بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الثاني 2022 08:02ص جلسات اللعب في الوقت الضائع!

حجم الخط
لا مفاجآت في مجريات الجلسة النيابية السادسة لانتخاب رئيس الجمهورية. البداية بتسخين الأجواء عبر المناقشات الحامية بين رئيس مجلس وبعض النواب المعارضين، خاصة نواب حزب الكتائب. ثم مداخلات عشوائية من عدد من النواب. فقراءة بعض النصوص الدستورية، إذا لزم الأمر، ثم تبدأ عملية الإقتراع في الصندوق الزجاجي، فتكون النتيجة فوز الورقة البيضاء بأكبر عدد من الأصوات، وتبقى حصة النائب ميشال معوض تراوح في مربع الأربعينات، جلسة صوتين زيادة، وأخرى ثلاثة أصوات بالناقص.
ولكن الظاهرة الملفتة في كل جلسة تكمن بتفتت أصوات التغييريين في التصويت بخيارات مشرذمة، بين شعارات غامضة، وأسماء أعلن أصحابها عدم خوضهم السباق الرئاسي، فضلاً عن الغموض الذي أحاط بتصويت عدد من نواب الكتل الأخرى، التي تفاجأت قياداتها بفقدان أصوات تضاربت التقديرات إلى مصلحة من ذهبت! 
يمكن القول أن نتيجة جلسة أمس، أظهرت المنقسمين الجدد في خضم الإنقسامات السياسية والحزبية المحتدمة، بمعنى أن كتلة بحجم نواب التيار العوني بدأ التفسخ يضرب جوانبها بعد تصويت النائب إلياس أبو صعب للمحامي زياد بارود، ولم يتقيد بالورقة البيضاء، وكذلك حال التغييريين وبعض الكتل المستقلة الصغيرة. 
ولكن يبقى الأساس، أن النواب غارقين في مستنقعات الزواريب السياسية الضيقة، ويتوهم كل واحد منهم أن صوته هو المرجح في الإنتخابات الرئاسية، في حين أن الكبير والصغير يدرك أن القرار الحاسم في الإستحقاق الرئاسي ما زال خارج لبنان، وأن الجلسات التي تُعقد حالياً هي أشبه باللعب في الوقت الضائع، بإنتظار جلاء التسويات الخارجية، الإقليمية والدولية، والتي يبقى لبنان أحد ملفاتها المطروحة على طاولة المفاوضات المتعثرة حالياً. 
إن طرح النائب معوض شعار «لبننة» الإستحقاق الإنتخابي خطوة شجاعة، ولكن غير قابل للتطبيق في ظل الإنقسامات اللبنانية، وإمتداداتها الإقليمية والخارجية، وهو الواقع المرير الذي يُعطل حالياً العملية الإنتخابية من أساسها، ويحوّل الجلسات المتتالية إلى مسرحية مملّة. 
ولعل ورقة النائب جميل السيد تختصر المشهد بكلمات موجعة: فالج ما تعالج... وبقي أن يقول أن إسم الرئيس يأتي من الخارج!