بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 حزيران 2021 06:07ص محاسن حدارة لن نقول وداعاً..

حجم الخط
ترعرعت في أجواء الأمل بولادة لبنان الجديد على إيقاع الإصلاحات السياسية والدستورية التي أرسى قواعدها إتفاق الطائف وأنهى سنوات الحرب الداخلية المدمرة بشراً وحجراً.

 إندفعت مع أبناء جيلها، شابات وشباناً، في رفع لواء الدولة المدنية، دولة العدالة والقانون، دولة الحرية والمساواة والكفاءة. أسسوا الجمعيات والخلايا، وخاضوا في حوارات ماراتونية، وتحمّلوا غضب الزعيم ومناورات السياسي، وصمدوا أمام محاولات الترغيب وتهديدات الترهيب، وصمدوا أمام عمليات العزل والتطويق.

 كانوا يحلمون بوطن على قدر طموحاتهم بنبذ الطائفية السياسية، والقضاء على العبودية الفردية للزعيم، ولكل صاحب سلطة ولو كان أصغر ضابط في المنظومة الأمنية، وتصحيح الممارسة الديموقراطية بتكريس مبادئ الحرية والمساواة، بعيداً عن الإمتيازات الطائفية والحزبية، والعنصرية والمناطقية، وإعتماد الكفاءة والإختصاص مكان المحسوبية والزبائنية.

 إنضمت إلى أسرة «اللواء» مع هذه الأحلام الوردية، ومجموعة من الأفكار النموذجية، تُحاكي عالم الحداثة والإنماء، سرعان ما أطلقتها في إطار حواري للشباب، بقي تشجيعه من المعنيين مجرد كلام بكلام.

 أدارت موقع «اللواء» الألكتروني لسنوات، وجعلته منبراً ديموقراطيا يستوعب كل الألوان السياسية، لبنانياً وعربياً. وعملت مستشارة وطنية ومديرة برنامج مراقبة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لدى الأمم المتحدة UNDP، ونشطت مع مجموعات إنتفاضة ١٧ تشرين، قبل أن تنهار الآمال التي حملتها الأيام الأولى للحراك الشبابي.

 صمدت طوال أشهر الأزمات المتلاحقة، والتي بلغت ذروتها في إنفجار مرفأ بيروت في ذلك اليوم المشؤوم من آب. ولكن لا بد للصبر والصمود من حدود.

 ولأن النفق المظلم طويل،.. ولأن الأنانيات والكيديات السياسية الكريهة سدت آفاق الحلول، وضاعفت سرعة الإنحدار والإنهيارات، قررت الإبتعاد عن جحيم جهنم الذي داهم البلاد والعباد، ومغادرة البلد إلى حيث الآمان والاطمئنان، والطموح والإستقرار.

 محاسن حدارة، يا زميلتنا العزيزة، لن نقول وداعاً.. بل إلى اللقاء مجدداً على أرض الوطن المنكوب بدولته وحكامه.