اختار الرئيس سعد الحريري أن يطل في هذا التوقيت بعد النكسة التي حلّت بالمبادرة الفرنسية باعتذار السفير مصطفى أديب عن تأليف الحكومة، مطلقًا زخمًا جديدًا للمبادرة عبر دعوة الأطراف السياسية للتعقّل وتبني الأمل الوحيد للبنان ولو لفترة وجيزة لا تتعدى الستة أشهر.
لم يرشح الحريري نفسه بشكل مباشر، إلا أنه اعتبر أنه مرشح طبيعي لرئاسة الحكومة بدون «جميلة حدا» كونه رئيس كتلة نيابية وازنة، وهذا يعني أنه في هذه المرة لم يحسم عدم ترشحه، مركزًا على برنامج الحكومة وضرورة الاتفاق عليه قبل اطلاق أية حكومة.
في هذا السياق، كانت «اللواء» قد كشفت الأسبوع الماضي في 3 تشرين الأول، عبر مصدر خاص أن فرنسا أبلغت لبنان عن توجهها لاعادة تفعيل مبادرتها باتجاه تكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة، وهي تقوم بمسعى عربي ودولي لاعادة تسويقه، علما ان مصادر مهمة ضمن الدائرة الضيقة جدا بالثنائي الشيعي نفت ان تكون فرنسا قد نقلت مؤخرا لحزب الله اي كلام جديد في خصوص اعادة تفعيل مبادرتها.
ونقل المصدر حينها عن الثنائي تأكيده عدم ممانعته تكليف الحريري لرئاسة الحكومة، ذاهبا ابعد من ذلك حين اكد بشكل واضح بان المشكلة اليوم ليست في الاسم ولكن في برنامج الرئيس المكلف وشكل الحكومة التي ينوي تاليفها ومدى التزامه بالتعاون مع كل القوى لتاليف حكومة «سياسية ووطنية» تستطيع متابعة مسالة ترسيم الحدود وتطبيق «اتفاق الاطار» وفق ما تم الاتفاق عليه، وموضوع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وحل الازمة الاقتصادية وتطبيق الاصلاحات.
واعتبر المصدر ان الثنائي لا يمانع السير بالحريري او باية شخصية سنية يتم التوافق عليها بين رؤساء الحكومات السابقين والفرنسيين وايضا مقبولة من جهته، ولكنه وبعد تجربة تكليف السفير مصطفى اديب لم يعد مستعدا للبصم على بياض والسير باية شخصية قبل الجلوس معها والتفاهم حول تفاصيل الحكومة من الفها الى يائها.
ما خطوات الحريري المقبلة؟
وبعد كلام الحريري، نقل عن مصادره أن الخطوات المقبلة للحريري تقوم على الآتي:
- ترقب ردود الفعل ليبنى عليها في الخطوات المقبلة.
- إجراء مشاورات مع رؤساء الحكومات السابقين وكتلة المستقبل والتيار.
- تحريك وتفعيل محركات التواصل السياسي ابتداءً من الاثنين المقبل.
فهل يكلّف الرئيس الحريري الخميس المقبل بتشكيل الحكومة الجديدة؟