بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 تشرين الأول 2021 12:00ص أوراق بيروتية (37):جلول أم أمين مكّنيها وعائشة الغول والسّت ضيا والقرقدون والبلحة والسنديانة

حجم الخط
الجلّ قطعة من الأرض يعمل فيها حائط يمنع تربتها من الانجراف، جمعها جلالي وجلول. وهو ما تتميّز به جبال لبنان. ومن غير المستبعد أن يكون هذا الاسم قد تسرّب الى بيروت ممن قَدم إليها واستوطنها. 
يضيق الجل ويتسع حتى تضم أرضه عدّة بيوت وأغراس مختلفة. ويمكن القول ان أكبر جل عرفته بيروت هو جل البحر في محلة دار المريسة الذي يضم مزارع وبساتين وينابيع وعدّة بيوت. 
وقد تتضمن قطعة من الأرض جلّا أو أكثر حتى ان قطعة أرض كائنة في زقاق الحمرا كانت تتألف من أحد عشر جلّاً متلاصقة تحتوي على أغراس متنوعة وبيت مسقوف أمامه مصطبة.

جلول السنديانة والبئر والبلحة أبي فروة

وقف أحمد الكداشي عدة عقارات منها بستان البرك الستين الذي يضم عدة جلول منسوب كل جل منها الى شجرة أو مالك، منها جل السنديانة وجل البلحة وجل أبي فروة وجل البئر.

جلّ أم أمين مكّنيها

أشرنا سابقا (أوراق بيروتية 7) الى ان الحاج سعيد ابن الحاج أحمد المكداشي وقف قطعة أرض في مزرعة القنطاري تتضمن عدة جلول منها جل السنديانة الذي يحدّه شمالا جل أم أمين بنت حسين مكّنيها. وأسرة مكّنيها معروفة اليوم بإسم مكنيه سميّت بمكنيها لأن أحد رجال الأسرة كان يملك مصنعا للحبال فكان ينبّه العاملات لديه ويردد: مكّنيها، أي مكّني (قوّي وثبّتي) الحبال.

جلّ النعصة وجلّ عائشة أحمد الغول

وردت في الوثائق أسماء جلول وبساتين على أسماء نساء منها غير معروف سبب التسمية. فقد ذكرت وثيقة مؤرخة في الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1272هـ/ 1856م مبايعة على جل معروف بجل النعصة الكائن بمزرعة حي عين الباشورة مشتمل على أشجار توت وعلى بيتين واقعين في جل عائشة بنت أحمد الغول الذي لها حق المرور منه.

جل القرقدون

في الرابع من شهر شوال سنة 1265هـ/ 1849م باع الحاج علي عمر حصرم الجل المفرز من جل القرقدون الكائن في مزرعة القنطاري.

جلّ السنوبرة

في الخامس عشر من شهر صفر الخير سنة 1264هـ/ 1848م باع أنطوان الفيعاني قطعتي الأرض الكائنتين في مزرعة المصيطبة الواقعة احداهما بجل السنوبرة المشتملة على أغراس أشجار توت وبري وفواكه.

جلّ الفلاح

كان مفتي بيروت الشيخ عبد الطيف فتح الله يملك جلا في محلة الغلغول قرب جبانة الباشورة عرف «بجل الفلاح».

جلّ الطويلة

في 21 ربيع الأول سنة 1266هـ/ 1850م باعت صفية بنت عبد القادر فروة الجل المفرز من جل الطويلة المشتمل تين أرض وأشجار توت وبري وفواكه، الكائن خارج المدينة، يحدّه شرقا سور المدينة.

جلّ النصبات

في ختام شهر رجب الفرد الحرام سنة 1266هـ/ 1850م باعت رفقة متري بسترس الى إلياس شبلي أبي الروس وزوجته الجل المعروف بجل النصبات المشتمل على أرض وأغراس أشجار توت وبري وأصل لوز وأصل تين وبئر ماء مُعد لجمع ماء الشتاء وعلى بيتين متلاصقين مسقوفين بالجسور والأخشاب، يحدّه شمالا وقف كنيسة الروم وذلك في مزرعة الغابة بوادي السبليني خارج المدينة.

جلّ التين

في 25 جمادى الأولى سنة 1263هـ/ 1849م باعت كاترينا لبس الى مصطفى ابن الحاج يحيى شاتيلا ثلاثة قراريط في كامل الجل التين الكائن بحي العقال بمزرعة راس بيروت المشتمل على أغراس أصول تين وتوت وصنوبر ومقساس وبيت مسقوف بالجسور والأخشاب، يحدّه قبلة ملك بيت زيتون وشرق ملك أولاد الضاروب وغربا ملك أولاد عبد الخالق وشمالا طريق سالك شركة فقراء طائفة الروم بستة قراريط.

جلّ البركة 

 في الخامس عشر من شهر جمادى الثانية سنة 1279هـ/1862م باعت فاطمة الداعوق الى أولادها سعيد ومحمود وخليل وسعدى حسين العيتاني الجل الكائن بمزرعة القنطاري المشتمل على أغراس أشجار توت وبري وفواكه قطعة الأرض السليخ بمشتملاتها المعروفة بجل البركة الكائنة ضمن مزرعة راس بيروت.

جلّ العمار

بتاريخ الثامن من شهر ربيع الأول سنة 1266هـ/ 1850م أجريت قسمة تركة الحاج عرابي ابن الحاج علي المدور وكان من ضمنها الجل المعروف بجلّ العمار.

جلّ السوس

ورد ذكر محلة جل السوس في الوثيقة رقم 578 لسنة 1281هـ/ 1863م والتي بموجبها باع عبد الله سليت الى مصطفى حسين الغالي قطعة أرض مفرزة من ملك البائع الكائنة في محلة جل السوس في مزرعة راس بيروت. ويرجح أن تكون هذه المحلة جزءا مما يعرف اليوم بمنطقة قريطم. والسوس شجر تمتد عروقه في الأرض، وهي تُنقع فيعطي نقيعها مرارة يسيرة تتصل بحلاوة طويلة، يعمل من نقيعها شراب شاع استعماله في شهر رمضان لما يعطيه من طاقة ومن تخفيف العطش وهو نافع من السعال، وقد تعود تسمية الجل لاشتهاره بزراعة أشجار السوس.

جلّ عباس

اشترى مفتي بيروت الشيخ أحمد الأغر سنة 1857م جلّا يُسمّى جل عباس كائن في محلة جل البحر، يحدّه شمالا ملك الأميركان.

جلّ المعصرة

تفيد الوثيقة المؤرخة في التاسع من شهر محرم الحرام سنة 1260هـ/ 1844م ان ناصيف إلياس باع الى ابنه إلياس كامل الجل المعروف بجل المعصرة الكائن في مزرعة راس بيروت والمشتمل على تين وأصل عريش.

جلّ سلقــلــق

في العاشر من شهر ذي القعدة سنة 1266هـ/ 1850م باعت زايدة بنت شاهين الزغبي الى بنتيها عدة قطع أرض في محلة جل البحر منها قطعة واقعة في دوارة العين، ذُكر انه يحدّها غربا ملك ابن تلحوق «جل سلقلق». والسلق مسيل المياه بين مكانين مرتفعين، وفي «محيط المحيط»: سلّقت المرأة اقتطعت من الأرض الخضر البرية التي تؤكل مسلوقة كالهندباء وهي مولدة من السليق وهو جنس من الشوك واليابس من الشجر. ونميل الى أن السلقلق هو توليد محلي.

جلول السّت ضيا

كان يشاع في العهد الاقطاعي المعني والشهابي دعوة المرأة بالست. ففي السابع عشر من شهر رجب الفرد سنة 1265هـ/ 1849م باع سليم آغا وشقيقه عبد الله الى ميخائيل عبد الله بناء في قطعة أرض محتكرة من متولي وقف جامع السرايا عبد الله خرما تلتين أو ربوتين. وهو منخفض بين مرتفعين. والمبيع هو أحد جلول الست ضيا الواقع لجهة العلو الكائن بالقرب من البرج الجديد الشهير في حينه بالقشلة الهمايونية (السراي الكبير). والسّت ضيا هي ابنة الأمير حسن بللمع (أبو اللمع) وزوجة الأمير ملحم وكان ذلك سبب تملّكها الجلول المذكورة.

جلّان وثلاثة وخمسة

أشرنا في المقدمة الى الأرض التي تحتوي أحد عشر جلّاً. وفي الوثائق قطع أرض مؤلفة من جلّين وثلاثة وخمسة. ففي الوثيقة المؤرخة في 17 ربيع الأول سنة 1266هـ/ 1850م باع أحمد محمد المناصفي الى مصطفى ومحمد شهاب ربع الجلّين المتلاصقين الكائنين في راس بيروت في تين الرمل المشتملين على أرض بور وثلاث أصول تين وأصل بلح. وفي الثامن من شهر رجب سنة 1284هـ/ 1867م باع محيي الدين محمد شاتيلا الى الحاج محيي الدين بن سليمان منيمنه جلول الأرض الثلاثة المتلاصقة الكائنة في مزرعة المصيطبة والمشتملة على أغراس وعمار يحتوي على تسعة أماكن ومطبخ وقبو. وفي السادس والعشرين من شهر محرم سنة 1284هـ/ 1867م باع قاسم ابن الحاج إبراهيم السبليني الى جبور شحادة وزوجته جميع جلول الأرض الخمسة المتلاصقة الكائنة في حي الرمال المشتملة على أغراس وعمار برج يحتوي على عليّتين أسفلهما قبو معقود وعلى بئر ماء جمع.


* مؤرخ