بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الأول 2023 12:00ص مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ القاضي حسن دلّي: العالم الذي يدّعي احترام حقوق الإنسان تخلَّى عن إنسانيته في غزة

مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ القاضي حسن دلّي مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ القاضي حسن دلّي
حجم الخط
يقول الله تعالى في كتابه الكريم {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، ويؤكد هذا في موضع آخر فيقول {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}، فالله تعالى تعبّدنا بهذه الآيات، وهي جزء من عقيدتنا ومن دستورنا، ومن هنا كانت النصرة لأهل غزة وأهل فلسطين عموما هي عقيدة عندنا وواجب ديني على كل مسلم ومؤمن.
فكيف ننصر أهل غزة بعد معاودة الاحتلال الغاشم للعدوان عليهم..؟!
وكيف تكون هذه النصرة..؟!
أسئلة حملناها إلى مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ القاضي حسن دلّي، وكان هذا اللقاء:

النصر للمجاهدين

{ بداية نرى الآن الحرب على غزة وأهلها قد عادت بعد الهدنة أشدّ من قبل… فكيف ترى هذا الأمر؟
- قال تعالى {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا}، وعلى مرِّ التاريخ واليهود قتلة الأنبياء والمرسلين كانوا ينكثون بالعهود والمواثيق وكان الغدر خلقهم ولا يؤمن لهم جانب وآخرها تلك الحرب على أهل الأرض والمقدّسات، على أهل غزة العزّة غزة هاشم، والذي استعمل اليهود الصهاينة ومن ورائهم من حكومات العالم الغربي بتزويد هذا العدو الغاصب بشتى أنواع الأسلحة الفتّاكة التى فتكت بأجساد الأطفال الرضّع والشيوخ الرتع والنساء الحوامل، ولم يرف لهذا العدو القاتل جفن أو إنسانية لأنه فاقد للإنسانية، وكان ذلك أمام وعلى مرأى من العالم الذي يدّعي الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان، ولكن وأمام هذا الجبروت والآلة العسكرية التى استخدمت في قتل الأبرياء لم يستطيعوا النيل من المجاهدين الذي سطّروا ملحمة قلّ نظيرها في هذا العصر وكل العصور، لم تستطع هذه القوى المجرمة من ثني ذراع المجاهدين، مما جعل العدو يتذرّع في أطلاق سراح الأسرى المدنيين مقابل معتقلين في سجن العدو وذلك ليلتقط أنفاسه وليستعيد قواه الخائرة المنهزمة، وما ان لملم أشلائه محاولا شحذ همّة جنوده المنهارة، وما ان أنهى المجاهدون تسليم آخر أسير من المدنيين حتى أخذ هذا المجرم بآلته الفتّاكة بحصد أرواح الأبرياء من جديد لعلّه يعيد الاعتبار لجيشه الذي قهر على أيدٍ مجاهدين لا يخافون في الله لومة لائم، إلّا ان هذا العدو المجرم ومن سانده تلقّى ضربات موجعة من فوق الأرض ومن تحتها زلزلوا الأرض من تحت أرجلهم حتى الذي يتعمّق في ما يجري يجد ان الأرض تقاتل مع أهلها وتسند المجاهدين بترابها وبأنفاقها رغم فظاعة وإجرام المجرمين، فنحن أمة نرزق الشهادة وان من يقتل فهو حيّ، بدليل قوله تعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} فهنيئا لهم الشهادة، وهنيئا لهم الحياة الأبدية في جنة الخلد بإذن الله.
وأقول ان معاودة الحرب هي بظن العدو المجرم انه سيردّ اعتباره ولكن عاد المجاهدون أكثر قوة وأكثر ثباتا وأكثر تصميما على كسر هذا المجرم وإنهائه ومن معه ومن تآمر معه لإنهاء الإسلام وأهله.

نصرة أهل غزة

{ وكيف ننصر اخواننا في فلسطين في هذه الظروف؟
- علينا أولا أن نجاهد بأموالنا وتهيئة ظروف معيشتهم وظروف سكنهم وأن نلهج بالدعاء الى رب العباد أن يمدّهم بجند من عنده، وعلينا حثّ قادة الأمة وحكوماتها لتكون الى جانب الحق دفاعا عن المقدسات وقبل المقدسات الدفاع عن الدماء الذكية التى أزهقت بجريمة مدروسة وأمام أنظار العالم الذي يدّعي احترام حقوق الإنسان ولكن أولئك تخلّوا عن إنسانيتهم إذا كان عندهم أي ذرّة منها، وعلى شعوب العالم العربي والإسلامي أن تسخى بجهادهم بأموالهم وبذلك ينالون رضى الله عزّ وجلّ عندئذ ينصرنا الله سبحانه وتعالى.
{ وما رأيكم بمقاطعة المنتجات الداعمة للصهاينة؟
- قبل الحديث عن مقاطعة المنتجات علينا وضع حد لتدخّل الغرب بشؤوننا وقبل مقاطعة المنتجات الداعمة للصهاينة على إنسان هذا الدين وهذه الأوطان أن يتخلّى عن تقليده عادات وتقاليد وثقافة من هم الداعمين للصهاينة، مثلا.. ما هي أساس عملات أوطاننا؟!
إذن.. علينا أن نتخلّى عن ركوب ولباس صناعاتهم، فهل لدينا القدرة على إنتاج أقوات الناس من قمح ومشتقاته؟!
ان إطلاق كلمة مقاطعة على إطلاقها غير مجدي ولكن علينا أن نعتمد على أنفسنا وطاقاتنا ونطوّر أنفسنا ونبني المصانع ونخترع كل ما فيه مصلحة وحماية لهذه الأمة.
أليس مجاهدي غزة من طوّروا وصنعوا القذائف والصواريخ؟! 
كيف بنوا الأنفاق.. ومن هندسها.. ؟!
هذا ان دلّ فإنما يدلّ على الطاقات والقدرات عند إنسان هذه الأمة.
انني أتوجه الى أمة محمد صلى الله عليه وسلم  بجمع كلمتهم والحفاظ على أركان هذا الدين وما وصّانا به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وأن نتعلّم من الصحابة والتابعين الذين فتحوا البلاد بكريم خلقهم وحسن تعاملهم مع سكان تلك الأرض التى فتحوها وكيف كانوا لهذا الدين سدّا منيعا في وجه الكفر وأهله.. 
اللهم انصر الإسلام وأهله وانصر الحق على الباطل واجعل غزة مقبرة للصهاينة المعتدين وطهّر الأقصى وفلسطين من دنس الصهاينة ومن والاهم..