بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 نيسان 2019 12:03ص المرأة مع اقتراب شهر رمضان المبارك: أدوار تربوية متنوّعة تُعلِّمُ الأبناء فضل وبركة هذا الشهر الكريم

حجم الخط
المرأة تصرف معظم وقتها في شهر رمضان المبارك في تلبية متطلّبات أسرتها التي تزداد بشكل كبير في رمضان, ونتيجة لذلك تضيّع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات، وقد لا تشعر بروحانية هذا الشهر الكريم، ومع ذلك فإن من سماحة هذا الدين ويسره، ومن عظيم إحسان الله إلى عباده أن رتّب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة، وذلك إذا توفّر فيها عامل احتساب الأجر والنيّة فيها، وكذا ربّة المنزل في رمضان، فالأعمال التي تتكرر يومياً؛ كاعتنائها بزوجها وأطفالها، إذا احتسبت الأجر والثواب في فعلها، واستحضرت النية بأنها تقوم بذلك ليس على سبيل العادة والواجب والإكراه، وإنما طاعة لله ولرسوله «صلى الله عليه وسلم» فإنها تصبح عبادة ويحصل لها الأجر على ذلك – بإذن الله -.
آراء النساء
{ بداية تقول الحاجة منيرة عبلا (ربة منزل) ان شهر رمضان هو شهر عبادة وطاعة لله تعالى، وعلى المرأة في هذا الشهر الفضيل أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة والدعاء وحضور مجالس العلم وأن لا يلهيها الطعام واعداد المأكولات والمسلسلات عن هذا الواجب، وترى انه يجب على المرأة المسلمة أن لا تسرف وتبذّر في شهر رمضان وخصوصاً في ظل الأزمات الاقتصادية التي يمرُّ بها الجميع، إذ للأسف نجد الناس تتدافع على ممارسة هذه العادات بما فيها الأطباق اليومية التي يتم أعدادها لدرجة بدأوا يعتبرونها من مقوّمات الشهر المستحسنة والمأمور بها، لذلك نجد اختلاط الحابل بالنابل فنجدهم يعرّفون الإسراف في الانفاق بأنه كرم له جذوره المتأصّلة، ويصفون فائض الأطباق بالجود والكرم، وفي اعتقادي ان هذه السلوكيات مفاهيم خاطئة يجب التفريق بينها واعتقد ان وسائل الإعلام لها دور كبير في هذا الجانب الإستهلاكي.
{ أما السيدة سهيلة دندش (ربة منزل) فقالت ان شهر رمضان هو من أفضل الشهور في حياتها، فهي تشعر بسعادة كبيرة وراحة نفسية عند قدوم هذا الشهر الفضيل حيث تستعدّ له بقراءة القرآن منذ اليوم الأول وتتسارع بختمه أكثر من مرة واحدة في الشهر، وأيضاً التقرّب إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء، وأجمل شيء تراه في هذا الشهر الفضيل هو صلاة التراويح التي تؤدّيها في المسجد. أما من الناحية الاقتصادية، فتحاول جاهدة عدم الإسراف والتبذير في هذا الشهر الفضيل، إذ تسعى لاعداد وجبة طعام واحدة مع صحن فتوش وعدم المبالغة في الطعام على مائدة الطعام وتقول «على قد بساطك مد رجليك».
أدوار رائدة
{ الشيخ علي بيطار، إمام مسجد الخضر، قال بدوره أن شهر رمضان هو شهر له خصوصية دينية وتعبّدية ورمزية عند المسلمين كافة، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً.
أما دور المرأة في التحضير لاستقبال هذا الشهر الفضيل فهو أساسي من الناحية التعبّدية والاقتصادية، فمن الناحية التعبّدية على المرأة أن تكون أكثر حرصاً على أداء دور مشجّع للتعبّد، والإحساس بلذّة الصيام والإبتعاد عن محرّمات الإفطار وأسبابه، فهي عندما تصوم عليها أن تصوم عن كل ما هو من شأنه أن يؤدّي لافطارها أو إفطار الآخرين ممن تتعامل معهم أو تتعايش في بيئتهم، فالامتناع عن المظاهر الفتّانة والإغراءات، ان من ناحية المظهر أو الملبس، أمر ضروري ولها أجر بذلك ودور ناجح في إبعاد المفاتن والوقوع فيها. هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى عندما تلتزم بالصيام والعبادة والقيام بشعائر هذا الشهر الكريم تكون قدوة لعائلتها ولصديقاتها ولكل من لها بهم صلة، فلا يستخف أحدٌ بدور المرأة التعبّدي فهي أساس، وأساس مؤثّر بالمجتمع ولها منا كل التقدير في أدائها الصحيح والعظيم، لأن الأسرة بأكملها تتأثّر بها ومحيطها كذلك يتأثّر بها، فليكن أثرها إيجابياً ومليئاً بالخير والعبادة خير من غير ذلك.
وأضاف على أن للمرأة أيضا دورها الإقتصادي في المنزل في شهر رمضان وهو أساسي ومهم كذلك حيث أنها تستطيع أن تقوم بإدارة مصاريف الإفطار والسحور كما تريد فهي المقرّر بهذا الشأن يمكنها أن تنفق ما يتحمّله الأب أو الزوج أو الشقيق أو الإبن بحسب معرفتها.
وما درج عليه الناس في الماضي هو الإفراط بالتحضير والتجهيز لمآدب الإفطار وهذا ربما عادات أو رغبة بكل شيء يشعر الصائم انه بحاجة إليه وعندما يأتي موعد الإفطار فلا يأكل إلا القليل ويهدر الكثير، ومن هنا المرأة دورها الانتباه والتنبيه لمثل هذه الحالات، وأن تقدر ما تراه نافعاً وفعّالاً لعائلتها، وبالتالي لها أثر أيضاً بنُصْح الرجل بأن يطعم الفقراء مما صنعته أيديها الكريمتين في هذا الشهر المبارك، وهذا هو أهم مقصد من مقاصد الصيام أن يشعر القادر مع غير القادر والغني مع الفقير، وهذا الدور للمرأة أنا أتمناه على مدار السنة وليس فقط في رمضان، فهي لا تدري كم هي مهمة ومؤثّرة في المجتمع وإذا خاضت التجربة سوف تدرك ما أقول.
موسى
{ بدورها، أكدت المتخصصة في الشؤون الأسرية أمل موسى على أن شهر رمضان المبارك لا بد أن فيه للأب والأم دورا في استغلال هذا الأمر، ويمكن أن نوصي الأبوين بما يلي:
أولا - تدريب وتعليم الأولاد على الصيام والحثّ عليه لمن قصَّر منهم في حقه وتحبيبه إليهم لا تخويفهم منه.
ثانيا - تذكيرهم بحقيقة هذه الفريضة وأنه ليس فقط ترك الطعام والشراب، وإنما هو طريق لتحصيل التقوى وأنه مناسبة لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا، فنحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فقال: «آمين، آمين، آمين»، فقيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فقال: «قال لي جبريل: رغم أنف عبد أو بَعُدَ دخل رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبدٍ أو بَعُدَ، أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبد أو بَعُدَ ذُكِرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين».
ثالثا - تعليمهم آداب وأحكام الطعام وتذكيرهم بتحريم الإسراف وضرره على أجسادهم.
رابعا - استثمار شهر رمضان لتذكير الأبناء بحال الفقراء والمعدمين ممن لا يجدون لقمة يطفئون بها نار جوعهم، والتذكير بحال المهاجرين والمجاهدين في سبيل الله في كل مكان.
خامسا - الإكثار من الاجتماعات الأسرية لتنمية صلة الأرحام.
سادسا - تعويد الأبناء على إعانة الأم في إعداد المائدة وتجهيزها وكذا في رفع المائدة وحفظ الطعام الصالح للأكل.
وأضافت: هذا كله دون أن ننسى من جعل فترة لقراءة الذكر الكريم، وكذا لذكر الرحمن، فإن الذكر يحيي القلوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت».. فالقرآن والصلاة والتردد على المساجد كلها من الذكر الذي به يطمئن القلب وقد قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.