بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تموز 2023 12:00ص بيروتيّات (40).. مسرحيات من تلامذة المدارس والولاة في مقدّمة الحضور

الشيخ عبد الرحمن سلام الشيخ عبد الرحمن سلام
حجم الخط
درجت العادة على تقديم مسرحيات في المدارس عند انتهاء العام الدراسي وإشراك بعض التلامذة فيها. ومن أولى المسرحيات التي مُثّلت في المدارس نذكر رواية يوسف الحسن التي مثّلها تلامذة المدرسة الوطنية (مدرسة المعلم بطرس البستاني) في دار المعلم بطرس في زقاق البلاط وقد شخّصوها أمام والي سورية مخلص باشا أثناء زيارته للمدرسة وكان شاكر الخوري من التلامذة. وكان من جملة الرواية نشيد من نظم الشيخ ناصيف اليازجي جاء فيه:
 ترى ليالينا تعود
حسب الزمان الأولِ
*****
المدرسة الرشدية

في سنة 1870م مثّل تلامذة المدرسة الرشدية في بيروت رواية المعتمد بن عبّاد من تأليف الشيخ إبراهيم الأحدب. ومُثّلت في المدرسة المذكورة سنة 1874م رواية «كشف الظنون عما جري بين الأمين والمأمون» تأليف الشيخ عمر الأنسي وكانت من خمسة فصول مشتملة على أخبار خلافة الأمين والمأمون وما جري بينهما من المحاربة وإستيلاء المأمون على العرش. وقد حدّد ثمن ورقة الدخول بفرنكين وبيعت الأوراق في عدة محلات منها محل الشيخ مصطفى نجا في سوق العطارين. وخصص ريعها للفقراء عموماً. ولم تطبع الرواية المذكورة ولم يبقَ منها إلّا ثلاثة أبيات كُتبت على ستار المسرح (سبق ذكرها) وخمسة أبيات هي التالية:
لك الحمد يا مستوجب الحمد والثنا
ويا من بنا فقر له وله الغنى
إليك التجأنا في الشدائد فانمحت
وكان لنا في بابك الأمن والمنى
قصدناك في كل الأمور فلم يخب
بجدواك يا رب البريّة قصدنا
وهبت لنا عوداً لأوطاننا التي
بفضلك ما زالت معاقل عزّنا
تكرّمت بالحسنى وألهمت شكرها
فشكراً على شكرٍ ولا زلت محسنا

المدرسة المارونية

نشير الى تشخيص تلامذة المدرسة المارونية سنة 1876م في المرسح الوطني خاصة أسعد رعد رواية أدبية من تأليف المعلم أنطون شحيبر. وبمناسبة امتحان تلامذة المدرسة المارونية صار الثناء على المدير المعلم نقولا الحداد وتشخّصت رواية من تأليف أنطون شحيبر أيضا عنوانها «المدرّس المغفل».
وبعد انتهاء فحص تلامذة المدرسة البطريركية وتفريق الجوائز في تموز 1877م، تشخّصت «يهوديت» تأليف إلياس الباشا بحضور المتصرف رائف أفندي والقاضي الشرعي عبد الله جمال الدين.
وبمناسبة انتهاء امتحان نصف السنة. شكر تلامذة مدرسة السريان في بيروت، رئيس المدرسة ميخائيل درويش وختموا ذلك برواية ملحّنة من تأليف أنطون شحيبر.
ومثّلت الجمعية الخيرية المارونية سنة 1906م رواية (مي) تعريب سليم النقاش وحوادثها وقعت في بيت أبي هوراس سنة 667 ق.م. للحرب بين رومية وألبا، وكان بين جنود الفريقين قرابة، واتفق على اختيار ثلاثة فرسان من كل فريق للمبارزة فوقع الاختيار على هوراس وأخويه من جهة رومية وعلى كورياس وأخوته من جهة ألبا. هوراس شقيق مي وزوج ملكة، وكورياس خطيب مي. فكانت الحرب وخيمة على مي وملكة. فإذا انتصر هوراس خسرت ملكة زوجته شقيقها، ومي شقيقة خطيبها كورياس. وإذا انتصر هذا الأخير خسرت ملكة شقيقة زوجها هوراس وخسرت مي خطيبته شقيقها هوراس. قامت هيلانة رومانو بدور مي. وجميلة حسون بدور ملكة. وخليل شكري ملك رومية. واسكندر شمعون الوزير. وجي الشامي عاشق مي ويوسف غانم والد هوراس وجان نقاش زوج ملكة واسكندر شكري خطيب مي وحبيب تيان جندي روماني.

المدرسة الإسرائيلية

وجرى فحص تلامذة المدرسة الإسرائيلية في فنون اللغات العربية والتركية والفرنسية والعبرانية، ثم تشخّصت محاورة أدبية من نظم معلم العربية شاكر الرباط، ومحاورة فرنسية تأليف أنطون شحيبر.
وعند انتهاء فحص تلامذة المدرسة الإسرائيلية، تشخّصت رواية بالعبرانية، وأخرى بالعربية موضوعهـــا «مدّعي الشرف» تأليف إلياس وأنطون شحيبر.
وبعد امتحان المدرسة العبرانية سنة 1879م تشخّصت بالعبرانية روايـــــــة «يفتاح الجلعادي» من تأليف زاكي كوهين رئيس المدرسة. ورواية تركية تأليــف عبد السلام أفندي مدرّس اللغة التركية، ورواية «أستير» بالفرنسية رواية ناكر الجميل تأليف شحيبر. ومن النشاطات التمثيلية في المدارس منذ سنة 1880م وما يليها نذكر تشخيص رواية بالفرنسية من ثلاثة فصول باسم «المحبة الولدية» في المدرسة العبرانية بمناسبة فحص نصف السنة بحضور المتصرف. وكانت بقلم ميشال نورير مدرّس الفرنسية. وفي المدرسة المشار إليها حضر الوالي مدحت باشا رواية «انتصار الفضيلة» أو حادثة الفتاة الإسرائيلية، فكانت ليلة جميلة صدحت فيها الموسيقى وتطايرت الأسهم النارية.

مدارس اليسوعيين

وفي حضور جمهور من أربعمائة شخص، مثّل طلاب مدرســـة رأس بيروت الخارجية للآباء اليسوعيين في دار المدرسة، رواية سليمان الحكيم التي تتضمن قضاء سليمان بين المرأتين التي ادّعت كل منهما الطفل لها.
كما مثّلت في المدرسة - الكلية اليسوعية رواية «انقراض دولة المكابيين». وهي حادثة تاريخية وقعت على عهد دولة الرومان في بيروت أربع سنين قبل المسيح لمّا اضطرب أمر المكابيين في أورشليم. وكانت مؤلفة من خمسة فصول طالت أربع ساعات. وتخلل الفصول قدود رخيمة من الطلبة مصحوبة بآلات الطرب العربية. وقام بالأدوار: شاكر أبي ناصر - إبراهيم الصباغ - نجيب تيان - حبيب درعوني - خليل إده - خليل باخوص - إبراهيم حرفوش - ضاهر معلوف - حبيب دانيال - بطرس صليب - حبيب سبع الليل - جرجس مكار - قيصر لكح - قيصر إده- أنيبال أبيلا - حبيب فرعون - أنطون رباط - ونجيب إده.
كما مثّل طلاب الكلية اليسوعية سنة 1884م رواية بالفرنسية باسم «هرقل أو انتصار الصليب المقدّس» من خمسة فصول تخللتها أناشيد. وكانت من تأليــــف الأب ماري مرسيل شوبن. وخلاصتها أن كسرى أنوشروان ملك الفرس غزا أورشليم وغنم غنائم كثيرة من جملتها عود الصليب الحقيقي الذي صلب عليه المخلّص. وعلّل نفسه بافتتاح العالم بأسره، فاصطدم مع هرقل ملك الروم مما أدّى الى خسارته ملكه وحياته. وقام بالأدوار فيها: فردؤيك شميل - يوسف فركن - أدوار شميل - قيصر لكح - الفرد طويل - إبراهيم صباغ - ليوبولد ماجيستري - خليل صباغ - ادمون فاله - ماريوس شميل - خليل إده - جرجس مقار - حبيب دانيال - ألفرد فركن - باسيل سكريني - اميل دوبلان - ادوار لفنته - جول فاله - يوسف بورتلي - يوسف فرو - ندره مطران - أوغست سبع - حبيب درعوني - أرثور شميل - يوسف خزام وأنطون خير. واخترع الشاعر زيادة على الرواية فصلاً مثّل فيه أسر ابن القيصر من كسرى وملاقاته في السجن أحد أمناء فارس وفك قيوده وهربه وأقام مكانه فقُتل بدلاً عنه.

المدارس الأرثوذكسية

وحضر مدحت باشا رواية «أنشيوس باسوس» أو «أنيسوس باصوص» تأليف اسكندر عازار - صاحب رواية «رسم سورية» - وموضوعها التحريض على تقديم الخير للفقراء. وقد قدمتها الجمعية الخيرية الأرثوذكسية مع فصل هزلي يظهر حال التعليم سابقاً. وتم عرضها في دار بشارة الشويري. ثم مُثّلت رواية عربية باسـم «لقاء الحبيب بحادث غريب» بقلم زاكي كوهين. ورواية «السر المكنون» ورواية «المرأة المكابية». ورواية «عود السعادة» تأليف سليم زاكي كوهين.
ومثّلت جمعية زهرة الإحسان الأرثوذكسية رواية «إتحاد النساء».
ومثّل طلاب اللغة العربية سنة 1886م رواية «صدقيا ملك يهوذا» من خمسة فصول تتضمن حريق أورشليم وجلاء اليهود الى بابل، ومثّل فيها سليم جدي بدور ملك يهوذا وفيليب بركات بدور نبوخذنصر، وقام ببقية الأدوار ضاهر معلوف وأنطوان لطيف ونجيب حبيقة وجرجس كحيل والكسيس كتسفليس وشكري ونصري باحوط ورزق الله تابت وعبد الله شر وفيليب فرعون وإلياس بسادا وأنطوان إده.
وفي سنة 1894م مثّلت في مدرسة الروم الأرثوذكس بحضور الوالي عبد الخالق نصوحي بك مسرحية «جزاء الشهامة» من تأليف سليم جدي. ورفع الستار عن منظر كهف داخله امرأة وولداها وخارجه وقف اثنان اضطهدهما الغاليين وهما في حالة يرثى لها وصفاها بنظم رقيق، فجاءهما من ينذر بقدوم الرومان بزعامة خائن من مواطنيهما فعنّفته المرأة بقولها:
تبعتَ مرائياً فلبست عاراً
وشرّ الناس من تبع المرائي
وقد غضبت عليك الأرض لما
غدرت بنا فخفْ غضب السماء
ثم أخذ الجميع أسرى الى القائد الروماني الذي راود المرأة عن نفسها وهدّدها بقتل زوجها. وكان في عداد أعوان القائد غلام من سبي سابق أشفق على المرأة فأنقذها وولديها وتبيّن انه ابنها الذي فُقدَ قبل ثلاثة عشر عاماً، وقد صفق الحضور طويلاً عندما قالت المرأة للخائن:
لا يروّع الوعيد مهجة أمّ
داهمتها من الهموم جبالُ
فمحالٌ بلوغ ما ترتجيه
ومحالٌ نكث العهود محال

مسرحيات الشباب

ودفعت النهضة المسرحية الكثير من الشبان الى تأليف روايات أدبية وعرضها في البيوت والمسارح العامة. ففي سنة 1895م ألّف الأدباء عبد الرحمن فتح الله ومحمد وحسين الفاخوري وراغب البزري ومصطفى القصار، رواية أدبية غرامية باسم «فتاة الغار» جرى تمثيلها في دار عبد الله حنتس بجوار المكتب الرشدي العسكري بحضور المأمورين والوجهاء، وكان ثمن ورقة الدخول ريالاً مجيدياً. وقد أعيد تمثيلها سنة 1898م في المنتدى المسمّى القصر البلوري على طريق الشام وجعل ريعها للفقراء. وقد ألّف عمر نجا سنة 1898م رواية أدبية فصيحة من ثلاثة فصول بعنوان «الشيخ المتصابي» جرى تمثيلها في منزله بمناسبة ختان نجله وبحضور جمهور كبير.

محاورات الشيخ محيي الدين الخياط

شهر تموز سنة 1899م احتفل المكتب الابتدائي الأول بتوزيع الجوائز على المستحقين من طلاب المدرسة العلمية والشيخ عبد الرحمن تلامذة المكاتب الابتدائية ومثل التلامذة محاورات مدبجة من الشيخ محيي الدين الخياط. 

المدرسة العلمية والشيخ عبد الرحمن سلام

يُذكر ان الشيخ عبد الرحمن سلام ألّف رواية بعنوان «الصديق المخادع» مثّلها سنة 1909م بعض ناشئة المدرسة العلمية بملك السادة حمادة في زقاق البلاط. وكانت أجرة الكرسي بشلكين والقولتك (كنبة) أربعة بشالك.

الكلية العثمانية خصصنا مقالاً خاصاً بالمدرسة

وكانت الكلية العثمانية (الإسلامية فيما بعد) تختتم سنتها الدراسية بختم القرآن الكريم لتلامذتها الذين تلوّن بعد ذلك خطباً بالعربية والتركية والفرنسية ثم يمثلون محاورات أدبية بإشراف المعلمين عيسى قاسم كتّوعة ومحمود فرشوخ. وفي سنة 1909م قامت الجمعية العلمية العثمانية بتمثيل رواية امرىء القيس وذلك في منتدى المدرسة وكانت من تأليف الشيخ أحمد عباس الأزهري. وقد زيد عليها فصلان يمثلان حالة الروم في القسطنطينية أيام هرقل وجنوده. وحدّد ثمن الورقة بخمسة بشالك.

مسرحيات المسرح الوطني

ومن المسرحيات التي مُثّلت فيما بعد في مرسح سورية رواية «تلاشي البطل» تأليف إلياس طراد. ورواية «انتصار الحب» ترجمة بشارة فخر. وأعلن المرسح في حينه أن محل النساء مفروز على حدة. وتشخّصت على المرسح نفسه رواية «فرسان العرب» تأليف نخلة قلفاط، وقام بتشخيصها جوق لطف الله الزهار. ورواية «طيش الشباب» تأليف المعلم شاكر شقير. ورواية «حكمة الوزراء» للشيخ خليل اليازجي صاحب رواية «الهوى شرك الهوان» المقدمة سابقاً. ومسرحية «غيرة العشاق» أو قتيل الغرام تأليف سبريدون شعيب في ثلاثة فصول.

* مؤرخ