بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 نيسان 2023 01:38ص شهر الجود والبذل والعطاء

حجم الخط
الحمد لله رب العالمين جعل شهر رمضان سيد الشهور وضاعف فيه الحسنات و الأجور وشرف امة محمد فخصها بصيام شهر رمضان، فمن صامه وقامه ايمانا واحتسابا غُفرت ذنوبه العظام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أَجْوَد النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ) خير من صلى وصام وتصدق وقام،القائل: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين: و بعد:
أهلّ علينا شهر رمضان، شهر عظيم مبارك،شهرُ العبادات والطاعات، شهرُ التوبة والصيام، والصلاة والقيام  تلاوة القرآن، شهرالجود والإحسان، شهر المغفرة والرحمة والرضوان، والعتق من النيران، شهر المواساة والإنفاق والصدقات، شهر البر والجود والكرم ومضاعفة الحسنات، ومحو السَّيِّئَاتِ، شهر تلين فيه العواطف الجامدة، و تخشع فيه القلوب القاسية لذكر الله و ما نزل من الحق.
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ).
ايها الأخوة والأبناء : رمضان شهرالجود والإحسان، شهر التواصل والتكافل، شهر تغمر فيه الرحمة قلوب المؤمنين، وتجود فيه بالعطاء أيدي المحسنين. فهو موسم عظيم للصدقة و العطاء وايصال البر الى الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، والصدقة والبذل في هذا الشهرالمبارك شأنها أعظم وآكد، ولها مزية على غيرها؛ لشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه؛ ولأن فيها إعانة للصائمين المحتاجين على طاعاتهم، فاستحق المعين لهم مثل أجرهم،. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قال صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) ] - [رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد)
فمَنْ فَطَّرَ صَائِمًا يُكتب له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص شيء من أجر الصائم، وهذا من فضل الله تعالى على عباده، لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى، وإيجاد المحبة والتكافل بين المسلمين.
رمضان من أعظم أبواب الأجر؛ لما فيه من إعانة الصائمين الفقراء على قضاء حوائجهم؛ وخاصة في هذه الأيام التي يشهد بلدنا فيها انهيارا ماليا واقتصاديا واجتماعيا.
ايها الأخوة والأبناء فكما ان شهر رمضان شهرالجود والإحسان،والزكاة والصدقة والعطاء فهو شهر الذكر والقرآن، شهر المغفرة والقيام، ففي شهر رمضان يجتمع الصوم والقرآن فتدرك المؤمن الصادق شفاعتان يشفع له القرآن لقيامه، ويشفع له الصيام لصيامه.
قال صلى الله عليه وسلم:(الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ «، قَالَ:«فَيُشَفَّعَانِ) رواه احمد. فهذا لمن حفظ صيامه ومنعه من شهواته.
إذاً مطلوب من كل مسلم ان يجتهد في رمضان في تلاوة القرآن وأن ينظر اليه باعتباره شهراً للجد والاجتهاد وتطهير القلوب من الفساد.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يعود رمضان.. ضيفا عزيزا كريما يحمل في مضمونه آيات الخير والبر والعطاء والرحمة والمغفرة والعتق من النار، ولنلتقي من جديد على منصة الخير والتوجيه والارشاد...
فشكرا لكل الاخوة الذين يبذلون جهدا ايمانيا من أجل ان تصل بشائر رمضان الى الاهل والاحبة في مدينتنا صيدا الوفية من خلال هذه المنصة والشكر لكل الاخوة العلماء المشاركين بهذه المنصة الكريمة.
يقول الله تعالى:
(يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، فالصيام عبادة لا رياء فيها ولا مظاهر فيها لأنه لا يعلم أحد بأنك صائم أو غير صائم الا الله، وهي عبادة السنة كدورة تأهيلية ايمانية تلتزم فيها بما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله وصولا الى التقوى التي هي تحصين للنفس من الذلل واحياء للضمير الديني وتنشيطه في النفس البشرية ولعل من اجمل التعابير ما قاله الامام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه عندما سئل عن التقوى فقال التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل...
فأهلا بشهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار....
فأهلا بشهر الصدقة والاحسان وشهر الخير والقرءان وشهر الاخوة والمحبة والتكافل للانسان من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه...
يعود رمضان علينا في ظل هذه الضائقة الاقتصادية والمعيشيه وهول الفقر والعوز والحاجة،
لقد وصلت الامور الى حافة الانهيار والانفجار...وما زلتم يا أهل النظام كما انتم تصرون على الفشل والانانية والانتهازية والاساءة لمن اوكلوكم شؤون حياتهم من هذا الشعب الصابر الصامد حتى وصل الى ذل التسول والطلب والحاجة... اذا كان الغني يشكو فماذا يفعل الفقير..
خافوا الله والناس في هذا الايام الصعبة،
ايها الاهل والاخوة... ايتها العائلة الصيداوية الكريمة،
كنا وما زلنا نحرص عل التكافل والتكامل الاجتماعي والانساني..
هذا رمضان يطلب من الغني ان ينظر الى الفقير فيعطيه بدون منة والكبير يعطف عل الصغير فيساعده بدون رياء وتشهير.
رمضان لا يريد ان يرى أرملة أو يتيما أو مسكينا يتسول او يجوع.
رمضان يقول فطر صائما.. اطعم جائعا... أُكسُ يتيما... واحفظ كرامة أرملة في بيتها.
نبي الرحمة الذي خصه الله في القرءان بأعظم وصف فقال فيه: (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين).. يقول ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء
يا صيدا... يا مدينة الخير والنبل والوفاء... يا عائلة الكرم والعطاء أتوجه اليك من خلال المقتدرين والميسورين فيك المقيمين والمغتربين الى كل الجمعيات والمؤسسات والهيئات الانسانية والاجتماعية ان يمدوا يد المساعدة والعطاء لكل محتاج وفقير،
ثم التحية والمحبة الى كل الشباب ومبادراتهم في المساعدة في الحواري والشوارع والاحياء.
وما أحرانا في هذه الايام الصعبة والقاسية على كثير من الناس ان نتكافل ونتآخى ونتراحم ونتعاضد ونتساعد وخاصة على صعيد الاسر والروابط العائلية... فالعمل الخيري هو من ركائز المجتمع وهو من الاساس ما يميليه علينا ديننا واخلاقنا لذلك لا يجوز ان يكون بيننا جائع او محروم وعلينا ان نحمل، الخير للناس فخير الناس انفعهم للناس.
نحن نعيش في ظروف أزمة سياسية واجتماعية وصحية ومعيشية واقتصادية حقيقية... وربما تكون امام انفجار اجتماعي مرعب ومخيف.
وهذا رسول الله (ص) يقول: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ويقول رسول الله (ص): ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم به».
ثم بكلمة أخيرا الى جميع التجار الى البائعين الى أصحاب المراكز التجارية الى أصحاب المولدات الى الصيدليات الى كل من يعمل في البيع والشراء الى المشتشفيات الى العائلة الصيداوية اقول بكل حب واحترام ان رمضان ليس مناسبة تجارية وانتهازية انما هو شهر ايماني انساني بكل مظاهره ومضامينه فلنتق الله جميعا في رمضان حتى نحقق الاجر والثواب والخير في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
كل عام وانتم بخير والسلام عليكم... وصيدا ستظل بخير ان شاء الله.

*​​ مفتي صيدا وأقضيتها