بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 نيسان 2018 12:02ص إفتحوا النوافذ قليلاً..؟!

حجم الخط
لا شك أن الانغلاق الفكري في أمورنا الدينية الذي ساد على مدى سنوات طويلة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية أدى إلى تلوث في الأفكار والمفاهيم التي استقرت في رؤوس كثير من الأفراد، وهذا التلوث بدوره أوصلنا إلى ممارسات وتصرفات خاطئة انعكست فسادا وبعدا عن حقيقة الدين عند الناس.. ولذا نقول أننا بحاجة إلى فتح النوافذ قليلا حتى يتجدد الهواء الداخل إلينا ، فيمنحنا بعض النقاء الذي من خلاله نقدر على الإصلاح والتصحيح في أمور للأسف باتت في قمة الاعوجاج؟!
فنحن نريد هواء نقيا يجدد الحياة فيبعث الفكر الصحيح على العمل السليم في النصوص الشرعية التي تحولت إلى شعارات .. ولا شيء سوى شعارات...؟!، وفي الوقت نفسه نريد من هذا الهواء الجديد أثناء دخوله أن يخرج تلك «الفيروسات» التي استوطنت لسنوات طويلة حتى يعود الجو خاليا منها، ولكن أيضا علينا أن نعلم تمام العلم أن خروج تلك الملوثات لا يعني انتهاء الأمر لأن آثارها موجودة، وبالتالي علينا السعي جديا لمعالجة تلك الآثار بكل السبل المتاحة.
إن العقول والنفوس أشبه بغرف محكمة الإغلاق، وإن لم نفتح نوافذها لتنقية الأجواء بداخلها وتزويدها بالهواء الصحي بين الحين والآخر فإنها ستذهب حتما إلى الاعتلال والانحراف والاعوجاج.. فكيف إن كان الحديث عن نفوس شعب بأكمله..؟!
إني أقرأ قول الله تعالى في سورة الحشر {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}... ثم أسال ... أليس من باب النظر إلى ما قدمنا، أن ندرس عيوبنا ونشخص أمراضنا ثم نسعى جديا إلى علاجها..؟!
أقرأ قول النبي مخاطبا السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها (يا فاطمة أنقذي نفسك من النار إني لا أملك لكم من الله شيئا) ثم أسأل... إن كان هذا الخطاب لفاطمة فكيف بنا نحن...؟!
أقرأ ما ورد عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه: (حَاسِبُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُوزَنُوا، فَإِنَّهُ أَهوَنُ عَلَيكُم فِي الحِسَابِ غَدًا، أَن تُحَاسِبُوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ) ثم أنظر من حولي .. فأصدم بالسبات الكبير..؟!
أيها السادة الكرام..
إن الحقيقة المرة تصرخ في وجوهنا بملء صوتها إن الهواء من حولنا ومنذ سنوات طويلة يعاني من تلوث شديد أصاب كل مفاصل الحياة حتى وصل إلى أعماق الفكر الديني والغالبية لا تريد أن تعترف ولا أن تعالج ولا أن تصحح... فهل من مصلح مجيب..؟!
 
      
bahaasalam@yahoo.com