4 تموز 2022 12:00ص الوفد العربي زار بعبدا وعين التينة حاملاً رسالة ثقة بلبنان

عون: لبنان يعاني ويأمل المساعدة .. بري: لبنان لن ينسى أشقاءه

الرئيس عون مستقبلاً وفد الوزراء العرب (دالاتي ونهرا) الرئيس عون مستقبلاً وفد الوزراء العرب (دالاتي ونهرا)
حجم الخط
زار وفد وزراء الخارجية العرب، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا، على هامش اللقاء التشاروي الذي عقد في بيروت تحضيرا لقمة الجزائر، كما زاروا رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، بعد ان التقوا مسبقا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي اولم على شرفهم في السراي الحكومي، في زيارة دعم وتعبير عن الثقة بلبنان.
في مستهل اللقاء، اعرب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور أبو الغيط عن «تشرفه والوفد المشارك في اللقاء التشاوري العربي في زيارة الرئيس عون، وعن شكر لبنان لاستضافة هذا اللقاء، وهو الثالث، بعد الدوحة ثم الكويت»، مشيرا الى «ان اللقاءات بين وزراء الخارجية العرب مهمة للتواصل، واهميته ان ليس لديه جدول اعمال ولا وثائق للبحث والنقاش، بل هو لقاء يتم فيه تبادل الآراء والمواقف والأفكار، بصورة مفتوحة، والتي من شأنها ان تتبلور في مشاريع وبرامج تفيد الجامعة العربية».
واعتبر «ان انعقاد مثل هذا اللقاء في بيروت، وتحديدا في هذا الوقت بالذات له معنى هام، ومغزاه ان الدول العربية تقف الى جانب لبنان، وقيادته السياسية وشعبه، مع الامل ان يتجاوز هذا البلد الجميل وتاريخه المديد، المشاكل الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها».
وختم: «من هنا، فإن لقاءنا في بيروت يعكس الثقة باستقرار لبنان ومستقبله».
 ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: «اني اشكر الدول العربية الشقيقة على دعمها للبنان في الظروف الصعبة التي يواجهها، واعبر عن تقديري لدور الأمين العام على جهوده لايجاد الحلول للازمات والتحديات التي تواجه الدول الشقيقة. تجتمعون في بيروت للتشاور في القضايا ذات الشأن العربي وما اكثرها، وتعملون على تعزيز العمل العربي المشترك. ونتمنى لكم التوفيق في جهودكم كما نرحب بكم في بلدكم الثاني لبنان. ان التعاون والتضامن بين الدول العربية الشقيقة امر مهم في ظل ما تشهد دولنا من أزمات وضغوط وتحولات. والقضية الفلسطينية هي طبعا في مقدمة الاهتمامات، وأيضا معاناة بعض الدول العربية وشعوبها من الحروب، بأوجه مختلفة».
أضاف: «ان لبنان الذي يعاني من سلسلة أزمات متراكمة، وأنتم تعلمون الأعباء التي يتحملها من جراء الاعداد الكبرى للاجئين والنازحين على ارضه، لم يعد قادرا على تحمل هذا الواقع، وموقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة. إننا نأمل منكم المساعدة لمواجهة هذه التحديات. ولبنان على الرغم من ظروفه الراهنة الصعبة، مصمم على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من ازماته. لقد أجرينا انتخابات نيابية في شهر أيار المنصرم وشاركت بعثة من الجامعة العربية بمراقبتها، ونحن بصدد تشكيل حكومة جديدة، ونسعى للوصول الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان. وهناك وساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان. ولبنان يتمسك بثرواته المائية والنفطية والغازية». 
وحضر عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب، والوزير السابق سليم جريصاتي، ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارون: العميد بولس مطر، ورفيق شلالا وانطوان قسطنطين واسامة خشاب.
عين التينة 
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقائه وزراء الخارجية العرب بحضور أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن لبنان لن ينسى أشقاءه العرب، لن ينسى الطائف ولا الدوحة ولا الكويت في يوم من الأيام لكن الآن لبنان يطلب ويتوق الى أشقائه العرب ويتمنى مجيئهم والدخول الى صلب ما يشكو منه لبنان.
وأضاف: لبنان على الإطلاق ليس بلداً مفلساً إنما هو في حالة توقف عن الدفع وهو يمتلك كل مقومات النهوض والقيامة من الأزمات إذا ما توافرت النيات الصادقة من أبنائه كما من أشقائه العرب وأصدقائه في العالم.. نعم ان لبنان الذي يملك اضافة الى أبنائه المغتربين في العالم العربي وكل دول العالم الذين يشكلون رافداً إنسانياً وثقافياً ومالياً مهماً يمكن لهذا الرافد أن يشكل عاملاً مهماً ومحورياً في النهوض الى جانب الثروة المائية والنفطية والغاز الموجودة في بحرنا وخاصة عند حدودنا مع فلسطين المحتلة حيث تجري مفاوضات غير مباشرة عبر الأمم المتحدة والوسيط الأميركي وهذه المحادثات تشهد حالة من التطور. وتابع: «ان لبنان زاخر وقادر على تقبل المشاريع والإستثمار في مجال الكهرباء وإنشاء مصافي تكرير النفط».
وفي موضوع سوريا والتطورات المتصلة بالقضية الفلسطينية والإعتداءات الإسرائيلية، قال بري: «اليوم وأنتم في لبنان نفتقد في هذا اللقاء الوزاري العربي سوريا التي تعرضت فجر اليوم لعدوان اسرائيلي جديد من خلال الأجواء اللبنانية المطلوب على الأقل من إجتماعكم الإستنكار وهذا أضعف الإيمان. والأمر الآخر الذي يجب أن يدركه العرب جميعاً أن لا عرب من دون فلسطين والعروبة تنتهي بانتهاء فلسطين… علينا أن نعي ماذا يخطط للقدس ولفلسطين، المطلوب أن لا نجعل من الضغوط والوقائع في داخلنا وفي دولنا أن تنسينا أولى القبلتين وثالث الحرمين فالقدس ليست قطعة من أرض إنها قطعة من سماء». وختم بري: «إن أي تهاون بهذه البقعة الجغرافية المقدسة تأكدوا أن ما لا يحمد عقباه سوف يحصل داخل كل دولة من دولنا».
بدوره، توجّه أمين عام جامعة الدول العربية باسم الوفد بالشكر للبنان وللرئيس بري على استضافة هذا اللقاء، مؤكداً أن انعقاده في لبنان هو رسالة دعم ومساندة للبنان شعباً ومؤسسات خاصة في هذا الظرف الصعب الذي يتطلب جرأة لإتخاد القرار، متوجهاً باسم الوفد بالتهنئة للرئيس بري باعادة انتخابه رئيساً لمجلس النواب.