بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الأول 2017 12:05ص لماذا تدرس النساء الشريعة في الكلِّيات وأين أثرهنّ..؟!

حدَّاد: التعليم هو المتاح حالياً لهنّ والأمل بأدوار أوسع في الغد القريب..

حجم الخط
تلجأ الكثير من الفتيات إلى الدخول إلى الكليات الشرعية لتعلم العلوم الشرعية ودراسة الثقافة الإسلامية... «فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» وحاجة المرأة إلى العلم الشرعي حاجة أساسية لصالحها لتنجو من شقاء الدنيا وعذاب الآخرة.. وحاجة لمجتمعها كي تربي أولادها على العقيدة الصحيحة وعلى الخلق الكريم، وعلى الآداب الإسلامية، فبالعلم الشرعي تكون المرأة زوجة صالحة تؤدي حق زوجها وحق أولادها، وبذلك بلغت مرتبة الجهاد في سبيل الله.
ولا يظن أحد أن تعلم الفتاة العلوم الشرعية ينقص من شأنها لأن العلوم الدنيوية منبعها القرآن الكريم..
فالعلوم الشرعية تصل المرأة إلى ما يرضي رب العالمين... وتنشر الأخلاق في مجتمعها... ولذلك تقرر الكثير من الفتيات دراسة العلوم الشرعية ليس كمهنة بل كمعرفة لأمور الله... ما هي الصعوبات التي تواجهها في حياتها المهنية، ما هي المجالات التي تستطيع العمل بها، ماذا أثرّت دراسة العلوم الشرعية في حياتها؟
هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي: 
آراء مختصات
{ ميرنا عيتاني الحائزة على ليسانس في الشريعة الإسلامية ومعلمة تربية دينية في المدارس قالت انها اختارت دراسة العلوم الشرعية للحصول على الثقافة الدينية من مصادرها الصحيحة، ولتستفيد بها في حياتها وفي تربية أبنائها، فإذا كانت متفقهة في العلوم الشرعية عرفت حق زوجها وحق أولادها، ولمساعدة الأصدقاء في حل مشاكلهن حسب الشريعة الإسلامية.
واضافت: فالعلم والتعليم يجب ان يوظف لمعرفة الله للسمو بالنفس فليس العلم في الإسلام هدفاً بذاته، إنما هو وسيلة لتلبية حاجة العقل لمعرفة خالق الكون، ومعرفة منهجه لحمل النفس على طاعة الله، هذه الحاجة تؤكد إنسانية الإنسان.
وتضيف: عندما اخترت ان اتعلم العلوم الشرعية كنت ادرك انه ربما أجد صعوبة في إيجاد العمل الذي يقتصر على التدريس الديني في المدارس ولكنني احببت ان أسير في هذا الطريق لخدمة نفسي واسرتي وتقربي إلى الله، والحمد لله ان الله وفقني بالعمل المناسب فانا ادرس مادة التربية الإسلامية في العديد من المدارس الخاصة والمدارس المكلفة بها من قبل المديرية العامة للاوقاف الإسلامية، وهذا ما يشعرني بالسعادة لأننا نربي الأجيال وننشئهم على محبة الله وخصوصاً في ظل الفلتان الأخلاقي الذي تعاني منه مجتمعاتنا... إذ قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  «بلغوا عني ولو آية» «وخيركم من تعلم القرآن وعلمه» فكل العلوم الأخرى مصدرها القرآن الكريم.
{ اما السيدة نورا زينو صبرا فأختارت دراسة العلوم الشرعية لحبها وشغفها في الحصول على المعلومات والثقافة الإسلامية التي تشعرها بمسؤوليتها امام الله بما يناط بها في مجتمعها حتى تصبح لبنة صالحة في المجتمع وداخل إسرتها ومحيطها.
وترى ان دراستها للعلوم الشرعية جعلها تعرف مفاتيح المفردات العلمية الشرعية حتى إذا قرأت أحد الكتب الدينية تستطيع بمعلوماتها ودراستها فهم الأمور الشرعية بمفردها.
وترى ان تلبية حاجة العقل بمعرفة منهج خالق الكون يحمل النفس على طاعة الله في جميع أمور حياتها حتى في أمور الترويح عن النفس تكون كلها لله...
فالعلم يجب ان يوظف لمعرفة الله للسمو بالنفس وهذا ما يوصل الإنسان إلى طريق الخير والفلاح لأن من بدأ مشواره على مسار صحيح من بدايته وصل في النهاية التي ترضي رب العالمين، ومن هذا المنطلق قررت الدخول إلى كلية الشريعة لأنه لا بدّ للمرأة من ان تتعرف على الأمور الشرعية والثقافة الإسلامية لأنها هي زوجة وأم مما يساعدها ذلك في التربية الأسرية التربية الصحيحة.
وتقول: لم يكن هدفها العمل بهذه الشهادة وإنما الثقافة والمعرفة الدينية ولذلك تعلمت ما كانت تطمح إليه.
حداد
> وفي هذا الإطار قال المفتش العام للاوقاف الإسلامية الشيخ أسامة حداد: ان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» وانطلاقاً من هذا الحديث الشريف يتوجه كثير من الصبايا إلى طلب العلم الشرعي مع عدم اغفالنا العلوم الدنيوية فينتسبون إلى المعاهد الشرعية وخاصة معهد أزهر لبنان المعهد الرسمي لدار الفتوى الذي يخرج الفتيات والعلماء بشهادة ثانوية أو منهن من ينتسب إلى كلية الشريعة الإسلامية وهي الكلية الرسمية لدار الفتوى والتي تخرج الفتيات طالبات العلم الشرعي والعلماء في مراحل الدراسات العليا الليسانس، وكثير من هؤلاء يتوجهون إلى تلك المعاهد طمعاً بمعرفة علم الشريعة وارضاء لله عز وجل وحملاً لرسالة الدعوة على بصيرة وعلم والبعض منهن يهدف بذلك الحصول على فرصة عمل.
واضاف: ان مجالات العمل لهؤلاء وخاصة الاخوات النساء هي التدريس الديني في المدارس التي تكلف فيها المديرية العامة للاوقاف الإسلامية فتقوم الفتيات الحاصلات على الشهادة وبتكليف من الأوقاف بمهمة التعليم الديني في المدارس للمراحل التعليمية كافة، وايضاً يمكنني إعطاء الدروس الدينية في المساجد للنساء الراغبات بتعلم احكام الدين بشكل لا منهجي وبتكليف أيضاً من الأوقاف. ويمكنني أيضاً متابعة الدراسات العليا للتدريس في الأزهر أو في كلية الشريعة وغيرهما من المعاهد، كما يمكن لهن المشاركة في لجان إصلاح ذات البين في المحكمة الشرعية.
وأشار إلى انه وبتوجيه من صاحب السماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان سيستعان ببعض الاخوات ذوات الشهادات العليا والكفاءة لاستحداث دائرة نسائية في دار الفتوى مهمتها استقبال النساء اللواتي لديهن أسئلة خاصة أو استفتاءات شرعية خاصة للنساء.
ونصح جميع المتخرجات للنجاح في مهمتهن بالتدرب على فن التواصل والحوار مع الآخر، وفن التعليم لأنه كلما كانت المعلمة تمتلك وسائل ومهارات الوصول إلى أذهان المتعلمين كلما كانت فرصتها في النجاح أكبر وبذلك تستطيع إرسال المعلومات الدينية الصحيحة إلى الآخرين.
ولفت انه ان لم يكن هناك فرصة عمل لهؤلاء فيكفي انها ستكون معلمة لأسرتها ومربية لاولادها على القيم والعلوم الشرعية، وقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين».
وأخيراً اسأل الله ان يوفق المتخرجات والمتخرجين ويبارك للمعاهد الشرعية التي تسعى جاهدة إلى تخريج الفتيات والشباب من أجل نشر رسالة الدين الإسلامي.
منى توتنجي