بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الثاني 2021 07:13ص عودة أميركا إلى دولة المؤسسات..

حجم الخط
مع دخول جو بايدن البيت الأبيض تعود الولايات المتحدة الأميركية إلى دولة المؤسسات، وتستعيد التوازن بين السلطات الدستورية، خاصة بين الرئاسة والكونغرس، بعد الإهتزازات التي تعرضت لها مؤسسات النظام الأميركية، وفترة التوتر التي هيمنت على العلاقات بين البيت الأبيض والأكثرية الديموقراطية في مجلس النواب.

 وجود بايدن في قمة السلطة الأميركية، وما يتمتع به من ميزات رجل دولة، وما له من خبرة في العلاقات الدولية، إبان توليه منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس الأسبق باراك اوباما، سيؤدي إلى ترميم العلاقات الأميركية مع الجوار أولاً، وخاصة كندا التي قد تكون الدولة الأولى التي يزورها الرئيس الجديد، وإعادة النظر بالجدار العنصري على الحدود الأميركية مع المكسيك، وإعادة الروح إلى التحالفات الإستراتيجية والتقليدية، لا سيما مع دول الحلف الأطلسي وأوروبا، والتي كانت قد تعرضت لضغوط قوية من إدارة ترامب، كادت تقوِّض العلاقات التاريخية بين أميركا وأوروبا.

 ويبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة تستعجل طوي صفحة القرارات العشوائية التي إتخذها الرئيس الأميركي السابق، وفي مقدمتها العودة إلى إتفاقية باريس للمناخ، ورفع الحظر عن سفر رعايا العديد من الدول في العالم الإسلامي وأميركا الجنوبية، وإعادة التوازن إلى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والعودة إلى إستراتيجية حل الدولتين في النزاع الفلسطيني  الإسرائيلي، بعدما إنحاز ترامب بشكل أعمى إلى الجانب الإسرائيلي، وتفرد عن باقي الرؤساء الأميركيين، بقرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ووقف المساعدات المالية المقررة للسلطة الفلسطينية.

 تبقى الأنظار العربية مركزة على التوجه الأميركي الجديد نحو ملفات المنطقة الساخنة والمعقدة، مثل الملف النووي الإيراني وتدخل طهران في شؤون بعض الدول العربية، إلى جانب الإهتمام بالعلاقات الإستراتيجية مع دول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

 يمكن القول أن العالم تنفس الصعداء بعد خروج ترامب من البيت الأبيض، الذي كان أكثر الرؤساء الأميركيين شغباً، سواء مع إدارته وكبار معاونيه، أم بالنسبة للحلفاء التقليديين لواشنطن.

 ولكن تجارب الشعوب العربية مع السياسيات الأميركية علمتنا ضرورة إلتزام الحذر، وعدم الإفراط بالتفاؤل مع تغير العهود الأميركية، التي تحافظ دائماً على أولوية العلاقات مع الدولة العبرية، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني خاصة، والمصالح العربية بشكل عام!