بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيلول 2022 12:25ص عن الصادق والقعقور والتنكُّر لهويتهما الطائفية..

حجم الخط
يبدو أن بعض نواب السنّة من جماعة التغييريين يعيشون في عالم من الغموض والضباب، يحجب عن إدراكهم واقع النظام السياسي وأسسه الطائفية، ويحاولون القفز فوق القواعد التي تم إنتخابهم على أساسها في الدوائر التي ترشحوا فيها عن المقاعد السنّية.
تنكر بعض هؤلاء النواب، من أمثال وضاح الصادق وحليمة القعقور، لماهية المقاعد النيابية يضرب مصداقية تمثيلهم النيابي، ويفضح أساليب الإنكار والمخادعة التي اعتمدوها في حملاتهم الإنتخابية في مخاطبة جمهور الدوائر التي ترشحوا فيها .
لقد صوّت لهم ناخبوهم إنتقاماً من المنظومة السياسية الفاسدة، التي اوصلت البلاد والعباد إلى الإفلاس والفقر والحرمان من أبسط مقومات الحياة اليومية، وخاصة الكهرباء والمياه، على أمل أن يحملوا همومهم إلى مجلس النواب، ويساهموا في تخفيف وطأة الإحباط في الشارع السنّي.
ولكن جمهور السنّة فوجئ بردود الفعل الغريبة لبعض النواب التغييريين، وخاصة الصادق والقعقور، على مبادرة مفتي الجمهورية في جمع الشمل في لقاء شامل للنواب السنّة في دار الفتوى، حيث سارعت نائبة برجا إلى التنصل من ناخبيها السنّة، والزعم أنها فازت بالنيابة بأصوات الدروز والمسيحيين..كذا!! ثم ما لبث نائب آخر الزمان أن زايد على رفيقته المصون وأعلن بكل صفاقة: مفتي الجمهورية لا يمثلني ولن أكون تحت عباءته.. كذا!!
الإنكار للهوية الطائفية للمقعد النيابي لا يساهم بتحقيق الإصلاح المنشود للنظام الطائفي، ولا يُسرّع الإنتقال إلى مشروع الدولة المواطنة، بعيداً عن كل المعايير الطائفية والمذهبية، بل على العكس من شأن مثل هذه المواقف الشاذة أن تُضعف التمثيل السنّي، وتُكرس حالة الشرذمة الراهنة في الصف السنّي، وتهز الثقة بقدرة النواب الخارجين عن الصف على الحفاظ والدفاع عن مصالح ناخبيهم، وتعزيز الإستقرار في البلد.
لقاء دار الفتوى سيكون بنتائجه لقاءً وطنياً بإمتياز، ولا داعي لتذكير النواب الجدد بدور دار الفتوى في إصدار الثوابت الإسلامية الوطنية، وفي إستضافة مؤتمرات المرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية، وفي الدفاع عن الشراكة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.
تُرى هل يعلم النواب المتنكرون لمرجعيتهم الروحية أن دار الفتوى هي قاعدة صلبة لمسارات الحوار والإعتدال، ومنبراً دائماً للتطوير والإصلاح، وخندقاً متقدماً في الدفاع عن السيادة والإستقلال؟
الى الصادق والقعقور أنتما لا تمثلوننا!