بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 آذار 2024 12:00ص علّام: ليس مطلوباً من المسلم إثبات إيمانه لمن يفتشون في النوايا

حجم الخط
قال الدكتور شوقي علّام - مفتي مصر رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إنه ليس مطلوباً من الإنسان أن يثبت إيمانه كل لحظة لمن يفتشون في النيّات من الذين يهتمون بالتديّن الظاهري والشكلي، فالتديّن والإيمان للّه عزّ وجلّ، ويقول في ذلك سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]، وكذلك قوله عزّ وجلّ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
وقال خلال لقاء إعلامي أن المنظومة الإسلامية تركّز على الجوهر وليس لها ارتباط كبير بالشكل؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»، والمسلم المتديّن الحقيقي كذلك شخصيته واحدة في العلن والخفاء، فلا يستغل جانباً لتحقيق مصلحة ما، ولذلك كان الإنسان المستغل لحاجة الناس عن طريق الدين، غاشًّا للناس.
وتعجَّب من أصحاب التديّن الشكلي الذين يزعمون الاختصاص بالحق من دون سائر الخلق، رغم أن شريعة الإسلام تشهد للأمة كلها بالخيرية؛ فجماعات التشدد تخص نفسها بالهداية والاستقامة، وترمي الناس بالزيغ والهلاك والخطأ.
وأضاف أن اهتمام الإسلام بالقلب يعطي انطباعاً راسخاً أنه يهتم بالجوهر أولاً، أما الظاهر والشكل فإنما هو ترجمة عما وقر في القلب، فالمظهر ينبغي أن يكون متوافقاً مع ما استقر في النفس أما إذا كان التدين منفصلاً عن الجوهر فإنما يعبّر عن خلل؛ وعندما ننظر في القرآن الكريم والسُّنة المطهرة وفي مسلك الرسول الأمين والصحابة الكرام نلحظ أن التركيز إنما يكون على القلب أولاً، وهذا ليس غريباً على الإسلام فهذا ملاحظ في تعاملات الصحابة (رضوان الله عليهم) مع الرسول صلى الله عليه وسلم فنجد عناصر الروح والمشاعر والوجدان حاضرة في معالجة القضايا، ولذا فالإسلام يركِّز على ما في داخل الإنسان من اطمئنان القلب.
وأشار إلى أن أصحاب التديّن الشكلي يرفضون التنوّع، مشيراً إلى أن الاختلاف سُنّة كونية يقف العالم أمامه مبهوراً نظراً لهذا التنوّع والتعدد، وهو أمر مشروع لقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وفي قوله تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً}، فالاختلاف ليس شرًّا بل هو سنّة كونية، وهذا التنوّع مقصود في الخلق ومن ثم لا بد أن تتعدد الرؤى والأفكار.