الصوم فريضة نؤدّيها ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، وهو يحمل من الدروس والعِبَر والفضائل، وتتضمن مدلولاته معاني البذل والتضحية والصبر والجهاد، ويزوّد المؤمن بمنهج سلوكي ونمط من الفضائل.
أن عبرة الصيام هي التمرّس على المقاومة بدءا من مقاومة ما ترغب به النفس، الى ما يشكّل من حصن يقي من السقوط في المغريات المادية الزائلة، ودافعا يحفّز على مقاومة الخنوع وباعثا يمنع من الإحباط واليأس.
يدخل المؤمن في شهر كامل في معسكر تدريب النفس وفي دورة تأهيلية تلقّنه دروسا في المقاومة والمواجهة والصمود.
شهر رمضان مدرسة متعددة الاختصاصات تؤسّس ركائز الصمود في نفوس المؤمنين كي تقوى الإرادات على المواجهة، لأن انتصار الإرادة بعد صمودها يُعدّ العامل الأساس في المعارك وردّ التحدّيات.
لقد كان شهر رمضان الانطلاقة الأولى لحركة المقاومة والجهاد، ففي العام الثاني للهجرة كان فريضة الصوم، وفي الشهر الأول من هذا العام كانت موقعة بدر الكبرى التي كانت أول مواجهة عسكرية بعد بعثة النبي وتحقق فيها النصر وتحقق وعده تعالى، وبعدها توالت المعارك في شهر رمضان.
وفي هذه المناسبة نشحذ الهمم لتحرير الأرض والمقدّسات، لنعود إلى أنفسنا عبر فلسطين ودعم شعب غزة.