بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيلول 2019 06:05ص «ثانوية روضة الفيحاء» تفتح باب الجدل على مصراعيه

طرد أساتذة بحجة «الأزمة المالية» قابله توظيفات «لأقرباء» المدير العام

ثانوية روضة الفيحاء ثانوية روضة الفيحاء
حجم الخط
أثارت قضية طرد خمسة أساتذة من ثانوية روضة الفيحاء مع بداية العام الدراسي 2019- 2020 الكثير من ردود الفعل عبر شبكات التواصل الاجتماعي وصفحات الفايسبوك بعدما لجأت احدى المعلمات الى نشر «حادثة طردها» من الثانوية التي أمضت تسع سنوات فيها بطريقة لا أخلاقية كما أسمتها هي وزملائها بعدما تم استدعاؤهم على وجه «السرعة» للقاء المدير العام مصطفى مرعبي في الثالث من شهر تموز المنصرم، البعض ظن أن الدعوة وجهت له لتكريمه على الجهود التي بذلها في العام الماضي، والبعض الآخر راح يتساءل عن سبب الاستدعاء، بيد أن الجميع لم يخطر ببالهم «صدور حكم الطرد بحقهم»، ذهبوا وانتظروا في غرفة السكريتيرة والتي بالرغم من العلاقة الجيدة التي تربطهم بها الا انها تعاملت معهم بطريقة غريبة مما أثار لديهم الريبة بانتظار الدخول الى غرفة المدير والتي ما إن دخلوها حتى اصطدموا بالتعاطي «المذل» وكأن المدير نسي أو تناسى سنوات خدمة الأساتذة الطويلة والتي تستوجب عليه الاحترام خاصة وأنه تذرع بالوضع المالي للمدرسة والأزمة الاقتصادية التي تمر بها، وليس لأداء المدرسين أي علاقة.

أزمة مالية يقابلها توظيفات جديدة

هل صحيح ان ثانوية روضة الفيحاء تتخبط بأزمات مالية؟؟؟؟ الحقيقة، ان الادارة لجأت مع بداية العام الى توظيف عدد لا يستهان به من الأساتذة المقربين من المدير المرعبي « صهر شقيقه وابنة  شقيقه وقريبا شقيقه» والمديرة التربوية الجديدة مايا عز الدين والتي استقدمت أقاربها وزملاء لها من وظائف أخرى ليكونوا الى جانبها وجانب المدير والذي يبدو بأنه يقوم بتشييد «حصن حصين» له داخل الثانوية بهدف ضمان استمراريته، وبالطبع التوظيف الجديد يستوجب التخلي عن بعض الأساتذة وإن كان الأمر يحمل الكثير من المظالم لجهة قطع أرزاقهم وتشريد أبنائهم الذين لا يزالون يتلقون تعليمهم في الثانوية، لكن المدير المرعبي والذي يؤمن بمقولة «الغاية تبرر الوسيلة» ضرب بعرض الحائط مصالح الأساتذة رغبة بتحقيق مصالحه الشخصية الأمر الذي أثار حفيظة البعض من القيِّمين على مجلس الأمناء والذي أكد لجريدة «اللواء» بأن تصرف المدير المرعبي غير صحيح ولا يجوز التخلي عن أساتذة الروضة بهذه الطريقة سيما وأن توظيفات جديدة تمت وعليه فاننا طالبناه بتوضيحات وسيكون لنا اجتماع بهذا الخصوص.

وبهدف استيضاح الأمر من المدير المرعبي تم الاتصال به من قبلنا مراراً وتكراراً، وتم التواصل معه عبر الواتساب لمعرفة التفاصيل بيد انه لم يرد ، ولأنه لا يحق لأي أستاذ أو مسؤول غير المدير الادلاء بتصريح أتى الموضوع ليقتصر على أصحاب العلاقة ممن حرموا من وظائفهم وبات مصيرهم في مهب الرياح سيما وأن أي مدرسة لن تقبل بهم كون الادارة تقوم باعتماد أساتذتها خلال منتصف العام الدراسي مما يعني خسائر فادحة في سنوات الخدمة وبالتالي التعويضات، الأساتذة الذين سُرِّحوا هم اليوم خارج نطاق الخدمة من دون أسباب وجيهة وأولادهم بلا سبب باتوا بلا ثانويتهم التي تلقوا فيها علومهم ليحرموا منها دون الالتفات لمصالحهم خاصة وأن البعض منهم يتحضر للشهادات الرسمية فأي ظلم لحق بهم وبأهاليهم؟؟؟؟

الادارة قطعت رزقي مرتين

ميراي محمود أستاذة لغة عربية منذ تسع سنوات تقول: «كنت في القسم الفرنسي ومن ثم انتقلت الى فرع اللغة الانكليزية، والكل يشهد لي بالكفاءة وحسن التعليم حتى المدير المرعبي، لكن المديرة المسؤولة عني عمدت الى خلق العديد من المشاكل معي ليس لكوني معلمة غير جيدة وانما لعدم خضوعي لأوامرها والتي لا تمت للتعليم بأي صلة، وربما لهذا السبب تم «طردي» من المدرسة».

محمود نفت أن «يكون هناك انذارات وجهت لها خلال العام الدراسي المنصرم كما تشيع ادارة المدرسة، ولو كان ذلك صحيحاً لأمكنهم طردي السنة الماضية دون الحصول على أدنى حقوقي، لكن هي ذرائع يتلطون خلفها، ما يؤلمني أنني وفور تبلغي نبأ طردي قمت بتقديم طلبات توظيف في عدد من المدارس وبالفعل تم الاتصال بي من قبل مدرسة العزم وأجريت المقابلة وتمت الموافقة علي فكتبت عبر صفحتي على الفايسبوك خبر انتسابي لمدرسة العزم وفي اليوم التالي تم فسخ العقد معي، وبعد سلسلة متابعة لمعرفة السبب الحقيقي علمت بأن مديرتي السابقة أجرت اتصالاً هاتفياً بأحد المسؤولين عند الرئيس نجيب ميقاتي وأبلغته بأنني أحاربه على صفحتي، وهنا أسأل عن خلفية هذا التصرف وبأي خانة يمكن وضعه؟؟؟؟».

وتابعت: «الحقيقة وقبل اللجوء للاعلام طلبنا المساعدة من مجلس الأمناء والكل رفض مساعدتنا بحجة أن لا علاقة لهم، واليوم ينتقدوننا في تصرفاتنا، فماذا يتوقعون منا؟؟؟ إن لم نلتحق بمدارس ويبدو بأننا لن نلتحق كون العام الدراسي بدأ فإن سنوات الخدمة ستضيع ويضيع معها مستقبلنا، كيف يمكن لادارة مدرسة فشلت في التعامل مع أساتذتها أن تنجح في تعليم طلابها الأخلاق والوفاء وحسن التعاطي مع الناس؟؟؟ أسئلة نتركها برسم الادارة والقيِّمين على ثانوية روضة الفيحاء والتي باتت صرحاً تربوياً مهدداً بالفشل بعدما باتت المصالح الشخصية الضيقة تتحكم به». 

كيف تم اختيارنا؟؟!!!

من جهته سراج الحسن أستاذ مادة البيولوجي منذ 27 سنة قضى 19 سنة منها في ثانوية الروضة وبعد ثلاث سنوات يحق له التقاعد بيد ان «الصرف التعسفي» الذي تعرض له قد يحرمه من تقاعده يقول: «ما جرى معي يثير الغرابة، كون الادارة اتبعت معي نفس السيناريو من خلال الدعوة للقاء المدير والذي أكد لي بأن تقديم استقالتي أفضل من «طردي»، فكيف يكون ذلك؟؟؟ المدير المرعبي يتفانى في اطلاق شهادة الزور والتي نستغربها بالفعل».

الحسن أكد على أنه : «ما من انذارات بحقه، فقط كتاب الصرف تضمن أنه بسبب الظروف المادية القاهرة تم الاستغناء عن خدماتنا لكن كيف تم اختيارنا وعلى أي أساس لا نعرف!!! هنا أشير الى ان المدير تذرع بأنه ما من صفوف لي لأعلمها مع العلم كنت أستاذاً لخمس شعب أين تبخرت هذه السنة لا أعرف!!!».

قمة المواساة وقوف طلابي إلى جانبي

نظيرة مقدم أستاذة مسرح منذ 16 سنة قالت: «فجأة أرادت ادارة الروضة الغاء المسرح، هكذا قالوا، الحقيقة بأنني حققت العديد من الجوائز طيلة السنوات الماضية ونجحت مع طلابي، وشاركت بكل الأنشطة وكنت أظن بأن استدعائي من أجل تكريمي فاذا بالمدير العام يقرر «طردي» والاستغناء عن خدماتي من دون أي سابق انذار، ما يواسيني وقوف طلابي الى جانبي حيث كتبوا على صفحات الفايسبوك ما مفاده «لطالما تعلمنا معك الصعود الى المسرح ورفع الصوت واليوم دورنا للوقوف الى جانبك». 

قوانين يجب مراعاتها

رئيس لجنة الأهل في مدرسة الشويفات وأحد خريجي الروضة الدكتور يحيى الحسن قال: «عندما تنفذ المدارس تخفيضات في الميزانية وتشد أحزمتها المالية ، فإن ذلك يعني غالبًا أن يتحمل المعلمون نصيبًا كبيرًا من العبء. إن الأخبار عن تسريح بعض المعلمين تقلق المجتمع الطرابلسي ككل، وتتسبب في فرض الضغوطات واللا أمان الوظيفي لدى المعلمين الآخرين من نفس المدرسة. من التالي ومتى سيكون دوري، يأتي تسريح المعلمين عادة في أشكال مختلفة ، من إجبار المعلمين على الاستقالة إلى التبليغ المباشر الذي يفيد بأن وظيفة معينة قد الغيت. على الرغم من الآثار السلبية لمثل هذا القرار على المعلمين، يجب على المدارس أن تضع جانباً إنسانياً في صلب عملية التسريح وتنسق مراحلها المختلفة بدقة. كما يجب إيلاء الاهتمام الكافي لتحديد من يجب الاستغناء عنه ، ومدة الإشعار الذي سيتم إعطاؤه، ومقدار تعويض نهاية الخدمة ، والدعم المقدم من المدرسة لمساعدة المعلم المسرَّح في العثور على وظيفة أخرى، كما إبقاء أولادهم المستفيدين من مجانية التعليم. من الضروري أن تأخذ عملية التسريح في الاعتبار معايير واضحة بشأن من سيتأثر بالقرار (كبار المعلمين أو أولئك الذين لديهم أقل قدر من الخبرة) ، وجدول زمني مفصل يشمل الإخطار المسبق إلى المعلمين ، وتحديد أولئك الذين قد يتأثرون به والتواصل المسبق معهم حتى قبل أخذ القرار. واستنادًا إلى الممارسات الحالية والقانون المعتمد في لبنان ، غالبًا ما يتم إبلاغ المعلمين في المدارس الخاصة بحلول الموعد النهائي ، وهو 5 تموز، مما يترك للمعلمين المسَرَّحين فترة زمنية محدودة جداً للعثور على وظيفة أخرى لأن المدارس عادةً ما تقوم بتعيين معلميها في وقت مبكر خلال فصل الربيع. لذلك ، يجب إعادة جدولة الموعد النهائي من 5 تموز إلى تاريخ يسبقه بأشهر. إن القيام بعملية تسريح ناجحة لبعض أعضاء الهيئة التعليمية هو أمر صعب للغاية. ومع ذلك ، عندما يكون التسريح أمرًا لا مفر منه ، سيتعين على إدارة المدارس أن تفعل ذلك بكرامة وتخطيط مسبق لأن قراراتها لا علاقة لها بمستقبل المدرسة فحسب بل بمستقبل المعلمين المسرحين وعائلاتهم.