسلها الى المجلس النيابي، هكذا يقول الدستور.

سئل: من الذي يعرقل انجاز الموازنة لان من حق المواطن ان يعرف؟

اجاب: اسمحوا لي ان لا اسمي صحيح من حق المواطن ان يعرف، وفي الاطلالات السابقة كنت اخرج واعكس اجواء ايجابية جدا ونقول اننا نتقدم، ولكن هناك بعض القوى تتراجع عما يتم الاتفاق عليه، كما ان هناك تراجعا عن بعض الأوراق التي قدمت، وفي المرة المقبلة اذا استمر الوضع على ما هو عليه سأسمي الأشياء بأسمائها.

الجميع يعرف ان الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي صعب، والناس تتنظر منا كمسؤولين وكقوى سياسية ان ننجز او نحيل الموازنة الى المجلس النيابي لان مجرد احالة الموازنة الى المجلس النيابي يعطي انطباعا ايجابيا وتستقر الامور الاقتصادية. لكن مع الاسف كنا من المفترض ان ننجز اليوم اكثر مما أنجزنا وكان يجب ان نلتزم بما تعهدنا به في السابق بموجب اوراق عمل ما تم الاتفاق عليه في جلسات سابقة لكن اليوم لم تكن الامور بالمستوى المطلوب.

سئل: لماذا لا تستقيل الحكومة طالما ان هناك شرخا كبيرا في الرؤية السياسية؟

اجاب: علينا ان نفصل السياسة عن الاقتصاد، في السياسة قال الرئيس الحريري بالامس نحن نلتزم الاجماع العربي في الجامعة العربية وبيان وزارة الخارجية في الموضوع التركي السوري، ما عدا ذلك الحكومة ليست مسؤولة عنه، وبالطبع فان اي شخص او رئيس تيار او رئيس حزب، له الحق  في التعبير عن موقفه السياسي ولكن هذا الموقف غير ملزم للحكومة اللبنانية. فالناطق الرسمي باسم الحكومة هو الرئيس الحريري واي امر يتعلق في هذا الموضوع يتخذ في مجلس الوزراء، وما لا يتخذ فيه قرار في مجلس الوزراء، لا يعبر عن رأي الحكومة. علينا الحديث بشكل واضح، ما حصل بالامس وما حصل اليوم، هو تعبير عن اراء سياسية غير ملزمة لمجلس الوزراء الذي يلتزم بالبيان الوزاري وبما يقوله الرئيس الحريري كرئيس للحكومة وناطق باسمها.  

سئل: هل هناك تأثير للعرقلة السياسية على موضوع الموازنة؟

اجاب: الموضوع السياسي انتهى، وتم استئناف العمل على موضوع الموازنة وحصل ما حصل.

سئل: من حق الناس معرفة من يعرقل الموازنة خصوصا ان هناك ازمات في المحروقات والطحين وغيرها؟

اجاب: الرئيس الحريري تصرف في موضوع المحروقات واستدعى مستوردي المحروقات وتم حل الموضوع في نصف ساعة، كذلك الامر في موضوع القمح فالمعالجات من قبل دولة الرئيس تتم. انا أتحدث عن موضوع محدد، كنا نتقدم في موضوع الموازنة وبنودها، ما حصل كان يجب ان لا يحصل وان نتقدم اكثر، لكن هناك اجتماع للجنة الاصلاحات الاربعاء نأمل ان نعود ونتقدم.

أما الوزير سليم جريصاتي، ولدى سؤاله عما إذا كان من رد على الكلام الذي أدلى به ابو فاعور في ساحة الشهداء، أجاب: هل أحد يستأهل الرد؟