بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2023 12:00ص بيروتيّات (44).. محاورة «محبة الوالدة» لعلي (مومنة) العريس على مسرح الكاريون

علي العريس علي العريس
حجم الخط
عندما أصابت لوثة الفن علي مومنة وعرف أهله بذلك، قامت قيامة عائلته وطلبوا منه الإبتعاد عن العمل في المسرح والغناء والتمثيل والهشّك بشّك، وأبلغوه أنهم سيتبرأون منه إن لم يمتنع عمّا قرره، ولاحت له فكرة التكنّي بآل العريس شهرة عائلة جدّته فعُرف من يومها باسم علي العريس. والى جانب الفن المسرحي اشتهر علي العريس بفن الزخرفة الذي تعلّمه من أستاذه حسن الشخيبي شيخ الدهانين في بيروت فأبدع فيه أجمل النقوش والزخارف الإسلامية التــــــي لا تزال موجودة في بعض الدور والمساجد (كبهو دار الفتوى وجامع الأشرفية) وبيوت البيارتة وحق به قول الشاعر:
ان آثارنا تدلُّ علينا
فانظروا بعدنا الى الآثارِ
وسوف يكون فنّه هذا موضع دراسة على حدة.

مسرح الكاريون

بدأت مسيرة علي العريس المسرحية في سنة 1922م عندما قدم الى بيروت أمين عطا الله (كشكش بك) مع فرقته وفَقَدَ معدات الديكور التي أحضرها معه، فتمكّن علي العريس من تأمين ما يلزم الفرقة لأجل عملها وقام بعد ذلك بتنفيذ ديكورات فرقة «الكوميدي فرانسيز» التي زارت بيروت. ومما يذكر لعلي العريس انه كان من أوائل من عمل في الإخراج السينمائي لفيلمين هما: «بياعة الورد» (1940م) و«كوكب أميرة الصحراء» (1946م)، إلّا أن شهرته المسرحية غلبت عمله السينمائي.
ذكر الأستاذ محمد صالح أبو الحمايل «ان سليم آغا كريدية ويوسف آغا بدر شيّدا سنة 1887م مسرح زهرة سورية ثم استثمره يوسف بشارة وتوقف بسبب الحرب العالمية الأولى الى ان اشتراه علي الحموي سنة 1927م وحوّله الى مقهى بإسم الكاريون واستثمره علي العريس وزوجته ناديا باسم تياترو ناديا» («اللواء» 2/8/2013).
والواقع ان مسرح أو مرسح زهرة سورية غير مقهى الكاريون. فالذي شُيّد سنة 1886م هو حمام الزهارية نسبة لمشيّده من آل الزهار وعُرف باسم حمام زهرة سورية. أما مسرح زهرة سورية فلم يتبيّن من شيّده وذكر ان موقعه كان في موقع ملهى الباريزينا أو سطوح الباريزيانا ولم يحدّد تاريخ تشييده.
أما الكاريون فكان مقهى تملّكه الحاج علي حموية ووجد علي العريس في هذا المقهى ضالته فاستأجر بعد عودته من القاهرة سنة 1940م هو وزوجته ناديا (تقلا شمعون) المقهى وأطلقا عليه اسم «تياترو ناديا». والكاريون (من الفرنسية Carillon) وتعني جرس تنبيه كجرس كنيسة وجرس موسيقي. ولعل اسمه أخذ من الشخص الذي كان يقف عند باب المقهى أو الملهى حاملاً جرساً يرنّ به لينبّه الزبائن ويدعوهم الى الدخول ومشاهدة ما يقدّم داخله. ويذكر المخضرمون حامل الجرس الذي كان يقف عند مدخل قهوة القزاز في ساحة البرج (قبل انتشار وسائل الإعلان الحديثة) مردّداً الإعلان: الليلة الليلة يا شباب، الليلة بقهوة الاجلز (القزاز) سارة وسارينا أم البجاز (البزاز)، على رقص على فقش على هزّ...

ديكور علي العريس لمسرحية «بور بيروت»

قدّم علي العريس وزوجته على خشبة تياترو ناديا عدة استعراضات وكانت فرقته تضم ممثلين وممثلات من مصر وسورية ولبنان منهم يوسف حسني (يوسف قرانوح) وعبد اللطيف فتحي وداود قرانوح وصابر الصفح وغيرهم.
كما وضع علي العريس عدة اسكتشات منها اسكتش «بور بيروت» فصمّم ديكوراً مميّزاً له بأن وضع باخرة على المسرح مع بحارة يعملون في تفريغها.

مسرحية «محبة الوالدة»

أما غالب نصوص أعمال علي العريس فقد فُقدتْ أو تبعثرت. ما دفعني الى أن أخرج من بين أوراقي محاورة غنائية سجلتها شركة سودوا الوطنية في حلب بين علي وناديا. يذكر ان الشركة المذكورة سبق أن سجلت أغاني سهام رفقي ولور دكاش وزكية حمدان وسلامة الأغواني وشاعر الموال الحلبي أحمد الفقش وعبد الغني الشيخ والست زكية المصرية والملحن سامي الملاح صاحب أغنية «ان من طبعي أحب إلفي» وفيها ترد عبارة «جاكلين وجاك عملوا كونتاك» التي ردّدها كثيرون، الخ..
أما المحاورة التي أشرنا إليها بين علي العريس وناديا فكانت بعنوان «محبة الوالدة» مُثّلت في الكاريون واختار علي لها هذا العنوان وفاء لوالدته التي ساعدته في هواياته الفنية:
هو - خلاص أنا غير هيك ما عندي.
هي - أنا وأمّك مش ممكن أقعد أبداً يا أنا يا هيه.
هو - وأنا ما بقدر استغني عن أمي بتقعدي بتروحي مع السلامة.
هي - يعني معناها بتدشرني؟
هو - لأ معناها إن حبيبتي تقعدي تحت أمر أمي أنت العزيزة الغالية وإذا كنتِ بدك تتكبّري عليها تفضّلي مع السلامة ولك هادي أمي مش صانعة.
هي - إسم الله عليك وعليها شو شايفلي حالك أنت وإيّاها ملّا جوز خرج...
هو - اخرسي نحنا أحسن منك أنت ما خرجكِ واحد زيي، أنت خرجك واحد زيّك مجنون مثلك.
هي - أنا حلوه غصب عنك
أنا خفّه أحسن منك
أسأل عني كل الناس
والله لفوّر دمك 
هو - مهما عملتِ ما بحبك
ولا رايح أقعد جنبك
مجنونة وعقلك خفيف
أنا مستغني عن حبك
هي - على ايش دخلك بتدلل
خود مرايه واتأمل
وشك يشبه وش القرد
قدك قدّ أرط مخلل
هو - دخلك لما أخدتيني
يومها ليش ما شفتيني
وإلّا كان ضاربك العمى
بس بقى جننتيني
هي - افتكرتك انك رجال
مليان وفي عندك مال
يا ريتها كانت جنازة
أنت ما خرجك هالجمال
هو - الجمال فيك خساره
وعقلاتك قدّ الفاره
جمالك ما لو قيمه
ما بيسوى ولا باره
هي - يا رجال عيب على دمك
تبهدلني داهيه تسمّك
من غير مصروف مقعدني
بس شاطر تعطي أمك
هو - لا تجيبي سيرة أمي
رضاها يفرّج همي
دايماَ بدي أعطيها
لو قطعتْ عن تمي
هي - كمان أنا بسلّي همّك
أنا مرتك وبنت عمك
يا بتعاملني بإنصاف
والله بستغني عنك
هو - بتروحي هي الباب مفتوح
تليّتيلي قلبي جروح
هي - عم تحكي عن جدّ.
هو - معلوم جد ونصّ.
هي - بعدين بتبكي وبتنوح.
هو - خلص أنا غير هيك ما عندي.
هي - على فراقي ما بتهدّي.
هو - رحتي جيتي ما بهمّ.
هي - أنا رايحة أسكن وحدي.
هو - يا الله تفضّلي مع السلامة فارقينا.
هي - طيب وأنا لما بروح مين بدو يغسلك ويطبخلك؟
هو - أمي بسلامتها في مثل طبخها.
هي - هلق الدنيا برد وشتاء والليل طويل مين بدو ينام جنبك ويدفيك.
هو - بشرب شاي وبلتف باللحاف بدفّا.
هي - طيب مين بدو يعملك الشاي؟
هو - أمي بتعملي شاي عجمي أصلي ما فيه منّه.
هي - لكن فرق كبير بين الشاي اللي بعملو أنا والشاي اللي بتعملو أمك.
هو - مثل بعضه كله شاي.
هي - طيب هلق الليل طويل ومين بدو ينام جنبك ويدفيك، ويغازلك ويسليك ويراضيك ويدلعك وبهالبردات مين بدو يدفيك، يي.. يي على هالبردات.
هو - اي أي ولك بردان، ولك يا عالم والله العظيم احترت شو بدي أعمل، هيدي بحبها وهيدي بحبها، هيدي أمي وهيدي مرتي، احترت بيناتهم، ولك يا مره ولك يا بنت الحلال ولك هيدي أمي اللي ربتّني وتسع أشهر ببطنها حملتني، بجوز من الله تعملي فيها هيك، كرمالي أنا راضيها وخدي بخاطرها الله يرضى عليكي.
هي - كل هالقد بتحبّ أمك؟
هو - معلوم مانك عارفة أنو الجنة تحت أقدام الأمهات.
هي - طيب أمرك روح بوس إيدها واطلب رضاها كمان.
هو - الله يرضى عليكي وبراو على دين إيمان البطن يلّي حملك اهه (يبوسها).
هي - أمك حافظ على مقامها
واسعى دايماً باكرامها
فضل الأم والله كبير
لازم نضحّي قدامها
هو - خلص اتفقنا يا مرة؟
هي - اتفقنا.
هو - يسلم هالوجه الحلو انشا الله تتصافي إنتي ويّاها ما بدي بقى شوف زعل بيناتكم من شان خليني روح شوف شغلي واشتغل دايماً وأعرف عيّشكم يا مرة، ما هيك؟
الإثنان - محلى الوفاق ما بين زوجين
يعيشوا سوا يخزوا العين
يعيشوا سوا بخدمة الأوطان
وآخذ رضاء الوالدين.

* مؤرخ