بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 حزيران 2023 12:00ص مجلس النواب أقرّ رواتب القطاع العام والتحفيزات للجامعة.. «التيار» أمَّن النصاب والمعارضة قاطعت

بري: «إذا بدنا نردّ على كل شي ما بنشتغل».. ميقاتي: نقوم بدورنا لتسيير عمل الدولة

رئاسة المجلس والحكومة وجانب من النواب في القاعة العامة خلال الجلسة رئاسة المجلس والحكومة وجانب من النواب في القاعة العامة خلال الجلسة
حجم الخط
في جلسة تشريعية لم تستغرق أكثر من نصف ساعة، ووسط هدوء قلّ نظيره في القاعة العامة أقرّ مجلس النواب، اقتراحي قانونين، الأول يرمي الى فتح اعتمادات في موازنة العام 2023 قبل تصديقها والمقدم من النواب: إلياس بو صعب، سجيع عطية، علي حسن خليل، جهاد الصمد، وبلال عبد الله بقيمة 37,409,938,79800 ل.ل وتخصص لإعطاء تعويض موقت لجميع العاملين في القطاع العام وللمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، إضافة الى زيادة تعويض للنقل المؤمّن لجميع الموظفين في القطاع العام. والاقتراح الثاني يتعلق بفتح اعتماد بقيمة 265 مليار ليرة لتغطية نفقات إعطاء حوافز مالية بدل نقل لأساتذة الجامعة اللبنانية لتمكينها من استكمال العام الجامعي 2022 -2023.
وقد حضر الجلسة ما يزيد عن السبعين نائبا من: كتلة «التنمية والتحرير»، كتلة «الوفاء للمقاومة»، كتلة «اللقاء الديموقراطي»، «اللقاء التشاوري المستقل» والذي يضم أيضا كتلة «الاعتدال الوطني»، تكتل «التوافق الوطني»، كتلة «لبنان القوي» و«التكتل الوطني». وغاب عنها نواب «الجمهورية القوية»، والكتائب، والتغييرين.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان هناك من يرى في الدستور «ألا تجتمع الحكومة والمجلس النيابي، وألا يعمل المجلس ولا يشرّع. وعليه إذا أردنا أن نردّ على هؤلاء فلا نعمل».
من جهته، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان «الاعتمادات لهذين الاقتراحين مؤمّنة، وهناك إيرادات مؤمّنة في الموازنة، فمجلس الوزراء يقوم بدوره ليسير عمل الدولة ولا يمرر شيئا غير ضروري».

الجلسة

افتتح الرئيس بري الجلسة، عند الساعة الحادية عشرة والدقيقة الخامسة، في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال والوزراء. وتُليت أسماء النواب المتغيّبين بعذر وهم: بلال عبد الله، سيمون أبي رميا، فؤاد مخزومي وآغوب بقرادونيان.
وتلي اقتراح القانون الرامي الى فتح اعتمادات في موازنة العام 2023 قبل تصديقها المقدم من النواب: إلياس بو صعب، سجيع عطية، علي حسن خليل، جهاد الصمد، وبلال عبد الله.
واعتبر النائب علي فياض ان «الجلسة دستورية»، وقال: «إذا أخذنا تطور إيرادات المرافق، فهو تطور إيجابي ويمكن من خلالها إعطاء اعتمادات وهناك دخل من الأملاك البحرية».
وقال الرئيس بري: «هناك ناس شايفة» الدستور، ألا تجتمع الحكومة ولا المجلس، وإذا بدنا نرد على كل شي ما بنشتغل».
وقال النائب هادي أبو الحسن: «هناك هبة لوزارة الصحة، نرجو أن تدرج على جدول الأعمال».
أما النائب جميل السيد، فقال: «قبل تصديق الموازنة وهي غير موجودة بالأسباب الموجبة للمادة 12 من قانون المحاسبة، في ظروف استثنائية يسمح بفتح اعتمادات موازنة لان لا موازنة موجودة، يعني فتح اعتمادات استثنائية وبما ان المطلوب هذا المبلغ، أقترح تعديلا في النص وفي العنوان، أي فتح اعتمادات استثنائية في موازنة العام 2023، وماذا تغطي هذه الاعتمادات وعن أي أشهر، لأنها غير واضحة».
وقال النائب إبراهيم كنعان: «هذه الاعتمادات جاءت في الموازنة، الرواتب والمعاشات، المفروض أن تكون في الموازنة. كل مواد المحاسبة العمومية تلحظ هذا الأمر أي قبل تصديقها. والسؤال هل أُعدّت هذه الموازنة؟ هذا السؤال لا نطرحه لعرقلة 400 ألف عائلة، هناك انهيار كبير يدفع ثمنه الموظف والعسكري. هل الموازنة أُعدّت؟! هذا الأمر الذي يأتينا من الحكومة على مراحل مختلفة. أليس بحاجة لعمل استثنائي يضع الأمور في نصابها. وهذا الأمر مفروض ان تأخذه حكومة تصريف الأعمال بعين الاعتبار، لا يمكن أن تكون صلاحياتها صلاحيات عادية. لذلك ما هو مصير الموازنة؟ كيف سنتعاطى مع هذا الموضوع وما هي الرؤية»؟.
من جهته، قال النائب سليم عون: «هي إيرادات أمّنتها الحكومة وقبل ذلك في اللجان المشتركة. ان الإيرادات مؤمّنة ونفضّل أن تؤكد لنا الحكومة الأمر في جوابها».
واعتبر النائب إلياس بو صعب «ان الصورة تعبّر عن الشرخ، هناك نواب لم يحضروا الجلسة. دولة الرئيس أنت تراعي الظروف، أما الحكومة فحدّث ولا حرج. 70 بندا ولا علاقة لها. المفروض أن تراعي الحكومة الوضع، الذي يسير من دون انتخاب رئيس للجمهورية. ندعو للحوار، طلبنا من الحكومة واقترحنا تمديدا تقنيا للبلديات. هذه القرارات قابلة للتطبيق».
وقال الرئيس ميقاتي: «بالنسبة الى موازنة 2023، ستحيل وزارة المالية المشروع قبل نهاية حزيران الى الحكومة، وسأدعو مجلس الوزراء لمناقشتها في جلسات متتابعة، وسنرسلها الى المجلس النيابي لمناقشتها. هناك واردات ستغطي الزيادات والاعتمادات الواردة في اقتراحي القانون. وأؤكد أننا نقوم بدورنا لتسيير أمور الدولة، وليس لدينا أي أمر شخصي. نعم جدول أعمال مجلس الوزراء يكون كاملا من أجل تسيير عمل الدولة، ونتمنى أن يقرّ الاعتماد لوزارة الصحة».
وقال النائب أسامة سعد: «المفروض أن يأتي الاقتراح من الحكومة. ونسأل من أين ستأتي الاعتمادات؟ نحن كنواب لا نعرف التداعيات التي ستنتج عن الزيادات، وهو حق للموظفين في القطاع العام وفي كل المجالات. كيف ستعالج الحكومة هذه التداعيات؟».
بعدها، طرح الاقتراح على التصويت فصُدّق.

تعويضات للأساتذة

ثم طرح اقتراح القانون الرامي الى فتح اعتمادات في موازنة للعام 2023 قبل تصديقها، والذي يتعلق بإعطاء تعويضات للأساتذة بقيمة 265 مليار ليرة.
وقال النائب إيهاب حمادة: «ما أُقرّ من حقوق سابقة للجامعة اللبنانية لم يصل الى جيوب الأساتذة. نتمنى أن يصل في هذا القانون، ونريد جوابا من رئيس الحكومة».
ميقاتي: «نحن لا نقصّر مع الجامعة اللبنانية، واجتمعنا مع رئيسها».
سجيع عطية: «اعترف مدير «الميدل إيست» ان هناك 10 ملايين دولار، وهي من حق الجامعة».
علي حسن خليل: «هناك مشكلة وكان هناك تفسير. مديرية الصرفيات تفسر القانون الذي صدر «على المزاج». الـ 500 مليار التي نعطيها هي إضافة الى السلف المعطاة للجامعة اللبنانية. وجاء الرد ان نيّة المشترع حسم السلف».
بري: «تمنينا عكس ذلك».
خليل: «الكلام الذي حصل، واجب على السلطة التنفيذية والإدارات أن تطبقها».
علي فياض: «ما حصل في وزارة المال غير مبرر».
وطرح الاقتراح على التصويت فصُدّق.
وقال النائب آلان عون: «الاقتراح المتعلق بوزارة الصحة لا يجوز إقراره من دون دراسته. نحن كتكتل أخذنا موقفا للمشاركة في الجلسة بان تكون محصورة بهذين البندين، وعدم طرح الاقتراح وهو يتعلق بفتح اعتماد بقيمة 4 آلاف مليار لوزارة الصحة».
بري: «يحوّل الاقتراح الى اللجنة المختصة».
بعد ذلك، رفع الرئيس بري الجلسة وتُلي محضر الجلسة، فصُدّق.

بعد الجلسة

وأكد النائب إبراهيم كنعان بعد الجلسة ان «السقف الوحيد الذي أتى بنا الى الجلسة والموافقة على الاعتماد هو حقوق ٤٠٠ ألف عائلة من عسكر وموظفين ومعلمين وضعتهم الأزمة تحت الأرض والدولة معلّقة على هؤلاء، فهل بجوز لنا بخلافاتنا الدستورية والسياسية أن ندفّع الثمن للناس؟ هذه الملفات يجب أن تسحب من التجاذب السياسي».
أضاف: «كان يفترض بموازنة ٢٠٢٣ أن تصلنا في أيلول ٢٠٢٢ وأن يناقشها المجلس النيابي ويبتّها دستوريا قبل نهاية ٢٠٢٢، وحتى يتمكن المجلس النيابي من تطبيق المادة ١٢ من قانون المحاسبة العمومية، فيفترض على الموازنة أن تكون قد أُعدّت ونوقشت على الأقل في الحكومة وهو ما لم يحصل حتى اليوم. وهذا كان سؤالي لرئيس الحكومة خلال الجلسة، الذي قال إنها لم تحل الى الحكومة بعد».
وأكد ان «المجلس النيابي يجب أن ينتخب رئيسا ولا يذهب إلا الى التشريعات الضرورية جداً، ومن غير المفترض أن تأتينا الحكومة كل يوم بقرار ومشروع من دون أن نعرف الأرقام الفعلية، من هنا ضرورة أن تكون هناك موازنة».
وختم: «من هنا، كانت تحتمل هذه الجلسة أن نحضرها كلنا لتأمين حقوق ناسنا وألا نشارك في إقفال المؤسسات».

جعجع: الجلسة التشريعية من صُنع معرقلي انتخاب رئيس

اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ان «النوّاب الذين ادّعوا أنّ مشاركتهم في جلسة اليوم (أمس) هي لتجنيب موظّفي القطاع العام إنقطاعاً برواتبهم، لا يقولون الحقيقة، إنّما يتذرعون بحجّة لتبرير إنعقاد هذه الجلسة، إذ إنّ الاعتمادات الإضافية ّ التي أقرّتها هذه الأخيرة، كان يمكن وبسهولة للحكومة إقرارها، كما أقرّت العديد من الاعتمادات في السنة المنصرمة». وأضاف في بيان «أمّا إذا قال قائل، بأنّ الحكومة لا تستطيع صرف إعتمادات إضافية لأنّ احتياط موازنة 2023 قد نفذ، فالإشكالية نفسها، تُطرح في ما شرع المجلس النيابي إليه، باعتبار أنه فتح اعتماداً في موازنة غير موجودة هي موازنة 2023 وبالتّالي، كان بإمكان مجلس الوزراء أن يفتح هذه الاعتمادات التي أقرّها المجلس اليوم وقوننتها حين تتوافر الظروف لذلك، أيّ حين يُرسل هذا المجلس موازنة 2023 إلى البرلمان».
وختم «الخلاصة هي أن جلسة اليوم (أمس) هي من صُنع معرقلي إنتخاب رئيس جديد للبلاد. أما الحلّ الفعلي لمشاكلنا، يكمن في البدء بملء سدّة الرئاسة وليس بالإفتئات على الدستور والقوانين لتمرير قرارات بشكل غير مدروس، الأمر الذي يؤدّي إلى مزيد من تأزيم الوضع في لبنان».

خلف: الجلسة التشريعية مخالفة للدستور

اعتبر النائب ​ملحم خلف في تصريح أدلى به بعد ​الجلسة التشريعية​ في حضور النائب ​بولا يعقوبيان​، «ان الجلسة مخالفة للدستور ولمبدأ استمرارية السلطة العامة». وأشار إلى «ان مبدأ استمرارية السلطة العامة هو مبدأ أساسي، وهذا ما يجب أن نعرفه من خلال حياتنا غير الطبيعية»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر أحب أن أسجله، لا سيما بعد تواجدنا نجاة وأنا، أكثر داخل المجلس، وتنفيذا للموجب الدستوري الملقى على عاتقنا من خلال المواد 75 و49».
وأوضح أن «الجزء الثاني هو مضمون الجلسة التي اعتبرناها جلسة تشريعية، وهي في الحقيقة تظهر ان لا تغيير في النهج الذي تدار فيه الدولة. مضمون الجلسة مخالف للدستور، وتحت شعار إعطاء الحقوق لموظفي ​القطاع العام​ نقوض الدستور وتتقدم الحكومة بمشاريع القوانين رغم تلكؤها عن تنفيذ موجباتها. لا يوجد قطع حساب ولا موازنة».
وسأل: «نقوم بفتح اعتمادات إضافية بلا موازنة، وفق أي ​سياسة​ وأي رؤية. تشريع من دون أي رؤية علمية وإحصائية ، تشريع بالترقيع، صدقا تشريع من دون أي قيمة علمية. من أين سيأتون بالأموال لا نعرف، هل هذا المال مخصص لهذه الرواتب؟ لا نعرف».

نواب المعارضة: لا يمكن التشريع في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية

أعلن نواب قوى المعارضة، أمس، عدم مشاركتهم في الجلسة التشريعية العامة.
وقال نواب المعارضة في بيان: «بعد تعطيل الجلسة الثانية عشر لانتخابات رئاسة الجمهورية من قبل فريق الممانعة، دعا رئيس المجلس الى جلسة تشريعية وكأن شيئا لم يكن».
وأوضح النواب أنّ «موقفنا المتمثل بعدم حضور جلسات تشريعية هو نابع من منطلق مبدأي ودستوري، كما وهو اليوم حماية لحقوق اللبنانيين عامة وموظفي القطاع العام خاصة، فالمجلس النيابي، الذي يصادر رئيسه إرادته سعيا الى التطبيع مع الفراغ، لا يمكنه التشريع في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية بحسب الدستور، وهو يُعد هيئة ناخبة حصرا حتى انتخاب الرئيس».
وأكد البيان أنّ «الجلسة غير دستورية لانه لا يمكن إقرار اعتمادات إضافية في ظل غياب موازنة 2023، التي لم تعدها الحكومة الفاقدة للثقة النيابية والشعبية والتي لم تقدم أي حلول لكل الأزمات التي نعاني منها».
كما أشار نواب المعارضة الى أنّ «المطروح اليوم يعيدنا الى نفس المنطق الذي بدأ منذ إقرار سلسلة الرتب والرواتب غير المدروسة التي سرّعت بالانهيار، مرورا بالزيادات الأخيرة العشوائية غير المموّلة على رواتب وأجور القطاع العام والتي أدّت الى تضخم كانت نتيجته تدني القيمة الشرائية لهذه الرواتب الى أقل من النصف».
واعتبروا أنّ «هذا النهج الذي يفتقد الى الجدّية والى رؤية وخطة شاملة، لا يمكنه معالجة المشاكل، خصوصا في غياب مصادر تمويل فعلية لهذه الاعتمادات، بل سيؤدي الى تضخم جديد يقلص قيمة الزيادة».
وجدّد النواب دعوة «جميع الزملاء النواب الى الالتئام فورا تحت قبة البرلمان في جلسة انتخابية مفتوحة بدورات متعددة، كما ينص الدستور، حتى الوصول الى انتخاب رئيس جمهورية اصلاحي قراره حر وملتزم الحفاظ على سيادة لبنان يباشر بإعادة تكوين السلطة في سبيل إطلاق عملية الإنقاذ ومعالجة كل نتائج الأزمة بشكل مدروس وعلمي ومتاح وعلى رأسها رواتب موظفي القطاع العام».
والنواب الموقّعون على هذا البيان، هم: «سامي الجميل، وضاح الصادق، جورج عدوان، ميشال معوض، ميشال الدويهي، فؤاد مخزومي، غسان حاصباني، مارك ضو، إلياس حنكش، نديم الجميل، ستريدا جعجع، أشرف ريفي، جورج عقيص، سعيد الأسمر، سليم الصايغ، نزيه متى، كميل شمعون، غياث يزبك، جهاد بقرادوني، فادي كرم، ملحم الرياشي، شوقي دكاش، أنطوان حبشي، رازي الحاج، إلياس اسطفان، زياد حواط، بيار بو عاصي، إيلي خوري، غادة أيوب».