بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 شباط 2018 12:00ص مصادر «قاديشا» توضّح أزمة الكهرباء الفواتير تُشعِل «نار المواطن» التي لا تنطفئ شعلتها

حجم الخط
صيف 2017 وتحديداً خلال شهرَيْ حزيران وتموز، اتخذ الرئيس سعد الدين الحريري قراراً يقضي بأن تقوم شركة قاديشا بإيصال التيار الكهربائي 24 على 24 إلى أهالي مدينة طرابلس، بهدف «إنزال الرحمة بهم» خلال شهر رمضان المبارك، لكن وحسب ما بدا واضحاً حتى «الرحمة» تتحوّل الى نقمة عند أبناء مدينة طرابلس، الذين يعانون الأمرّين جرّاء الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يتخبطون بها، فكيف بالإمكان دفع فواتير تفوق قدراتهم المادية، وهم الذين اعتادوا تجزئة المبلغ فدفع فاتورة بقيمة 200 ألف لشركة قاديشا ومن ثم 100 ألف قيمة الاشتراك، أخف بكثير من دفع مبلغ 300 ألف ليرة لشركة قاديشا وحدها.
هذا بالفعل ما حصل مع المواطن الطرابلسي، الذي تسلم ايصالات شهرَيْ 6 و7 من العام 2017 لتظهر قيمتهما مرتفعة جداً عن إيصالات الأعوام السابقة ما أثار بلبلة كبيرة في صفوفهم، وهم لم يعتادوا مثل هذه المبالغ، التي لحقت بهم بعدما أرادت لهم الدولة «الرأفة بأحوالهم»، فإذ بهم أمام معضلة فواتير كبيرة واشتراكات دائمة وانعدام في السيولة، وبالطبع فإنّ غض النظر عن دفع فاتورة الكهرباء سيقابله انقطاع في التيار، فأين المفر؟؟؟؟
المواطنون وكونهم على أبواب انتخابات نيابية، حملوا أوجاعهم الى مكاتب السياسيين، علّهم يجدون لديهم الحلول لقضيتهم، والبعض منهم دفع الفواتير بيد أنّه عبّر عن استيائه من هذا الواقع، مؤكداً أنّ جباية الكهرباء تتم بطريقة عشوائية، ومَنْ يراقب الموضوع يتلمّس هذه الحقائق، فمثلاً وحسب ما يروي أحدهم فإنّ فاتورة الكهرباء، التي اعتاد دفعها عن منزله لا تتخطى الـ 90 ألف ليرة لبنانية خلال فصل الصيف، حيث الضغط على استخدام وسائل التبريد والتكييف، بيد أنّه خلال فصل الصيف المنصرم قصد إحدى مناطق الاصطياف مدّة ثلاثة أشهر ليتفاجأ بفاتورة الكهرباء، وهي تحمل نفس القيمة أي 90 ألف، ما دفعه الى قصد الشركة والاعتراض على الموضوع، وبعد الكشف على ساعته تبيّن أنّها أقل من ذلك ولا تتخطى قيمة الاشتراك الشهري!!!!
ومثل هذه القصص كثيرة، بيد أنّ المواطن ملَّ الاعتراض والمتابعة، وهو الذي طالب مراراً وتكراراً بإنهاء أزمة الكهرباء التي يدفع فيها الغالي والنفيس بغية التمتّع بها، تماماً كما تتحدّث الدولة عن هدر فاضح في سبيلها، وفي كل الأحوال ما من حلول.
ومؤخراً علت صرخة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون داخل مجلس الوزراء، مطالباً بإنهاء ملف الكهرباء، ومؤكداً أنّه لم يعد جائزاً التحدّث عن أزمات الكهرباء والمطلوب فقط إيجاد الحلول، فهل ستكون لصرخته آثار إيجابية في هذا الملف، والذي استنزف كل الطاقات والقدرات، وفي النهاية بلغت السرقات «حد السماء» دون حسيب أو رقيب؟؟!!!
{ المواطن برهان الكيال قال: «استلمتُ فاتورة شهرَيْ 6 و7 فإذ بقيمتهما تبلغ 516 ألف ليرة بينما كانت القيمة السنة الماضية 349 ألف فما الذي تغيّر؟؟؟ ونحن على يقين تام بأنّ شيئاً لم يطرأ على حياتنا، فهناك مكيف واحد وبراد مياه إضافة الى التلفزيون واللمبات، فهل يجوز ما يجري معنا؟؟؟ من أين لي هذا المبلغ لأدفعه فضلاً عن فواتير أخرى؟؟؟ أين هم المسؤولون من معاناتنا نحن أبناء هذا الشعب المسكين؟؟؟ الكل يعلم أنّنا نعيش في ضائقة مالية كبيرة، ومع ذلك كل ما نجنيه ندفعه فواتير مدوبلة للكهرباء والمياه والتلفونات، ولو توفّرت لنا كهرباء الدولة وأتت المياه النظيفة الى منازلنا لما لجأنا للبدائل».
وردّاً على سؤال قال: «اعترضنا لدى الشركة، التي أجابت بأنه خلال فصل الصيف تكون الحاجة ملحة لوسائل التكييف ما يرفع من قيمة الفاتورة، فما الذي سنقوله نحن؟؟؟ طبعاً دفعنا وخرجنا كونه من المستحيل البقاء على العتمة، ولا نعرف إنْ كانوا ينوون تأمين السلسلة من جيوب الفقراء، فنناشد كل المعنيين الالتفات الينا اذ لم يعد بمقدورنا تحمل المزيد من الخوات والضغوطات».
{ من جهته غسّان السمان صاحب مطعم «ريفولي» قال: «منذ العام 1971 ونحن في نفس المكان بيد أنّ الفواتير الأخيرة لم نشهد لها مثيلاً من قبل، طبعاً دفعنا الفواتير، التي تجاوزت 400 ألف ليرة، ولكن حتى الساعة لا نعرف سبباً وجيهاً لهذا الارتفاع الملحوظ «.
{ عبد القادر حفّار قال: «أدفع قيمة متدنية جداً عن محلي الكائن في ساحة الكورة، لكن مؤخراً اصطدمنا بالفواتير المرتفعة، ومهما سألنا عن السبب فإنّ أحداً لن يجيب، اعتدنا مثل هذه الأمور لذا لن نعترض».
{ المواطنة صباح قالت: «فاتورة شهرَيْ 6 و7 مرتفعة جداً مع العلم بأنّني لم أضف ولا وسيلة تبريد على بيتي منذ سنوات طويلة، وقد تعوّدت على دفع 50 ألف ليرة لكهرباء الدولة و70 ألف ليرة قيمة الاشتراك، طبعاً الفواتير المرتفعة سببا سلسلة الرتب والرواتب فالدولة معنية بتأمينها بأي طريقة حتى ولو كانت من جيوب الفقراء».
قاديشا
مصدر مطلع في كهرباء قاديشا أشار إلى أنّ «الرئيس الحريري أعطى التعليمات في العام 2017 أن تكون التغذية بالتيار الكهربائي كاملة على أبناء مدينة طرابلس خلال شهر رمضان المبارك، وهذا بالفعل ما أحدث الضجة الحاصلة اليوم من قبل المواطنين، الذين لم يعتادوا على مثل هذه الفواتير، لكن في حال استرجعوا ذاكرتهم فإن التيار الكهربائي لم ينقطع خلال شهرَيْ حزيران وتموز من العام 2017 وحينها صدرت المطالبة بتقليص قيمة فواتير الاشتراك، وجرت محادثات كبيرة على هذا الصعيد، لكن المواطن وللأسف الكبير لا يتذكر، نحن نقابل كل الشكاوى بصدر رحب وحينما نقوم بوضع التفسيرات عنها نجد أن المواطن متجاوب معنا، في مجمل الأحوال نتمنى حل مشكلة الكهرباء بحيث لا يعود المواطن مجبراً على دفع الفواتير بشكل مكرر».