بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 آذار 2023 12:04ص اختتام مؤتمر «وسائل التواصل الحديثة» بكليّة أصول الدين في الأزهر

حجم الخط
اختتمت كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف المؤتمر العلمي الدولي في نسخته الرابعة، والذي أُقيم مؤخرا بعنوان: «وسائل التواصل الحديثة بين المكتسبات الحضارية والثوابت الاجتماعية من منظور إسلامي»، وانعقد بمركز مؤتمرات الأزهر بالقاهرة وذلك تحت رعاية د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وقد ألقى البيان الختامي الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين الأسبق وأكد فيه على أن عناصر أي حضارة تتمثل في ثلاثة أمور: «الإنسان - الكون - التفاعل»، فالحضارة هي ثمرة التفاعل بين الإنسان والكون مدة بقائه في هذه الحياة، وهو سيد هذه العناصر وأميرها كما هو ظاهرٌ؛ لذا كلّفه الله تعالى وأمره بعمارة الكون، وأعدَّه لإصلاح هذه الحياة، وقد نص القرآن المجيد في غير ما آيةٍ على هذه الوظيفة التي حمِّلها الإنسان، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
وقال: ولا يخفى أنَّ نهوض الإنسان بهذه المهمة العظيمة، وقيامه بهذه الوظيفة الجسيمة لا يتمُّ ولا يتحقق إلّا بأمرين: أولهما: مراعاة حق الله المتمثل في عبادته وحده لا شريك له بامتثال أمره، واجتناب نهيه، والوقوف عند حدّه، والسعي إلى مرضاته، ثانيهما: مراعاة حقوق بني جنسه ممن يعيش معه في هذه الحياة، ويُشاركه تلك الوظيفة. وبهذين الأمرين تُبنى الحضارات وترتقي المجتمعات وتسعد الإنسانية، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
{ توصيات المؤتمر:
- ضرورة التنسيق بين المؤسسات الدينية الكبرى، الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف وسائر المؤسسات الدينية الرسمية، وذلك لتقديم عمل متكامل يقدم صورة صحيحة للإسلام ويدرأ الشبهات المثارة حوله باستخدام وسائل التواصل الحديثة.
- ضرورة تطوير المناهج الدراسية بصورة تواكب المستجدات المستمرة في وسائل التواصل الحديثة.
- ضرورة اجتماع الكليات الشرعية بجامعة الأزهر على إنتاج مشروع سنوي رقمي في العقيدة والتفسير والسنّة والدعوة، يكون جسراً علمياً رقمياً يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهذا هو واجب الوقت.
- ضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فى ظل منظومة القيم والأخلاق المجتمعية في العالم العربي والإسلامي كى تصبح وسائل الاتصال الحديثة إضافة للإنسانية وليست سبيلا لهدمها.
- ضرورة حظر الألعاب الإلكترونیة التى ترسّخ للعنف والعدوانیة في نفوس كل من يستخدمها.
- ضرورة وضع ضوابط للفتوى الإلكترونية وتخصيص منصات لمراقبة ومتابعة وعلاج آفات تطبيقات التواصل الاجتماعي لحظة بلحظة.
- ضرورة بيان الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، والعمل على إصلاحها في إطار القيم الدينية، وتحت مظلة الرقابة الأسرية والتعليمية والمجتمعية، حفاظاً على أجيالنا من انهيار البنيان البدني والتعليمي والأخلاقي.