بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الثاني 2023 12:00ص الشيخ وسيم مزوق متحدّثاً لـ(اللواء الإسلامي): أهل غزّة يتبرّعون بالدم لكل الأمّة... وهم حجّة علينا في الدنيا وفي الآخرة

الشيخ وسيم مزوق الشيخ وسيم مزوق
حجم الخط
إن نصرة أهل فلسطين وغزة كانت واجباً شرعياً منذ أمد، وهي اليوم أوجب وآكد، وإن الله سائلنا عن التفريط بأرض فلسطين وأهلها، وسائلنا عن جوعة طفل يتيم ودمعته، وبكاء أرملة واستغاثتها وعن كل قطرة دم تهدر بظلم يهود وجبروتهم.
فنصرة أهل فلسطين وفك الحصار والظلم والقهر عن أهل «غزة» واجب قامت على وجوبه أدلة الكتاب والسنّة، نصرة واجبة في حدود المستطاع، وإن من المستطاع بذلك المال وهو جهاد وأي جهاد، فأهل فلسطين قد استحقوا وجوبا صدقاتنا وزكاة أموالنا بمصارفها الثمانية، لما نرى بأعيننا ونسمع، كما ان قواعد الشرع ومقاصده ونصوصه متضافرة في وجوب نصرتهم ودعمهم ومساندتهم بكل الطرق الممكنة.
فأهل فلسطين هم الأحوج والأشدّ حاجة، وهم اليوم في جهاد وعلى ثغر وفي رباط في أرض باركها الله واختارها مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل فيها آيات تُتلى الى يوم الدين يوم الجزاء.
فكيف يكون هذا الدعم..؟!
وما واجب كل مسلم تجاه غزة وأهلها..!؟
هذا ما سنعرفه في الحوار التالي مع رئيس دائرة الفتاوى في دار الفتوى الشيخ وسيم مزوق..

النصرة واجبة على كل مسلم

{ ما هي واجبات الإنسان المسلم تجاه ما يجري في غزة؟
- يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا أصيب منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». هذا الحديث الشريف يتضمن توجيهات وإرشادات عظيمة حيث شبّه الحبيب صلى الله عليه وسلم الأمة بالجسد الواحد أي إذا نزل بلاء أو مصيبة أو كما نرى اليوم في غزة من حرب على الأطفال والشيوخ والنساء وكل أهل غزة يتعرضون لعدوان غاشم من قبل اليهود الصهاينة ومن عاونهم من أمة الكفر والضلال الذين يعادون ويكرهون الإسلام والمسلمين وقد فضحهم الله في عملية طوفان الأقصى، طوفان العزّة، فغزّة هي عزة الأمّة، فغزة هي التي تتبرع بالدم لأجل الأمة، فغزة بدل من أن تُنصر من البلاد العربيّة والإسلاميّة كما أمرنا الحبيب في الحديث الشريف الذي ذكرناه فهي عضو من أعضاء هذه الأمة لأن أمة لا إله إلّا الله محمد رسول الله لا يوجد لها حدود ولا جنسيات، فالقضية ليست قضية فلسطين وليست قضية من يحمل الجنسية الفلسطينية، إنما قضية فلسطين المحتلة هي قضية الأمّة، وتحرير المسجد الأقصى مسرى الحبيب صلى الله عليه وسلم واجب شرعي على المسلمين وعلى حكام الأمة الذين استرعاهم الله على البلاد والعباد فقد قال رسول الله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وقال الله سبحانه وتعالى {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤولُونَ}.
فان الحكام الذين سيسألون في القبر ويوم القيامة عن هذا المنصب الذي هم فيه هل نصروا الأمة والأقصى؟ وهل دافعوا عن شعب فلسطين وأهل غزة؟.. الخطابات لن تبرأهم يوم القيامة وهي خطابات خجولة للأسف، فالويل لمن طبع مع اليهود الصهاينة والويل لمن يسعى في التطبيع لان التطبيع محرّم شرعا وخيانة للّه ولرسوله.
وأضاف: وأهل غزة اليوم يجاهدون في الله حق جهادهن ويجاهدون بأنفسهم وأموالهم وكل ما يملكون، أهل الغزة اليوم يتبرعون بالدم لكل الأمة، انهم حجّة علينا في الدنيا وفي الآخرة فهم يحتاجون الى أناس صادقين، الى المؤمنين المخلصين، قال الله سبحانه وتعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وسوف نسأل يوم القيامة عن أهلنا في غزة ماذا فعلنا.

دور العلماء

{ ما هو دور العلماء المطلوب لنصرة القضية الفلسطينية؟
- يجب على علماء الأمة أن ينشروا ويتكلموا بالحق وأن يقولوا للناس أجمعين وخاصة المسلمين منهم انه لا يجوز شرعا التطبيع ولا يجوز أن يمشوا في ركب المتطبّعين وإياه أي عالم أن يكون من علماء السلاطين الذين يفتون بالتطبيع مع اليهود الصهاينة أو الذين ينادون بالسلام كما يريد الصهاينة للاعتراف بدولة إسرائيل المزعومة فلا يوجد شرعا ما يسمّى بهذه الدولة يجب على العلماء أن يقولوا ذلك للحكام والمسؤولين ولكل الناس وأن يوضّحوا هذه المسألة بكل وضوح، إذ توجد فلسطين محتلة اليوم وعليهم أن ينادوا بالجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ فهو واجب شرعا، إذ قال الله سبحانه وتعالى {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ}.
فالجهاد في سبيل الله ان لم اليوم فمتى يكون؟ وان لم يكن في وجه اليهود الصهاينة لمن يكون؟! هذا ما نراه اليوم للأسف ان الجيوش النظامية والعدّة والعداة يتم استخدامهم من قبل الحكام من أجل حماية عروشهم وليس من أجل الجهاد في سبيل الله و ليس من أجل تحرير أراضٍ.
وتابع قائلا: ويجب على العلماء أن يحثّوا الآباء والأمهات أن يعلموا أولادهم الدين كله ومن ذلك قضية فلسطين والأقصى، فكما نعلم أبناؤنا أركان الدين علينا أن نتكلم معهم ونعلّمهم ان المسلم عليه منذ صغره أن يكون مخلصا لدينه ولقضايا الأمة ومن ذلك قضية الأقصى وفلسطين بكاملها هي أرض عربية فيها مقدّسات تتعلق بعقيدة المسلم فالحبيب صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلّا الى ثلاث: المسجد النبوي، المسجد الحرام والمسجد الأقصى».

الدعم الإلكتروني

{ كيف تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا في نصرة غزة؟
- من الجهاد في سبيل الله أن نحسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نصرة قضية فلسطين والأقصى وأهلنا في غزة، بان ننشر جرائم اليهود الصهاينة وقتلهم للاطفال حيث نرى أطفال بدون رؤوس ونرى الآباء والأمهات يجمعون أشلاء أحبابهم في الأكياس بل سأل أحد الأطفال لما تحمل الحقيبة المدرسية وقد دمرت المدارس فقال: أنا لا أحمل الكتب إنما أحمل أشلاء أخي.
بالله عليكم أين هؤلاء الكذابون الذين يدّعون السماح والرحمة والإنسانية من قبل الدول الأوروبية وأيضا أميركا، كل هؤلاء فضحهم الله حيث ظهر نفاقهم وكذبهم لأنهم يدعمون الصهاينة بالسلاح ويمدّونهم بتغطية إعلامية تخدم مصالح اليهود الصهاينة.
وتابع قائلا: علينا أن نقوم بفضحهم ونشر الصور والفيديوهات التي تتعلق بجرائمهم وبعارهم أيضا وعلينا أن ننشر بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي الفيديوهات التي تظهر قوة وشجاعة المجاهدين المقاتلين الذين باعوا أنفسهم وأرواحهم للّه قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} فهم يطبقون هذه الآية وينزلون بفضل الله وتأييده الخسائر المادية والجسدية بالصهاينة وبذلك نظر للعالم كله ان هؤلاء الأبطال استطاعوا بفضل الله أن يهزموا ما يسمّى الجيش الذي لا يقهر وأيضا نستطيع بواسطة الإعلام أن نبيّن ان الله عزّ وجلّ ينصر الفئة القليلة الصادقة على الفئة الكثيرة الباطلة مصداقا لقوله تعالى {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة} وبذلك نقوّي إيمان الضعفاء فالله هو القادر على أن يمدّ هذه الفئة القليلة بجند من جنوده وملائكته كما أنزلها بغزة بدر.
{ ما هي الكلمة التي توجهها لأهلنا في غزة؟
- وبالختام نقول لأهلنا في غزة جزاكم الله عنا كل خير فأنتم تقاتلون عن الأمة جميعا. نسأل الله أن يثبت أقدام مجاهيدنا وأن يسدّد سعيهم وأن يرحم شهداءهم ويشفي مرضاهم. فنحن للأسف لا نملك إلّا الدعاء والتبرع بالمال لنصرتكم وأنتم كما نسمع منكم تلتجأون للّه وحده لأن الحكّام متخاذلين والله هو ناصركم ومؤيّدكم.