بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آب 2020 12:22ص ماكرون «حبيب الشعب» في الجميزة..لا مساعدات للحكام الفاسدين

الرئيس ماكرون خلال جولته في شارع الجميزة (تصوير: طلال سلمان) الرئيس ماكرون خلال جولته في شارع الجميزة (تصوير: طلال سلمان)
حجم الخط
بعيداً عن السياسة، والدور الذي تحاول فرنسا لعبه لرسم الخارطة السياسية الجديدة للبنان مقابل المساعدات المشروطة بالإصلاحات، إلا أنّ الترحيب والاستنجاد بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قرّر ومن خارج برنامج زيارته لبيروت، الانتقال إلى حيّ الجميزة، توضّح حجم الوجع الذي يعانيه اللبنانيون، وفقدان الثقة بالمسؤولين والسياسيين الذين لم يلتفتوا إليهم في عز أزماتهم، والتي آخرها الدمار الذي لحق بهم جراء انفجار مرفأ بيروت.
أنْ تحمل سيدة لافتة مكتوب عليه إنّه «خيّ الكل» لرئيس كانت بلاده يوماً ما منتدبة لبلدها، تُظهِر حجم الأسى الذي تعانيه هذه السيدة من المؤتمنين على أرواح الشعب اللبناني.
ففي وقت تتمادى السلطة وأطرافها في إدارة الأذن الصمّاء إلى المطالب الشعبية المحقّة، تمشّى ماكرون في شوارع حملت أسماء تُخلّد ذكرى الانتداب الفرنسي، فنزع كمّامته مُعانقاً الأهالي، ومُستمعاً إلى صرخاتهم المُوجّهة ضدّ ميشال عون والعهد، والمُطالبة بـ»الثورة»، فتحول الى «حبيب الشعب»، و»المخلّص» في هذه الأحياء المدمّرة. تحدّث بصراحة وألم إلى الشعب الثائر، وبابتسامته المحبّبة والخجولة، استمع ماكرون بكثير من الإصغاء والتفهّم إلى مطالب الناس، والتي أهمها: «لا تعطوا المساعدات إلى حكّامنا الفاسدين»، وردّد بعضهم «ساعدونا، أنتم أملنا الوحيد».
ولم يتردّد الرئيس الفرنسي حين اقتربت منه سيدة تضع كمامة وقفازات تشكو إليه حالها وحال البلد، من أن يمسك بيديها أولاً ويستمع بإمعان قبل أنْ يعانقها بشدّة في مشهد مؤثّر في زمن التباعد الاجتماعي مع تفشي فيروس «كورونا». وبدا ماكرون مذهولاً من حجم الأضرار في المنطقة.
وردَّ ماكرون على الغضب الذي عبّر عنه اللبنانيون، الذين لاقاهم خلال جولته بالحديث عن «مبادرة سياسية جديدة» سيقترحها على المسؤولين والقادة اللبنانيين، مشيراً إلى ضرورة بدء «الإصلاحات.. وتغيير النظام ووقف الانقسام ومحاربة الفساد»، فيما احتج البعض الآخر على لقائه المسؤولين، وردّدوا شعارات ضد رئيس الجمهورية، فقال الرئيس الفرنسي: «أنا مضطر للجلوس معهم، سأقول لهم الحقيقة، وسأسألهم عمّا فعلوه»، مضيفاً: «أتفهّم غضبكم. لستُ هنا للتغطية على النظام». ولدى حديثه مع صحافيين، قاطعته شابّة بالفرنسية قائلة: «لا تعطوا الأموال لحكومتنا الفاسدة. لم يعد بمقدرونا التحمّل أكثر»، فالتفت نحوها وأجابها: «لا تقلقي»، مُضيفاً: «ما أضمنه لكم هو أنّ هذه المساعدة ستكون على الأرض، ولن توضع في أيدي الفساد ولبنان الحرّ سينهض من جديد».
أما في المرفأ، فتفقّد الرئيس الفرنسي والوفد المرافق، موقع الانفجار، واستمع إلى شرح مُفصّل لما حصل من محافظ بيروت القاضي مروان عبود، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، ومن فِرق الجيش، الصليب الأحمر وأفواج الهندسة العاملة على الأرض، إضافة إلى الفرقة الفرنسية المتخصّصة بالتعرّف على المخاطر التكنولوجية. 
وأمضى الرئيس ماكرون نحو عشرين دقيقة في الموقع، وخلال معاينته الأضرار، قال ضابط من فريق الإنقاذ الفرنسي لماكرون: لا يزال هناك أمل بالعثور على ناجين.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أشاد كثيرون بزيارة ماكرون وتجوّله بين الناس، بينما انتقدها آخرون. 
أما على مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا، فقد كان تعليق غالبية الشعب الفرنسي على الحفاوة اللبنانية لماكرون «إذا كنتم تريدونه احتفظوا به».