بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 نيسان 2024 12:40ص ضغط أميركي دولي لإبرام صفقة التبادل.. مقابل وقف عملية رفح

فريق الأمم المتحدة ينجو من غارة إسرائيلية.. والبنتاغون يبدأ بناء الرصيف البحري

فلسطينية تناشد العالم الأصم فوق أنقاض منزلها في غزة فلسطينية تناشد العالم الأصم فوق أنقاض منزلها في غزة
حجم الخط
كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي على رفح أمس بعد أن قال إنه سيجلي المدنيين من المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة للبدء بهجوم شامل رغم تحذيرات حلفائها بينما جدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد مطالبته باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتياهو ورحيل الحكومة "من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل"، مشددا على أن الجيش الإسرائيلي لم يعد لديه ما يكفي من الجنود، ويتعين على الجميع التجنيد.
ويأتي ذلك بينما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر لم تسمه قوله إن إسرائيل مُستعدة لإعادة النظر في الهجوم المزمع على مدينة رفح مقابل"عرض حقيقي" بشأن الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة واتفاق هدنة مع حركة "حماس".
لكن المصدر الذي وصفته الصحيفة بالمسؤول، أشار في الوقت ذاته، إلى أن إسرائيل لن "تساوم" على مسألة إنهاء الحرب في القطاع.
من جهته أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس مواصلة القتال في غزة حتى إعادة المحتجَزين.
وقال عبر منصة «إكس»: «133 من الرهائن لا بد أن يعودوا إلى وطنهم، لن نتوقف عن القتال»، داعياً ما وصفها بالدول الصديقة في أنحاء العالم إلى التحرك لإعادتهم.
وأمس أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن بياناً مشتركاً مع زعماء 17 دولة أخرى، دعوا فيه «حماس» إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ 7 تشرين الأول باعتباره الطريق الحقيقي لإنهاء الأزمة في غزة.
وأكد البيان المشترك أن الاتفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن، ووقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار في غزة، وتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة، وإنهاء الأعمال العدائية، سيمكن سكان غزة في حال تنفيذه من العودة إلى منازلهم وأراضيهم مع الاستعدادات المسبقة لضمان المأوى والمؤن الإنسانية.
وشارك في البيان قادة الدول التي تحتجز «حماس» مواطنيها وهي: الأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والمجر وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند وبريطانيا والولايات المتحدة.
من جهته قال مسؤول أميركي كبير أثناء إطلاع الصحفيين على البيان إن "هناك بعض المؤشرات على احتمال وجود سبيل للتوصل إلى اتفاق بشأن أزمة الرهائن، لكنه ليس واثقا تماما"، على حد تعبيره.
ولم يتطرق المسؤول إلى مزيد من التفاصيل، لكنه قال إن القرار يتوقف على "شخص واحد" هو رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار.
وردا على البيان قال القيادي في "حماس" سامي أبو زهري أن الحركة متمسكة بمطلبها بـ"وقف العدوان" الإسرائيلي على غزة في إطار أي اتفاق للإفراج عن الاسرى المحتجزين هناك مؤكدا لوكالة رويترز أن الضغوط الأميركية على حماس "ليس لها قيمة".
إلى ذلك أكد القيادي ماجد أبو قطيش أن الحديث عن العرض الإسرائيلي الجديد، هو "مناورة" من أجل استثمار ورقة رفح.
وقال القيادي في "حماس" لوكالة أنباء العالم العربي إن "الحركة لا تعترف إلا بالعروض المكتوبة، وعندما يصلنا سنعلن عن استلامه والرد عليه، لكن أقول مرة أخرى، السياقات التي تسربت عن العرض الإسرائيلي لا زالت في نفس الخانة التي توقفت عندها اللقاءات السابقة، وهي رفض العدو الإجابة عن وقف النار، أو الانسحاب من غزة، أو كسر الحصار والإعمار".
بدوره  قال رئيس وفد "حماس" المفاوض خليل الحية إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة 5 سنوات أو أكثر مع إسرائيل وأن تتحول إلى حزب سياسي إذا أقيمت دولة فلسطينية.
وفي حديثه إلى وكالة أسوشيتد برس في إسطنبول، قال الحية إن القوات الإسرائيلية "لم تدمر أكثر من 20٪ من قدرات حماس، لا البشرية ولا الميدانية"، وتابع: "إذا لم يتمكنوا من القضاء على حماس فما الحل؟ الحل هو الذهاب إلى توافق".
في سياق متصل قال مصدران أمنيان مصريان، أمس إن القاهرة طلبت عقد اجتماع متابعة مع إسرائيل لاستئناف جهودالوساطة.
وبحسب «رويترز»، قال المصدران إن مسؤولين مصريين وإسرائيليين وأميركيين عقدوا اجتماعات مباشرة وعن بعد، أمس الأول سعياً للحصول على تنازلات لكسر الجمود في المفاوضات.
ووفقاً لـ«القناة 12» الإسرائيلية فإن المسؤولين الإسرائيليين في صدد مناقشة اقتراح حول «صفقة محدودة» مع «حماس» لإطلاق سراح الرهائن قبل عملية رفح في محاولة لتجنب الاستجابة لمطلب الحركة بأن تتضمن الصفقة الاتفاق على إنهاء الحرب.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن «الخطوط العريضة الجديدة للصفقة التي تتم مناقشتها في إسرائيل» تشمل إطلاق سراح 20 رهينة (من النساء والجنديات وكبار السن وذوي الحالات الطبية الخطيرة)، على أن توافق إسرائيل في المقابل على السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، لكنها لن تعلن نهاية الحرب.
ميدانيا قال مسعفون في القطاع إن خمس غارات جوية إسرائيلية على رفح في وقت مبكر أمس أصابت ثلاثة منازل على الأقل مما أسفر عن استشهاد ستة أشخاص على الأقل من بينهم صحفي محلي.
وأعرب إبراهيم خريشي السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لرويترز عن مخاوفه مما سيحدث في رفح لأن مستوى التأهب مرتفع للغاية.
وقال إن البعض يغادرون وهم خائفون على عائلاتهم، لكنه غير مسموح لهم بالذهاب إلى الشمال وبالتالي هم محاصرون في منطقة محدودة جدا.
وفي الشهر السابع من الحرب المدمرة جوا وبرا استأنفت القوات الإسرائيلية قصف المناطق الشمالية والوسطى من القطاع، وكذلك شرق خان يونس في الجنوب.
وقال ديفيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن مجلس وزراء الحرب بقيادة نتنياهو عقد اجتماعات "لمناقشة كيفية تدمير آخر فلول لحماس وآخر معاقل للحركة في رفح وأماكن أخرى".
وأحجم عن الكشف عن توقيت لعملية برية في رفح أو ما إذا كان المجلس سيعطي الضوء الأخضر للعملية.
وفي وقت سابق أمس قالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو وافق على خطط العملية البرية في رفح، لكنه لم يعط الجيش ضوءا أخضر للتحرك حتى الآن.
في المقابل قالت الخارجية الأميركية أمس إنها لا تزال تعارض أي عملية عسكرية في رفح لا تراعي "مخاوفها الإنسانية".
وقال سكان وشهود إن تصاعد التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح، وهي الملاذ الأخير لنحو مليون نازح مدني بسبب توغل القوات الإسرائيلية في شمال القطاع في وقت سابق من الحرب، دفع بعض العائلات إلى المغادرة إلى منطقة المواصي الساحلية القريبة أو محاولة شق طريقهم إلى نقاط أبعد شمالا.
لكن عدد النازحين الذين يغادرون رفح لا يزال قليلا إذ إن كثيرين في حيرة من أمرهم بشأن المكان الذي يجب أن يذهبوا له قائلين إن تجربتهم على مدار المئتي يوم الماضية من الحرب علمتهم أنه لا يوجد مكان آمن فعلا.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز أمس الأول إن إسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين قبل الهجوم، وإنها اشترت 40 ألف خيمة، تسع الواحدة منها ما بين 10 و12 شخصا، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.
وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية لمنطقة المواصي الواقعة بين رفح وخان يونس والبحر، وهي منطقة من الشواطئ الرملية والحقول وتمتد بطول حوالي خمسة كيلومترات وعرض ثلاثة كيلومترات تقريبا فقط، إقامة تجمعات كبيرة من المخيمات خلال الأسبوعين الماضيين.
إلى ذلك أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس بإصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، دون إضافة معلومات عن طبيعة المعارك التي أدت لإصابتهم.
في الأثناء قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك،  إن فريقاً تابعاً للمنظمة في قطاع غزة كان يتفقد موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية، اضطر إلى البحث عن مأوى "لبعض الوقت" أمس الأول بعدما تعرضت المنطقة لإطلاق نار.
وأضاف المتحدث أن قذيفتين سقطتا على بعد حوالي 100 متر، لكن لم تقع إصابات وتمكن الفريق في النهاية من مواصلة الجولة.
من جهتها قالت الحكومة البلجيكية أمس إن موظف إغاثة كان يشارك في جهود المساعدة التنموية البلجيكية قُتل في قصف إسرائيلي على رفح مضيفة أنها ستستدعي السفير الإسرائيلي بسبب الواقعة.
وقالت وزيرة التنمية البلجيكية كارولين جينيز في بيان إن عبد الله نبهان (33 عاما) ونجله البالغ من العمر سبع سنوات قتلا مساء أمس الأول إثر قصف من الجيش الإسرائيلي في الجزء الشرقي من مدينة رفح.
وكان نبهان، الذي لم يتم كشف جنسيته، يعمل لدى وكالة التنمية البلجيكية "إينيبل" في مساعدة الشركات الصغيرة.
وقالت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب في منشور على منصة إكس "سأستدعي السفير الإسرائيلي لإدانة هذا العمل غير المقبول والمطالبة بتفسير".
وشددت جينيز على أن القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية والمدنيين الأبرياء يتعارض مع كل القوانين الدولية والإنسانية وقواعد الحرب".
سياسيا دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الدول المانحة لدعم الحكومة الفلسطينية الجديدة للقيام بمهامها في الضفة الغربية وغزة والقدس.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية نقلا عباس إن "الحكومة الفلسطينية الجديدة ستقوم بمهامها في الضفة وغزة والقدس والقيام بجهود الاغاثة الإنسانية، وبالإصلاحات اللازمة وتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي".
وأضافت الوكالة أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي بين عباس ورئيس فلندا الكسندر ستوب.
وتابعت الوكالة أن قيام الحكومة بمهامها "يتطلب الضغط على الحكومة الإسرائيلية للإفراج على الأموال الفلسطينية المحتجزة لديها وضرورة عقد مؤتمر دولي للمانحين لحشد الدعم المالي لدعم موازنة الحكومة الفلسطينية الجديدة ودعم برامجها".
وعيَن عباس الخبير الاقتصادي محمد مصطفى رئيسا للحكومة الفلسطينية الجديدة التي تضم أعضاء تكنوقراط خلفا للحكومة السابقة برئاسة محمد اشتيه، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
وقال عباس خلال المكالمة الهاتفية "إن دولة فلسطين ستواصل مساعيها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والذهاب إلى الجمعية العامة ومواصلة السعي للحصول على المزيد من الاعترافات بدولة فلسطين".
على صعيد آخر أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس أن الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لزيادة وصول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال الناطق باسم البنتاغون الميجور جنرال بات رايد للصحافيين "أؤكد أن سفنا حربية أميركية... بدأت بناء المراحل الأولى من ميناء موقت ورصيف في البحر".
وأمس قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن الجيش وافق على المبادرة الأميركية الجديدة لتوسيع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأضاف عبر منصة "إكس"، أن الجيش الإسرائيلي سيعمل على تقديم الدعم الأمني واللوجيستي للمبادرة، التي تشمل إنشاء رصيف عائم مؤقت على شواطئ القطاع ونقل المساعدات بحراً إلى غزة.
(الوكالات)