بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الثاني 2018 12:03ص الرحمة التي نتلذذ بغيابها.؟!

حجم الخط
لا يمكن لأحد إنكار الحقيقة التي تقول الرحمة قد خفت كثيرا في هذا الزمان حتى أصبح مصطلح التراحم بين الناس حلما يراود الكثيرين..
فالرحمة وبكل أسف قد غابت عن عدد كبير من الناس من حولنا في كل تعاملاتهم.. في الشوارع.. وفي المؤسسات.. وفي البيوت... وبين الأزواج وبين الأقارب وبين الأصحاب ومع كل المخلوقات... 
لحظة تأمل واحدة أيها السادة تكفي لتخبرنا عن آلاف المشكلات بين الأب وأبنائه، وبين الموظفين والمواطنين، وبين العمال وأصحاب العمل وكل ذلك لانعدام الرحمة بينهم..؟!
قسونا على بعضنا البعض ونسينا أن الرحمة حين تغيب عن ثقافتنا ستجعل من المجتمع غابة يأكل فيها القوي الضعيف وإن كان أخاه..؟! 
الرحمة التي هي خلُق العظيم أودعَها الله  في قلوب من يشاءَ من خلقِه رغَّب بها الإسلامُ  ووعدَ فاعلها بالأجر الكريمَ..
فنحن عباد لرب كريم رحيم قال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}.. 
ونحن أتباع لنبي خاطبه المولى تعالى فقال {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. 
ونحن من أمة قال فيها الحق سبحانه {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}.. 
فمن أين تسللت هذه القسوة المقيتة إلى قلوبنا حتى سيطرت عليها وتحكمت..؟!
ألم يقل النبي  صلى الله عليه وسلم  «الرَّاحِمون يرحمُهم الرحمن، ارحَموا من في الأرض يرحمُكم من في السماء».. فلم أصبح التعامل بيننا قائما على الكره والحقد والحسد والنقمة...؟!
ألم يقل  صلى الله عليه وسلم : «لا تُنزَعُ الرحمةُ إلا من شقيٍّ» فلم نرضى بالشقاء الذي نعيش فيه..؟! 
لا بد لنا أن نعلم علم اليقين أن الحياة لا تطيب ولا تصلح ولاتزدهر إلا حين تصبح الرحمة خلقا أًصيلا في المجتمع، وأن بغياب هذه الرحمة  تشقَى المُجتمعات وتعيش في ضنك من العيش، فالرحمة ليست حركات أو شعارات بل هي من أعظم الخِصال الإيمانية ومن أبزر دلائل حسن فهم الإنسان لأمور دينه... 
فهل سنعود إلى ديننا أم أننا يا ترى تآلفنا مع المعاصي حتى بتنا عالة على دين عظيم أمرنا برحمة الحيوان... فعجزنا عن رحمة الإنسان..؟!


bahaasalam@yahoo.com