بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تموز 2021 06:49ص الفقر والبطالة شرارة من طرابلس الإمارة

حجم الخط
طرابلس الفيحاء التي وصفها تقرير البنك الدولي بـ»المدينة الأكثر فقرا على ساحل المتوسط « لم تنتقل بـ»شطحة قلم» من  «طرابلس الشام» الى «طرابلس لبنان».  

ففي السنوات الأولى من عهد الاستقلال لم يكن من السهل على عدد كبير من أبناء المدينة وفاعلياتها السياسية والاقتصادية أن يتخلوا عن فكرة الوحدة مع سوريا كمقدمة للوحدة العربية الشاملة، والاندماج في الفكرة الاستقلالية اللبنانية، حتى ان فؤاد قاسم  المسؤول في وزارة الاعلام اللبنانية في خمسينيات القرن الماضي أبلغني انه في السنوات الأولى من الاستقلال كانت لدى الوزارة - التي كانت يومها تدعى بـ»وزارة الإنباء» - ميزانية مالية تدعم بها صحف طرابلس كي تنسجم في افتتاحياتها وتحليلاتها مع أجواء عيد الاستقلال والاحتفالات الرسمية بالعيد، ما جعلها تعاني ما أطلق عليه   كاظم الصلح  «مشكلة الاتصال والانفصال».

وبعدها حُسِمَ الأمر، وانضمت الى مسيرة الاستقلال المدينة التي أطلق عليها في العهد الروماني اسم  TRI- POLIS  أو «المدن الثلاث» وتحولت في العهود العربية - الاسلامية الى إمارة، وقالت عنها مجلة LE POINT  الفرنسية في عددها الأخير إنها كانت المحطة النهائية لقطار الـOrient Express السريع، وموقعا لأول مطار في لبنان ومحطة لسلاح الجو اللبناني ولمصفاة النفط الخام المتدفق عبر الأنابيب من آبار كركوك العراق طرابلس لبنان التي باتت الآن بفضل الزمن الرديء وحسب احصاءات «الدولية للمعلومات» مدينة الـ70% في معدل الفقر و60% في معدل البطالة و80% في معدل  التسرّب من التعلم.

وحسب التقرير الصادر عن «اليونيسيف» فإن شظايا الفقر والبطالة والأمية، أكثر ما تصيب المدن الفقيرة التي هي أقل المدن صمودا في وجه الأعاصير الاقتصادية، بالتالي فإن أطفال طرابلس وجوارها، الأكثر فقرا بين أطفال لبنان الذين حسب التقرير أكثر من 30% منهم يذهبون ليلا الى فراشهم وبطونهم خاوية ولا يتلقون العناية الصحية الأولية.